ملتقى ديربان للأمم والمنظمات والشعوب، غطى عدداً من المسائل المهمة ذات الصلة بالإنسان وحياته على وجه الأرض؛ فالملتقى تعرض لقضية التغير المناخي وتلوث البيئة.. وكان الحضور من منظمات الأممالمتحدة ذات الصلة بهذا الأمر.. ومنظمات المجتمع المدني ونقابات العاملين والمجموعات والشركات العالمية والحكومات ممثلة في وزارات البيئة والمناخ والخبراء في مجالات الإرصاد الجوية، وقد شاركنا كقيادة للمنظمات والنقابات الصحفية في إفريقيا لمناقشة الدور الذي يمكن أن تلعبه الصحافة ويلعبه الإعلام في نشر هذه الثقافة ونشر الوعي بمخاطر التقدير المناخي وكيفية ذلك عبر منظماتنا وجميع الجهات التي لها الصلة بقضايا البيئة والمناخ.. وقد بحث الصحفيون الأفارقة كيفية تناول قضايا البيئة والتغير المناخي وتأثيرات ذلك على إفريقيا بالذات وقرروا التحرك قطرياً وإقليميا وقارياً لتحمل مسؤولياتهم إزاء هذه القضية الخطيرة التي تؤثر على حياة السكان على مستوى العالم وعلى مستوى إفريقيا وتطرق الحديث لقضية نقص الطعام ومشكلة المياه مقابل الزيادة المطردة في عدد السكان حيث إن التزايد في عدد السكان مستمر مقابل نقص الطعام.. زيادة على ذلك النقص الواضح في مستوى الأمطار وعدم ثبات مواعيدها وبالتالي عدم مقدرة الإنسان على معرفة متى ستسقط الأمطار ومتى ستنتهي.. وكيف يتصرفون. تطرق الاجتماع مع عدد من الخبراء في الأممالمتحدة والاتحاد الإفريقي.. للكيفية التي يمكن بها معالجة قضية التغير المناخي مع إصرار الدول الكبرى وعلى رأسها الولاياتالمتحدة على عدم التوقيع على اتفاقية كيوتو التي تحث الدول الصناعية الكبرى على التأثير على البيئة وإنتاج الكربون الذي يؤدي بدوره إلى ارتفاع درجات الحرارة والتغير المناخي في العالم اجمع «زيادة تدمير ثقب الأوزون» العالم كله يجتمع في ديربان جنوب إفريقيا، السودان يشارك بوفد من وزارة البيئة وخبراء في الإرصاد والغابات وبالتأكيد فإن مشاركتنا تكتسب أهمية خاصة لأن بلادنا تتعرض لمشكلة عظيمة هي الجفاف والتصحر والتغير المناخي الذي يقود بالتالي إلى نقص في المياه والشرب والزراعة وذلك يشكل بالنسبة لنا ولجيراننا الأكثر فقراً في العالم العديد من المشكلات والاحتراب لأجل الماء والمرعى ولعل نموذج مشكلة الاقتتال في دارفور بين الرعاة والزراع بصفة سنوية إبان حركة الرعاة بمواشيهم من الشمال إلى الجنوب بحثاً عن الكلأ والماء وما يحدث من احتكاكات مسلحة تعد نموذجاً لأثر التغير المناخي ونقص المياه بسبب ارتفاع درجات الحرارة والجفاف والتصحر، ولعل المشكلة التي نعيشها في السودان هي وليدة هذا التغير وكذلك قضية التنازع في السلطة والثروة كما برز ذلك في اتفاقية نيفاشا.. إذا نحن كإعلام مطالبون بالعمل يداً بيد مع الجهات التي تسعى لمعالجة هذه القضية.. وعلى رأسها بالنسبة لنا قضية التصحر وتعرية الأرض وضرورة التشديد في العقوبات ضد القطع الجائر للأشجار.. وإذا كان مدير الغابات قد قدم استقالته لأن جهات نافذة قامت بقطع غابات في مساحة كبيرة لإقامة مهبط فإن كل الحق معه في موقفه فهو يؤمن حقيقة بضرورة بقاء الغطاء النباتي وعدم الاعتداء عليه تحت أي مبرر من المبررات وتعتبر استقالته صرخة قوية في وجه هذه الجريمة.. وموقفاً مهنياً لشعب يؤمن بأن واجبه يحتم عليه مثل هذا الموقف.