طائرة قرنق التي تتحطم من كان يقودها ليس هو الطيار.. من كان يقود الطائرة هذه كان رجلاً يجلس في نيروبي.. وطائرات عملية «11 سبتمبر» من كان يقودها لم يكن هو الاستشهاديون من القاعدة.. الطائرات من كان يقودها هو رجال يجلسون في مبنى المخابرات الأمريكي.. وطائرات وأحداث ورؤساء يطلقون قرارات غريبة وما يطلقها ليس هو عقولهم.. القرارات ما يطلقها كان عقاراً يصنع في معامل المخابرات الأمريكية و... ومارتن انديك.. مستشار كلينتون.. ثم كلينتون بالاشتراك مع آل جور.. ثم كيسي مدير المخابرات السابق.. ثم.. ثم كلهم يصدر الآن كتباً تقول هذا.. ولاروش = صاحب أشهر مركز بحوث في أمريكا = يكتب عن تجربة أمريكية اكتملت عام 1980.. تجربة تجعل مكتباً على الأرض هو ما ينزع السيطرة من أيدى الطيارين الذين يحلقون في السماء.. وهو من يدير الطائرة.. أي طائرة.. وقواعد مثلها لإدارة الشعوب.. ليس مجازاً بل حرفياً.. وكتابات تكشف أن نصف = إن لم يكن جميع = ما تذرعت به أمريكا لضرب أي دولة ما بين بنما وحتى العراق إنما كان صناعة أمريكية كاملة.. التفجيرات.. والاغتيالات.. وجيمس بامفورد = أحد قادة الاستخبارات الأمريكية = يقص كيف أن المخابرات هناك قدمت ذات يوم خطة للرئيس الأمريكي «لصنع ما يكفي من الأسباب لضرب كوبا».. وفي الخطة تقترح على الرئيس أن تقوم المخابرات الأمريكية.. وتحت أزياء كوبية بإشعال حرائق في قواعد أمريكية وإغراق سفينة مشحونة بالقنابل والضباط والجنود الأمريكيين.. والهجوم على طائرات حربية أمريكية.. ثم عمليات تفجير ضد المدنيين في ميامي تقتل الآلاف.. ثم.. ثم.. ثم اتهام كوبا بالإرهاب وشن حرب عليها.. والرئيس الأمريكي لم يوافق على الخطة. لكن خطة ضرب العراق كانت تتم بالأسلوب ذاته.. والكاتب يقول: أليس هذا هو ما حدث في 11 سبتمبر.. ولأن الآلاف قاموا يتهمون أمريكا بصناعة تفجيرات سبتمبر دون أن يصدقهم أحد فإن بامفورث يتحدث بهدوء ويسأل: = اربع طائرات قامت بالعملية هذه.. لكن الصندوق الأسود لم يعثر عليه أحد في أي طائرة.. كيف.. ولماذا.. = والمطارات لم يجدوا بها محادثة واحدة.. = بينما الطائرة المختطَفة أول ما تفعله هو أنها تتصل بالمطار.. أي مطار.. الطائرات كلها جاءت إلى نيويورك حيث سماء نيويورك أكثر زحاماً من طرقاتها مما يجعل الخروج عن المسار مستحيلاً.. والرجل يسأل.. قال: - حين جاء رجال الدفاع المدني بعد خمس عشرة دقيقة إلى موقع الحدث = أضخم حدث تشهده أمريكا = وجدوا أن المكان «قد جرى تنظيفه وغُطِّي بالرمال»!! - ثم الطائرة التي كان يفترض أن تهاجم البيت الأبيض وأسقطوها لم يجدوا «جسمها»! - و.... الرجل قال: عام 1984م اكتملت دراسات التحكم في الطائرات وقيادتها من الأرض.. وشركة «رايتون» تبتكر الجهاز هذا الذي يُعرف الآن باسم (J.P.L.S).. ورايتون هي مجموعة تتكون من عشرين شركة تعمل في تكنولوجيا الدفاع الجوي.. بقيادة المهندس «بروس سلومون» ومدير المجموعة «دانيال بوتهام».. الجهاز هذا هو الذي = في المسألة السودانية = كان يدير طائرة قرنق من أوغندا وقتله.. (3) وقرنق يُقتل لأن مسألة قيادة إفريقيا الزنجية هي شأن يطمع فيه ويطمح إليه موسيفيني.. وسلفا كير هو أول الدمى.. «وقرنق واجهت طائرته عاصفة مفاجئة وسقطت» هذا ما يعتقده = حتى اليوم = كل الناس.. بينما الحقيقة الصغيرة تروي أن.. قرنق يزور يوغندا دون علم البشير وموسيفيني يزور الجنوب دون إذن البشير.. وخطة الكتلة الزنجية ضد العربية كانت تبدأ.. والعميد «اليو» يقص أن: قرنق اجتمع سراً بثلاثة سفراء لست ساعات.. تكفي للخطة بكاملها.. ثم يرفض طائرة سودانية.. أرسلها بكري حسن صالح.. في إشارة لقطع كل صلة له بالخرطوم.. ثم يصعد إلى طائرة رئاسة موسيفيني.. هكذا اعتقد.. بينما طائرة موسيفيني الحقيقية كانت في مطار آخر.. ثم خرائط «مبللة» لا تصلح.. ليكشف «جمعة» وزير الدولة في الداخلية أن الطيار الذي قاد الطائرة كانت له صفتان قاتلتان: الطيار كان قد عُزل عن رتبة عسكرية قبل يوم واحد مُتهماً بجريمة قتل.. والطيار كان = يعرف من المعلومات عن بعض الجهات ما يجعل وجوده خطيراً جداً.. والناس يعتقدون أن ما كان بالطائرة هو الصندوق الأسود ليقول إليو: - أرسلنا أجزاء من الطائرة إلى موسكو للفحص.. وهناك اكتشفوا أن كل الأجهزة وأرقامها غير مطابقة للطائرة الرئاسية «جرى استبدالها».. - وأن طائرة غريبة!! كانت تحلق قريباً من طائرة قرنق وكانت هي الوسيط بين الطائرة وبرج مطار عنتيبي.. - و.. و.. كل شيء كان يشير إلى كهف مظلم .. ويبحث عن إضاءة.. وبعض الإضاءة يجد أن قرنق الذي أقال حكومته كلها قبل يوم واحد من سفره كان يُبقي على سلفا كير لإقالته بعد عودته.. وبعض الإضاءة يجد أن قرنق في لقائه مع موسيفيني كان «يجيب سيرة» أموال ضخمة كان قد أودعها عند الرجل.. و... و... .. ولا نقص هنا حكاية طائرة قرنق ولا غيرها.. ما نقصه هنا هو الإشارة الصغيرة إلى حقيقة صغيرة وهي أن الأحداث الآن في العالم = كل ما تظن أنه واضح وأنك تعرفه هو في حقيقة الأمر شيء أبعد ما يكون عن الوضوح.. وأنت أبعد ما تكون عن معرفته.. مقدمة لا بد منها للحديث عن معاني أحداث كثيرة جداً.. وقاموس تفسير الأحداث وأحاديث يوغندا وكينيا وأمريكا وسلفا كير والبترول.. والأحزاب والشمس والقمر والدواب.. يبقى أن شهداء القاعدة كانوا صادقين مخلصين.. لكن المخابرات الأمريكية تجعل مياه ساقيتهم تتحول إلى أرضها..