أحياناً نسخط ونتألم حين نرى كل شيء في بلادنا في غير موقعه ولكن لا ولن يصل بنا الأمر لنقول (ملعون أبوك بلد). كما قال وكتب أحدنا يرحمه الله في الستينيات. ولن نلعن البلد لوجود بعض الاشراقات وامامنا بعض الضوء في آخر هذا النفق المظلم بقصص الفساد والمحسوبية واستغلال النفوذ وتكميم الأفواه.. وأمس تكحلت عيناي في آخر النفق المظلم بضوء جعلني أهتف يحيا العدل. ظللت منذ العام 2012م في (محايدة) مع تلفزيون محمد حاتم سليمان وبالأصح مع ممارسات شركائه الذين أتى بهم لاستباحة المقر والمكاتب والاستديوهات بل وحتى المكتبة الثروة والعاملين الأوفياء.. ورفضت بعض الممارسات خاصة المالية منها ورفعت ثلاث مذكرات للتوضيح والشرح وكتبت عشرات المقالات وأعددت ملفات بالوثائق سلمتها لكل من وزير الإعلام ومدير الإعلام بجهاز الأمن ومدير الإعلام الاقتصادي والمراجع العام ووزير الدولة بمجلس الوزراء.. ولكن لم ألاحظ تحقيقاً فيما ذهبت إليه أو فتح بلاغ في مواجهتي بتهمة إثارة الغبار حول جهاز حساس مما زاد من مساحة النفق المظلم وقررت الاغتراب ثم العودة ولكن ماذا حدث أمس؟ ظللنا منذ مايو عام 2013م في جلسات في مكتب العمل ثم محكمة العمل بأمدرمان مستعيناً بالوثائق التي تثبت حقوقي المالية ومنها ما هو بتوقيع الوزير ومدير التلفزيون ومدير مكتبه وشهادة المدير المالي وكادت مساحة النفق المظلم تضيق خاصة بعد أن طلب مندوب التلفزيون شطب الدعوى ورفضت المحكمة طلبه ولجأ إلى محكمة الاستئناف العليا وتأخر ردها لأكثر من شهرين حتى صدر في شهر فبراير الماضي برفض طلب تلفزيون محمد حاتم سليمان وتوجيه محكمة العمل بالسير في الدعوى مشيرة للعديد من النقاط التي تدعم موقفي مع إشارة بل وصف ما طلبه التلفزيون بعدم الموضوعية ومن أجل إضاعة الوقت كما جاء في المذكرة العظيمة. واصلت محكمة العمل جلساتها منذ مارس الماضي وعقدت العديد من الجلسات واستمعت إلى إفاداتي وتسلمت وثائقي ولكن حين جاء الدور على تلفزيون محمد حاتم سليمان للرد كانت المماطلة والغياب وكانت جلسة أمس الخميس هي الفرصة الأخيرة وأيضاً لم يحضروا وقدم المستشار القانوني للتلفزيون مبررات مضحكة مثل العربة تعطلت والرجل في الطريق وهلمجرا.. وهنا انكب مولانا القاضي على أوراقه وأصدر حكمه بفرض غرامة مالية كبيرة على التلفزيون وإمهاله لجلسة أخيرة بعد أسبوعين بعدها سيغلق ملف القضية ويصدر الحكم.. وهتفت يحيا العدل. نقطة .. نقطة البلد بخيرها وليست في ستين داهية كما نسمع في كل مكان.. وطالما في البلد قضاء عادل يخشى ربه فلنطمئن .. وأرجو من كل صاحب حق أن يقف مع حقه ولا يخشى في الحق لومة لائم.. ولا يصدق ما يتردد حول جهات أو أشخاص يحظون بحماية كبيرة رئاسية. اليوم سيلعب هلال السودان واحدة من أهم مبارياته في البطولة الأفريقية الكبرى .. وهي مهمة لأنها ستفتح الباب للفريق للتأهل للدور نصف النهائي في حال فوزه.. وفي حال خسارته أو تعادله لا قدر الله فستغلق نصف الباب للتأهل ويفتح باباً واسعاً لفريق فيتا كلوب الكنغولي لأن عودته لبلاده بنقطة أو ثلاث من الهلال مكسب هائل كبير. لازلت عند رأيي مدافعاً عن تسلم مدربينا الوطنيين المسؤولية في المريخ ولا زلت مطالباً بمنح المزيد من الفرص لابناء النادي ولست معهم وهم يرفضون المدربين برهان تيه ومحسن سيد باعتبارهما لم يلعبا للمريخ.. وكأنما أوتوفيستر أو أحمد الساري أو ميكلوس أو أحمد رفعت تخرجا من الأشباب ومن مواليد العرضة جنوب. سنكتفي طيلة هذا اليوم الجمعة بالدعاء للأهلة وليتني وليت ظروفي كانت تسمح بالحضور للاستاد والتشجيع والمساندة.. ولكن دعوات يوم الجمعة تصدق كثيراً قولوا إن شاء الله.