بعد تناولنا لكيفية دخول المخدرات كأحد أسلحة الدمار الحديثة ومراحل ادمانها تناولنا علاقتها بالجريمة تناولنا بالأمس دراسة د. سعد بن عبد الله الهويدي من المملكة العربية السعودية، والذي تناول علاقة المخدرات بالجريمة وقال إنها نابعة من مصدرين نابعة من مصدرين رئيسين هما: تغير في الحالة العقلية والمزاجية للمتعاطي وما يحدث نتيجة ذلك التغير من اختلال في وظائف الإدراك والتفكير. وفيما يتعلق بالمصدر الثاني لعلاقة المخدرات بالجريمة يقول الدكتور إنه يتمثل في حاجة الفرد الملحة إلى المادة المخدرة، حيث يشعر المريض بضغظ الرغبة الشديدة لتعاطي المخدر الذي تعود عليه، وبذلك يصبح المريض أسيراً لعادته حيث يكون هاجسه الوحيد هو الحصول على المخدر. ولأن المخدرات تباع في الخفاء عن طريق السماسرة والمروجين والمهربين فإننا نجد أن الشخص المدمن يلجأ إليهم في كل مرة يحتاج فيها فيدفع مستسلماً لهم ما يطلبون من مبالغ باهظة مقابل قدر يسير من المادة التي تعود عليها، وإن المدمن لا يتردد كثيراً في اتباع كل الطرق غير المشروعة للحصول على المال، فقد يمارس السرقة بأنواعها من السطو على المنازل والمحلات التجارية أو التحاليل والتزوير وترويج المخدرات، وقد ينتج عن هذه الممارسات ارتكاب الجرائم من قتل أو احداث أضرار بالأرواح أو الممتلكات، وقد يتأثر المجتمع بذلك من جراء الاخلال باستقراره الاجتماعي. خلاصة الأمر نقول إن المخدرات مدمرة للعقول وللشباب وبالتالي للمجتمع ولا بد من مكافحتها بالجهود المتضافرة ولك عزيزي قارئ الوهج دور كبير لحماية المجتمع من هذه الآفة أولاً بالرقابة على منزلك والمربع أو الحي الذي تسكن فيه فقط عليك الاتصال والتبليغ الفوري. ولك علامات ومميزات تساعدك في معرفة إن كان هناك مدمن بينكم ولك مساعدته بانتشاله من براثن المخدرات فأهم ما يميز المدمن أن تغييرات تحدث له فمن يقع أسيرا للحبوب المهلوسة أوأيا من أنواع المخدرات المختلفة يصبح انطوائياً جدًا.. ويسعي لتغيير أصدقائه ويهمل الأكل والنوم ويعتاد على السرقة من داخل البيت ويتحول إلى لص لايتورع في السرقة من الجيران إذا لم يجد ضالته بمنزل أسرته الغافلة!، كما أن عيناه تتحولان إلى محمرتين مع ورم في جفونه وعادة ما يعمد إلى استخدام نظارات سوداء، تبدأ صحته العامة في التدهور وينام لأوقات طويلة في النهار، ويكون متوتراً على مدار اليوم وقد يتجاوز الأدب مع من هم أكبر منه سناً. وإن تاكد لك أن مدمناً بوسطكم فلا تعزلوه وتبتعدوا عنه حتى لا تزيد الخسائر فهذه حالات مرضية يمكن علاجها بواسطة الاستعانة بالمختصين والمراكز المتخصصة في علاج الإدمان أما إذا نفرتم من المدمن فإنه يزداد ادماناً وسيصل لمرحلة الاحتراق وساعتها ستصعب مهمة علاجه وانتشاله. حفظكم الله وإيانا جميعاً و(لو قدر لنا سنعود).