لم تختف ظاهرة جرائم الفتيات عن سطح المجتمع بالرغم من التحديات المنية الكثيرة التي واجهت هذه الجرائم وشددت في مواجهتها العقوبات الرادعة وصاحبتها أساليب التهديد للفتاة المجرمة لكن انغماس الفتاة في مجتمع مفتوح بتنوع عاداته وتقاليده المختلفة ويخلط فتيات من مختلف القبائل السودانية ويكون هناك تبادل بينهم في الأفكار والتصرفات وكل واحدة منهن تشد عضد الأخرى لممارسة الجريمة سواء أكانت السرقات التي تحدث بالداخليات أو الجرائم اللا أخلاقية وتقود الفتاة لتدمير مستقبلها إضافة إلى جرائم الابتزاز الذي يمارس من قبل جماعات متخصصة وعبر جرائم منظمة وهى لا تقل خطورة عن جرائم القتل والخطف ونجد معظم المبتزين من ضعاف النفوس وأصحاب النوايا السيئة تجاه غيرهم وتتم غالبًا مثل هذه الجرائم بعيدًا عن أعين الناس بين شخص له مصلحة معينة لدى شخص معين مقابل القيام بمصلحة معينة والشخص المبتز يحرص دائمًا على البعد عند تقديم عرضه فيجعل الضحية غير قادر على التبليغ عنه لإرهابه وترويعه ويكون ماهرًا فى إخفاء دليل إدانته مما يعرض الضحية لإشانة السمعة والاتهام عند مبادرته بفتح البلاغ لأنه لن يتمكن من إثبات الجريمة وهذه الظاهرة اتسعت في مجتمع الطالبات في الجامعة والداخليات على وجه الخصوص. تحوطات أمنية أكد مصدر أمني ل «الإنتباهة» تشديد المراقبة على مداخل ومخارج الجامعة لافتاً إلى وجود مراقبة خفية في الحرم الجامعي لرصد كل الجرائم الصغيرة والكبيرة التي تحدث، وأفاد المصدر ان جريمة الابتزاز داخل الجامعة انتشرت بصورة واسعة خاصة بين الفتيات وعند التحري في هذه الجريمة يتضح أن الجانية والمجني عليها كانت تربطهما علاقة قوية لكن وجود خلاف صغير دمر الصداقة وتحولت لأداة انتقام، مشيرا إلى كثير مثل هذه البلاغات دونت في المحاضر الشرطية إضافة الى بلاغات السرقات كالمجوهرات والمبالغ المالية والهواتف المحمولة، وقال المصدر إن الشرطة تسعى لحصر هذه الظاهرة ووضع قوانين رادعة وعقوبات تحد من تنفيذ هذه الجرائم. نماذج الجريمة وكشف مصدر شرطي ل «الإنتباهة» انه دون بالسجلات الشرطية مختلف من البلاغات الموجهة ضد الفتيات بداية بجريمة اشانة السمعة عندما استغلت احدى الفتيات حساب الفيس بوك الذي يخص صديقتها لتعرض لها بعض الصور المخلة بالآداب ونشر الألفاظ النابية على لسان صديقتها وختمتها بنشر صورة صديقتها صاحبة الحساب وتعلق عليها انها تريد الزواج مصاحبة لصورة رقم الهاتف الجوال لمن يرغب في الزواج منها الأمر الذي أدى الى أن يحتقرها كل أصدقائها على الفيس بوك وعندما علمت الفتاة الضحية بذلك أسرعت لإبلاغ الشرطة التي بعد التحري اكتشفت المجرم وأحيلت الفتاة المتهمة الى المحكمة. وبلاغ آخر عن القبض على ثلاث فتيات يقمن بتنفيذ سرقات ليلية من أحد المنازل بمنطقة الحاج يوسف وكانت الفتيات يتنكرن في زي شباب وعندما أحس بهن صاحب المنزل أبلغ الشرطة التى داهمت المنزل وألقت القبض على اللصوص ليكتشف انهن فتيات بالاضافة الى بلاغات الابتزاز التى تتم بين الطالبات في الداخليات عندما يتصورن في غرفهن الخاصة بالهواتف النقالة بأزياء فاضحة ويرقصن وعند حدوث اقل مشكلة بين الصديقات تخرج الفتاة التسجيل الموجود وتقوم بابتزاز الفتاة وهذه الظاهرة انتشرت بصورة تروع المجتمع وتضع فتياتنا في خطر. أسباب نفسية لانحراف الفتاة أوضحت الباحثة الاجتماعية رشا عبد الرحمن ل«الإنتباهة» وجود كثير من الأسباب التى تؤدي الفتيات الى ارتكاب الجرائم المختلفة . وقالت تعتبر جريمة السرقة نابعة عن مرض نفسي ملازم للفتاة منذ الصغر وينتج عن أسباب نفسية متعلقة بالبيئة التى تعيش بها وكثيرا ما يكون السبب هو الحاجة المفرطة والوضع المعيشي الصعب الذي تعيش فيه الفتاة كل هذه الأسباب تجعلها تلجأ إلى جريمة السرقة أما جريمة اشانة السمعة التي تتم بين الفتيات يكون السبب الرئيس لها الغيرة بينهن فتكون الفتاة تريد ان تنتقم من صديقتها بغرض نفسي داخلي ومثل هذه الحالة لابد ان تعرض الفتاة المتهمة للعلاج النفسي لان ذلك يسبب لها ولمن حولها كثيرا المشاكل وتخلق زعزعة في الوسط الذي يعيشن فيه. وقالت رشا فيما يتعلق بجريمة الابتزاز فان ذلك يحدث بتنسيق مشترك وتخطيط إجرامي كبير لكن عندما يتم بين الفتيات فان الأمر لا يخلو من وجود حقد وحسد في قلب الفتاة التي جمعت كل من البيانات والمواقف التي تقويها لابتزاز الفتاة الضحية وكل تلك المواقف ناتجة عن البيئة التي تعيش فيها الفتيات اللاتي يلجأن لسلوك تلك الأساليب الإجرامية التي تحتاج لعلاج نفسي سريع حتى لا تتفاقم المشكلة.