مجلس الهلال الجديد ساندناه بقوة ووقفنا معه بعد أن أعلن رئيس النادي أشرف الكاردينال الخطوط العريضة لسياسته والتي تتلخص في لم الشمل وتوحيد صفوف الاهلة ورفض الديكتاتورية وحكم الفرد والسعي لترسيخ المؤسسية باتخاذ كل القرارات على طاولة الاجتماعات بالديمقراطية ودعم صفوف الفريق بالمواهب والكفاءات التي تجعل منه قوة ضاربة تحقق الآمال وطموحات الاهلة في البطولة الخارجية وتشييد الطابق الثاني للاستاد واحياء المناشط الرياضية والحركة الثقافية واشراك الجماهير في ادارة النادي عن طريق استطلاعات الرأي بالمواقع الالكترونية.. والمؤكد ان المجلس لو استطاع تنفيذ هذه السياسة بنسبة 50% فإنه سيكون من أنجح الإدارات التي تولت العمل في السنوات العشر الماضية.. ولكن الحقيقة ان الطريقة التي يسير بها دولاب العمل في المجلس تشير الى انه لن يحقق شيئاً يذكر من هذه السياسة بسبب بوادر الصراع التي بدأت تظهر داخل المجلس بين السكرتير وبعض الاعضاء الذين يعتقدون ان هيمنة السكرتير على العمل وطريقته في التعامل مع الاعضاء ومتابعة تنفيذ القرارات لن تمكن المجلس من تحقيق النجاح المنشود، فضلاً عن انه رغم الاوضاع المالية الجيدة لعماد ليس له اية اسهامات مادية في تمويل العمل حتى لو كانت بضع مئات من الجنيهات.. وتشير متابعاتنا الى ان بعض الاعضاء ينتظرون الاجتماع القادم لمواجهته بكل الأخطاء والسلبيات التي تعيق العمل لمعالجتها بصورة جذرية، واذا لم ينجحوا في عملية الاصلاح فإن احد الاعضاء قد هدد بتقديم استقالته لأنه لا يمكن ان يعمل في مجلس يرى انه سيفشل في اداء مهامه وواجباته التي تم انتخابه من اجلها، ولذلك ينبغي على رئيس الهلال ان يتحرك لاحتواء هذه الخلافات حتى لا تتسبب في عرقلة المسيرة وانهيار المجلس كما حدث في دورات سابقة. المواقع الالكترونية أصبحت بؤرة للشتائم والإساءات!! تعتبر الأستاذة منى بدر الهادي واحدة من أكثر النساء عشقاً واخلاصاً وغيرة على الهلال العظيم الذي يدين له بالولاء والانتماء والارتباط اكثر من عشرين مليون سوداني داخل وخارج الوطن من الجنسين.. والأستاذة منى سليلة اسرة هلالية عريقة شارك كل افرادها في دعم الهلال ومساندته بكل ما يملكون من فكر وجهد ومال، وكان والدها بدر الهادي عليه رحمة الله من أعظم الكشافين في النادي، حيث غذى الفريق بعدد كبير من المواهب الشابة التي أسهمت بقدراتها في تحقيق الكثير من الانتصارات والانجازات. درجت الاستاذة منى على نشر اخبار الهلال واحداثه الكبيرة والمهمة على صفحتها بالفيسبوك والتي تقدم فيها خدمة اعلامية للهلال، بجانب مقالات الرأي التي تتناول مختلف القضايا التي كان من بينها قبل عدة أيام زاويتي التي طالبت فيها بعودة هيثم مصطفى للهلال الذي يحتاج لامكاناته كصانع العاب وقائد للفرقة، وقلت اذا كان هيثم قد اخطأ بالذهاب للمريخ في لحظات غضب وانفعال بسبب شطبه وابعاده من ناديه وفريقه الذي افنى زهرة شبابه، فيكفي انه قد قاده لكثير من الانتصارات الداخلية والخارجية ليس بقدراته الكبيرة في خلق الفرص وصناعة الأهداف ولكن ايضاً بجهوده المتواصلة في حل مشكلات اللاعبين الذين باع سيارته من اجل هذا الهدف النبيل، وهي تضحية لا يقوم بها الا من يعشق الهلال ويعتبره أهم شيء في حياته، اضافة لذلك فقد ظل هيثم يساهم بعلاقاته ومكانته في انجاح تسجيلات الهلال والتي كان آخرها ضم الدرة نزار للفرقة الزرقاء، ولم تتوقف مساهماته في معالجة مشكلات الفريق بل تعدتها لحل المشكلات الادارية حتى لا تنعكس آثارها على اللاعبين، حيث تقدم بمبادرة لحل المشكلة بين البرير وعماد الطيب التي كان من الممكن ان تحدث شرخاً كبيراً في النادي.. واشرت الى ان قيم الهلال وادبياته ومواريثه لا تعرف الاحقاد وتصفية الحسابات برفض ارجاع هيثم، وقلت اذا كان كل ما قدمه هيثم للهلال عبر «17» عاماً لا يشفع له لرجوعه فإن توقفه عن ممارسة نشاطه مع المريخ بعد رحيل البرير الذي شطبه بطريقة مهينة ومذلة يكفي لرجوعه عزيزاً مكرماً لدياره التي رفض ان يغادرها في كل مرة ينتهي فيها عقده مع الهلال ليؤكد ارتباطه الشديد بالأزرق الذي ركل من اجله اموالاً ضخمة، لأن الهلال عنده هو الماء والهواء والغذاء والدواء، وهي اشياء تستحيل بدونها الحياة، ولذلك كنت اتوقع من الاعداد الكبيرة التي عقبت على الموضوع على الفيسبوك وعلقت عليه ان يكون الخلاف موضوعياً والحوار فكرياً والتعليقات منطقية حتى نصل لنتائج مقنعة بقبول فكرة عودة هيثم أو رفضها، ولكن مع الأسف فقد كانت الاغلبية الغالبة مع رفض رجوع هيثم للهلال تكتب بانفعال وعصبية وبكلمات تتدفق حقداً وغلاً في نادي الهلال الذي عرف عبر تاريخه بالوفاء لمن يجزلون العطاء وبالتسامح مع ابنائه حتى لو اخطأوا، لأن الكمال لله والاخطاء من طبيعة البشر، والأكثر اسفاً ليست هي العصبية والانفعال، بل السباب والشتائم التي تجاوزت كل الحدود، ولا ينبغي ان تصدر من شخص يعرف أدب الحوار ويريد أن يقنع الآخرين بصحة رأيه ووجاهة منطقه، حتى ينتصر في معركته الرياضية والاعلامية ويخرج منها مرفوع الرأس، وليس خاسراً لمعركة سلاحها قوة المنطق والحجة القوية، وليست القدرة على كيل الشتائم التي هي عنوان الجهل والإفلاس!!