تعتبر ولاية شمال دارفور من الولايات الغنية بالمعادن، وقد أكدت الدراسات الجيولوجية التي تم إجراؤها في الأعوام السابقة، وجود عدد كبير من المعادن، منها الذهب، الحديد، الالمونيوم، والحجر الرملي وغيرها. وأن هناك وجوداً لأنواع أخرى من المعادن مثل الجرنيت والرخام والرصاص وغيرها، ما يحتاج الى مزيد من البحث والتنقيب لتقدير كمياتها التجارية، وان هناك وجوداً مؤملاً لمعادن تدل القرائن والشواهد على وجودها مثل اليورانيوم وغيرها، ما يحتاج الى اعمال وتنقيب واستكشاف في الاماكن المتوقع فيها. وخلال الفترة الماضية شهدت الولاية مؤتمر تطوير المعادن وقدم من خلاله وزير المالية بشمال دارفور الدكتور عبده داؤود ورقة وضحت اهمية تلك المعادن لدعم الاقتصاد الولائي والقومي، وبينت الورقة ان وجود المعادن واستخدامها شائع على نطاق واسع، مثل الحديد والذهب ولا يسع المجال لتناول كافة أوجه الانشطة التعدينية، فيما ركزت على التعدين عن الذهب وأوضحت انه لا يوجد تاريخ محدد لبداية الانشطة التعدينية الصغيرة، ولكن الراجح أنها تعود لقرون خلت، ولكن التعدين عن الذهب كنشاط كبير ومنافس للأنشطة التقليدية المعروفة في الولاية هو نشاط حديث، وجاء دور الحكومة لاحقاً في تنظيم المعدنين التقليديين على مستوى السودان وكذلك الحال في شمال دارفور لان مبادرة التعدين كانت اهلية، وذكرت الورقة ان من يعمل في نشاط التعدين التقليدي اكثر من نصف مليون شخص على مستوى الولايات، وتستحوذ ولاية شمال دارفور على نسبة تصل الى «30%» من هذا العدد، يعتمد هذا النوع من التعدين على استخدام عمالة غير مدربة ووسائل بدائية ويعتمد على المحاكاة اكثر من اتباع الطرق العلمية وما يؤخذ على هذا النشاط التعديني اهماله للمعايير البيئية والصحية عن ممارسة الانشطة التعدينية، فيما اوضحت الورقة ان من اهم الخطوات التي نفذتها الولاية من اجل تطوير التعدين هو انشاء ادارة الابحاث الجيولوجية الولائية في ابريل 2011م، ومدها بالقوانين اللازمة واللوائح المنظمة للتعدين، الى جانب تجميع الدراسات والخرط الجيولوجية للولاية والقيام بزيارات ميدانية لمواقع التعدين بغرض تفقد الاوضاع البيئية والصحية والامنية، الى جانب تفعيل الادارة الاهلية واشراكها في ادارة المواقع التعدينية وتنفيذ حملات توعوية لمخاطر الزئبق في مواقع التعدين، وانفاذ حملات التطعيم عن الحمى الصفراء لاكثر من مائة الف مُعدِّن في جبل عامر وتوزيع معدات واقية، وأوضحت الورقة ان مجتمع التعدين التقليدي يمتاز بالترحال الدائم من موقع لآخر، بحثاً عن خامات أغنى للحصول على عوائد أكبر بسرعة اعتمادهم على الدعم الذي يوفره لهم الممولون الكبار في المدينة. وأشارت الى ان التعدين التقليدي يتمحور في استخراج الذهب فقط ما يؤدي الى تشويه وتخريب المواقع ونهب الخام. هذاالى جانب ان التعدين التقليدي بصورته الحالية، يخلق علاقة إنتاج تكون فيها الحكومة أقل المستفيدين الممولين لعملية التعدين التقليدي، و«الواسطات» يشكلون الحلقة الاهم في استمرارية النشاط، الى جانب تدمير المواقع المعدنية بسبب عدم الالمام بالطرق العلمية المثلى لاستغلال واستخلاص الخام، و إهمال الاقتصاد التقليدي من زراعة ورعي وتجارة لنشاط وقتي غير مضمون ويجعل الكثير من المعدنين يدورون في حلقة مفرغة من الوهم بالغنى السريع، والاعتماد على المعلومات السماعية في التحرك من موقع لآخر والتقليد والمحاكاة في ممارسة النشاط ومحاولة اخفاء درجة تراكيز المعدن في الخام، كذلك الانتاج عن الاخرين خوفاً من المنافسة والتعرض للضرائب والرسوم والاعتداء وسيطرة العملاء وتجار الذهب على السعر وخلق علاقة زبائنية مع المعدنين وأحياناً الغش في الوزن.