ما إن قُتل الدكتور خليل إبراهيم في ولاية شمال كردفان أواخر العام المنصرم، حتى خرجت بعض قيادات حركة العدل والمساواة بتصريحات تحذيرية لسكان الخرطوم تطالبهم بإخلاء المدينة حفاظًا على أرواحهم لا ممتلكاتهم، ويبدو أن الحركة التي كانت تحلم بالقيام بأعمال تخريبية في الخرطوم أدركت استحالة ما تنوي القيام به في العاصمة السودانية، فمارست الإرهاب في المملكة المتحدة مع بعض أفراد الجالية السودانية في مدينة بيرمنجهام التي كانت تستعد قبل أيام للاحتفال بأعياد الاستقلال المجيد، لتؤكد بذلك حركة العدل والمساواة نهجها الإرهابي والعشوائي الذي تتعامل به مع القضايا والحريات وهم يعيشون في بلد يتعامل بالقانون ولكنهم خرقوا ذلك القانون بتعديهم الهمجي على أفراد الجالية السودانية بمن فيهم الأطفال والنساء، وكما انفردت «الإنتباهة» بنشر خبر اعتداء مجموعات العدل والمساواة بالسكاكين والسواطير على أفراد الجالية السودانية ببيرمنجهام في عدد الثلاثاء الماضي نسرد اليوم تفاصيل ذلك الاعتداء الغاشم.. وتبدأ قصة ذلك الهجوم في يوم 31/12/2011 حيث عقدت الجالية السودانية اجتماعًا ضم عددًا من أبناء السودان المقيمين في بريطانيا، وتقرر في ذلك الاجتماع إقامة حفل في مدينة بيرمنجهام بمناسبة أعياد الاستقلال يوم 14/1/2012 في صالة مغلقة Regent park Hall وتم اختيار لجنة مكونة من خمسة أفراد للقيام بأمر ترتيب الصالة للحفل، وفي يوم 3/1/2012 تم لقاء للجنة المشرفة على إقامة الحفل لمعرفة مدى الترتيب للحفل وشارك في ذلك الاجتماع حضوراً «ع.م.س» والذي يلقب ب«ك.ب.» وهو من إحدى قبائل دارفور العريقة، وقال بالحرف الواحد إن هذا الاحتفال منظم بمناسبة مقتل خليل إبراهيم وليس لذكرى الاستقلال المجيد «ربما لهواجس في نفسه» ودار نقاش مستفيض حول هذا الأمر من قبل المجتمعين الذين سعوا لإثنائه عمّا يفكر فيه وقالوا له إن هذا الاحتفال منظم من أجل احتفال أبناء الجالية السودانية بهذه الذكرى العطرة، ولكنه أصر على قوله وعلى أفكاره المشوشة بأفكار حركة العدل والمساواة وهو من الذين شاركوا في تلك الأحداث المؤسفة بحشده لبعض البلطجيين لضرب وجرح الكثير من أبناء السودان الأبرياء بعد أن حرضهم على قيادة الهجوم على الصالة التي خُصِّصت للحفل. وفى يوم 5/1/2012 تم إصدار بيان من الحركة ونُشر في موقع حركة العدل والمساواة، وفي عدد من المواقع الإلكترونية ذائعة الصيت والتي لها تأثير كبير على السودانيين، وتوعد ذاك البيان أفراد الجالية السودانية وحذرهم من الحضور والمشاركة في الحفل لاعتقادهم بأنه منظم من أجل الاحتفال بمقتل خليل إبراهيم. وفي يوم 10/1/2012 تم فتح بلاغ لدى الشرطة البريطانية بمدينة بيرمنجهام بالرقم «1169» من قبل اللجنة المنظمة للاحتفال تحسبًا لأي حدث يمكن حدوثه ضد من أصدروا البيان وتم توضيح الأمر للشرطة البريطانية بكافة الملابسات وكافة الاحتمالات التي يمكن أن تحدث من قبل أفراد حركة العدل والمساواة على خلفية هذا البيان. وقال المحققون للجنة المنظمة إنهم سوف يكونون على أهبة الاستعداد لحماية المواطنين المشاركين في الحفل، وبالرغم من طمأنة الشرطة البريطانية إلا أن اللجنة المنظمة أخطرت شركة أمنية متخصصة في الحراسات لمثل تلك الاحتفالات حتى تحافظ على أمن وسلامة المواطنين السودانيين وتم التعاقد معها على «4» أفراد أمن لحراسة البوابة الأمامية للقاعة ومنع أي شخص من الدخول إلا عبر كرت خصّصته اللجنة للأسر المشاركة في الحفل. وفى اليوم المقرر للحفل في الرابع عشر من هذا الشهر وفي تمام الساعة 7:19 دقيقة حضر إلى البوابة الرئيسة أكثر «53» فردًا من حركة العدل والمساواة وآخرون يحملون السواطير والسكاكين والخناجر والعصي ومفاتيح العجلات والمفكّات والشواكيش واقتحموا الصالة التي يقام عليها الحفل وضربوا عددًا من أبناء الجالية وتسبّبوا في جرح بعضهم فيهم امرأة واحدة إلا أن شباب الجالية تصدّوا لهذا الهجوم بقوة وجسارة واستطاعوا إيقاف زحف البلطجة. تم إخراج كل النساء والأطفال إلا القليل منهم وقد تم دحر هؤلاء البلطجية من قبل الإخوة الموجودين في الحفل دفاعًا عن النفس وعن النساء والأطفال وقد تم التعرف على عدد كبير من المعتدين وهم أفراد من حركة العدل والمساواة ومعهم آخرون ومعظمهم من مدينة بيرمنجهام وفي صباح يوم 15/1/2012 تم إصدار بيان في موقع حركة العدل والمساواة أعلنوا فيه مسؤوليتهم عن الاعتداء وأبدوا سعادتهم من خلال البيان بما تم في ذلك الحفل بالاعتداء على الأطفال والنساء والعزل. وقال بيان صادر عن أسرة الجالية السودانية ببيرمنجهام إن رجال الجالية العزل بأيديهم المجردة صدوهم عن النساء والأطفال وتمكنوا من عرقلتهم حتى مجيء السلطة البريطانية، وأدانت أسرة الجالية السودانية ذلك التصرف ووصفته بالسلوك الهمجي وأنه تصرف أرعن، وأضاف البيان أن هؤلاء المعتدين خرقوا القوانين البريطانية التي يطلبون منها اللجوء السياسي وتمنحهم المعونات المالية والسكن، وتمت معرفة أعداد كبيرة منهم وسيتم تعقُّبهم وعقابهم وترحيلهم، وأكد البيان أن الجالية قامت بفتح بلاغ لدى الشرطة التي أكدت القبض عليهم حال مطابقة صورهم. فيما قال شهود عيان إن الذين قادوا الهجوم كانوا يصرخون منادين أحد الشخصيات الهامة في إشارة إلى أنهم لم يكونوا يعرفونه وأضافوا أن رجال الجالية شكلوا حماية كبيرة لعدد من الشخصيات الهامة التي كانت مشاركة في الحفل، وقال «م. ي » وهو أحد الشباب المنظمين للحفل أن هناك عددًا من افراد الجالية أُصيبوا إصابة خفيفة ولكن «ج و ن وأ» أُصيبوا إصابات مازالوا يتلقون على إثرها العلاج في مستشفيات بريطانية ومنهم من أُصيب في رأسه وغيره في يده ، وأكد «م» أن الاحتفال نُظِّم من قِبل بعض شباب الجالية وصرفوا عليه من أموالهم الخاصة مؤكدًا أن مكتب المؤتمر الوطني ببريطانيا ساهم معهم بمبلغ مالي في تكلفة الحفل إلى جانب المشاركة المعنوية من قبل أعضاء السفارة السودانية وبعض رموز المجتمع السوداني الذين صادف حضورهم إقامة الاحتفال.