للعيد في الخنادق طعم خاص ولونية متفردة تمتزج فيها فرحة العيد مع القيم ومعاني الفداء، فبواسل القوات المسلحة والدفاع الشعبي يرتدون الكاكي ويمسكون السلاح حماية للثغور وذوداً عن حياض الوطن. قد درج الدفاع الشعبي على تذوق حلاوة العيد في الخنادق مع المرابطين، ففي ولاية القضارف وعلى الحدود الشرقية بمنطقة الفشقة تحرك موكب قيادات الولاية السياسية والأمنية لمشاركة المرابطين بمعسكر أم براكيت فرحة عيد الفطر المبارك يتقدمهم المجاهد/ الضو محمد المحاحي نائب الوالي والأستاذ/ عبد الله سليمان رئيس اللجنة الاقتصادية بالمجلس التشريعي والدكتور يحيى حسب سيدو معتمد الفشقة والمجاهد/ محمد عبد العزيز علي منسق الدفاع الشعبي بالولاية وقيادات المجاهدين بالمحليات. صلاة العيد ارتفعت الأصوات بالتكبير والتهليل في ساحة معسكر أم براكيت صبيحة اليوم الأول لعيد الفطر المبارك حيث اصطفت جموع المصلين من القوات المسلحة لتشهد صلاة وخطبة العيد والتي أمّ المصلين فيها الرقيب عبد الرحمن والذي تناول في خطبته فضل الصيام وعظمة الشهر الكريم والفوز والنجاح لمن صامه وقامه وأدى حق الله عليه في الطاعة والذكر والتقوى، وقال إن الله أكرم المجاهدين بفضل الرباط في هذا الشهر الذي يتضاعف فيه الأجر داعياً المرابطين إلى التواصي والالتزام بأداء العبادات بانتظام خلال الشهر العظيم. كلمة الدفاع الشعبي خاطب المصلين عقب صلاة العيد منسق الدفاع الشعبي بولاية القضارف المجاهد الأستاذ/ محمد عبد العزيز علي مشيراً لمجاهدات القوات المسلحة ودورها في حماية الأرض والعِرض وحماية البوابة الشرقية للسودان، وقال إن العيد هو فرصة لتجدد النية في مواصلة جهادنا من أجل تثبيت معاني التضحية والفداء مثمناً ما يقوم به الجيش الوطني السوداني من مهام كبيرة في كل أنحاء البلاد وهو يمر بمرحلة تحول كبير واستهداف واضح.. وأشار المنسق إلى أن ما يحدث في جنوب كردفان والنيل الازرق يؤكد أن أعداء هذه البلاد لن يتركونا حتى يعملوا على تفتيت السودان وزرع الفتنة بين أبناء الوطن، واستدرك قائلاً لكنهم لن يستطيعوا تنفيذ مخططاتهم لأن الشعب السودان يعي ذلك وسيُبطل مجهوداتهم وأهدافهم الشريرة. أمير لواء الأهوال المجاهد الضوء الماحي ويحلو له أن تناديه بالمجاهد فهو الذي عشق الجهاد والمجاهدين وقاد أولى كتائب الدفاع الشعبي في بواكير مسيرة الجهاد في كتيبة الأهوال الأول، والآن في الجهاز التنفيذي بولاية القضارف ينوب عن الوالي قاد المائدة وخاطب المرابطين، وقال: لا يحلو لنا العيد إلا ونحن نرتدي زي الجهاد، وحيّا مجاهدات القوات المسلحة والدفاع الشعبي والشهداء الذين مضوا من أجل العقيدة والوطن، وتذكّر أيام المرابطة في هذا المعسكر، وتحدَّث عن شهداء كانوا رفاق دربه وكيف أنهم قدموا نماذج متفردة ولوحات مشرفة من البطولة والإقدام، وكانت الدموع تجري وهو يستحضر تلك المشاهد والمواقف، وقال للمرابطين: أنتم خير من يعيِّد، فلكم أجر المرابطة والصيام، وأنتم أحباب رسول الله يستبشر بكم الناس لما تقدمونه في هذه الأطراف البعيدة في حدود الوطن لحراسة وتأمين الشعب السوداني، وعما يحدث في جنوب كردفان قال الماحي إن المخطَّط الذي يقوده عبد العزيز الحلو قد تم إجهاضه بفضل الله ثم بسالة القوات المسلحة والقوات النظامية الأخرى وهي تطارد فلولهم الهاربة الآن على مشارف الجنوب، وأوضح أن الدولة لن تتسامح مع كل من يحاول العبث بأمن واستقرار البلاد وأن عهد الفوضى والترضيات قد ولّى إلى غير رجعة. القادة والجنود في العيد خاطب قائد المعسكر جموع المصلين، وقال إن لمثل هذه الزيارات الأثر الطيب في نفوس المرابطين مشيدًا بوقفة الشعب السوداني خلف قواته المسلحة، وقال إن هذه البوابة ستظل مؤمَّنة بالجنود البواسل ولن يستطيع الأعداء الدخول عبرها لأن الجيش في حالة يقظة تامة.