معاناة كبيرة يجدها أهل الريف الجنوبي للوصول للخرطوم أو أمدرمان وتردٍ مريع للخدمات المختلفة يشتكي منه الجموعية في ذاك الريف وفي مقدمتها الطريق الذي يربط الشارع الرئيس بعدد من القرى والذي لا يتعدى طوله تقريبًا أربعة كيلو مترات عجزت حكومة الولاية عن تعبيده فأصبح هاجسًا يؤرق مضاجع المواطنين هناك، وأصبحت الردمية هي المعضلة الكبرى للمواطنين أو هكذا يرى أحد سائقي الحافلات العاملة في مواصلات المنطقة وقال حسين شيخ إدريس أحمد الأمين إن الأذية التي تسببت فيها هذه الردمية لا توصف ويكفي القول إننا كنا أكثر من تسع عشرة حافلة نعمل لنقل المواطنين من أمدرمان للسليمانية غرب ولكننا الآن أصبحنا «6» فقط فجميعهم تحول مسار خطوطهم بسبب رداءة الطريق الذي يكلفنا الكثير من الأموال لصيانة سيارتنا، واشتكى عددٌ من مواطني جبيل الطينة والسليمانية غرب من المشكلات الكثيرة التي تسببت فيها هذه الردمية وقالوا إن عدم تعبيد الأربعة كيلو مترات هذه سبّب لنا الكثير من الإزعاج، وأشار ميسرة عبد الله عبد الكريم إلى عدد من الحوادث التي كان مسرحها هذا الطريق الذي تغطّى أجزاء كبيرة منه بشجر المسكيت، وقال إنه قبل فترة ليست بالطويلة توفيت امرأة حامل بعد أن أجهضت بسبب رداءة الطريق وهي في طريقها للمستشفى بواسطة أهلها، ونفى أن تكون هناك أدنى خدمات مقدمة من الولاية لأهل الريف الجنوبي وأوضح ل«الإنتباهة» إن الكثير من منتجات المنطقة الزراعية والحيوانية والثروة السمكية يفشل أصحابها في ترحيلها للأسواق بسبب عدم وجود طريق معبّد مما يشكل هاجسًا كبيرًا للمنتجين في المنطقة، ونبّه ميسرة على ضرورة الالتفات لمشكلات وقضايا الريف الجنوبي الذي يتكون من أكثر من «72» قرية بإمكانهم أن يصعِّدوا مشكلاتهم بالاعتصامات مثلما فعل المناصير وعاد بالقول: «نحن مطالبنا ليست بالكثيرة أو الصعبة إنما نريد تعبيد هذا الطريق وبعض الخدمات التي نعتبرها حقوقًا واجبة على الدولة»، وقال المواطن محمد الزاكي أحمد: أنا بعت حافلتي التي كنت أعمل بها في هذا الخط بسبب سوء الطريق، وأضاف أن الأموال التي يتحصل عليها في اليوم يصرفها كإسبيرات للحافلة، لذا فضلت بيعها، فيما طالب أمجد بشير الزاكي باهتمام الدولة بالخدمات في الريف الجنوبي خاصة الطريقين اللذين يؤديان لأمدرمان وجبل أولياء ويرى بعض أهالي الريف الجنوبي أنهم قدموا الكثير من أراضيهم للمصلحة العامة دون أن تقدِّم الدولة لهم أدنى خدمات المواطنة، واتفق أمين الخدمات باللجنة الشعبية بالسليمانية غرب الزاهد علي الصادق مع من سبقوه في الحديث حول ضرورة تعبيد الطريق الداخل لقرى الجموعية وقال ل«الإنتباهة» إن هذا الشارع أصبح هاجسًا للجميع باعتباره المنفذ الوحيد لأم درمان وجبل أولياء، وأضاف الزاهد أن الجموعية تنازلوا عن الكثير من أراضيهم بكل بساطة للمصلحة العامة، وعن الكثير من الأشياء لخدمة السودان فمن البدهي أن الحكومة تنظر للخدمات في هذه المناطق، وزاد: يجب أن يتمتع أهلنا في هذا الريف بكافة الخدمات المتوفرة في قلب العاصمة وليس الطريق المعبد فقط، مش الزلط مفروض نكون نتمتع بكافة الخدمات، واوضح الزاهد أن اللجنة رفعت خطابًا لوزراة التخطيط العمراني وبشّرتنا خيرًا ولكن لم يحدث شيء يُذكر وأبان أن المنطقة محرومة من باصات الولاية التي وصلت لكل مناطق الولاية عدا السليمانية غرب وغيرها من قرى الريف الجنوبي بسبب سوء الطريق والردمية التي وُضعت منذ خمسة أعوام، وأبدى الزاهد قلقه من مواصلة إهمال الخدمات في قريتهم، وقال إننا نعاني كثيرًا من هذا الطريق الذي أوقف تسويق منتجاتنا إلى جانب الصعوبات التي نواجهها إن أردنا إيصال مريض للمستشفى الذي ربما يتوفى بسبب سوء هذا الطريق ووجه الزاهد صوت لوم لنواب الدائرة إن كان في المجلس الوطني أو التشريعي، وقال إنهما لم يتحركا لتوفير هذه الخدمة البسيطة لمن أعطوهم صوتهم للحديث باسمهم، وأضاف أن نواب الدائرة يعلمون المشكلات الخدمية في المنطقة ولكنهم لم يتحركوا لفعل شيء، وناشد الزاهد رئاسة الجمهورية التدخل السريع لإنقاذ أهل الريف الجنوبي من هذا الإهمال المريع، فيما رمى نائب الدائرة بالمجلس الوطني دفع الله حسب الرسول الكرة في ملعب اللجان الشعبية وقال ل«الإنتباهة» إنه تحرك كثيرًا من أجل هذا الطريق وغيره من الخدمات ولكن اللجان الشعبية بالسليمانية غرب وجبيل الطينة لم يتحركا للمطالبة بتعبيد هذا الطريق، وأضاف دفع الله أنه تلقى وعدًا من المسؤولين بعدم عودة الآليات التي تعمل الآن في طريق التريس وتحويلها للانتهاء من طريق الجبيل والسليمانية واعدًا بأنه سيبذل كل جهده لتوفير الخدمات في دائرته، فيما طالب أمين المال ونائب رئيس اللجنة الشعبية بجبيل الطينة حازم عبد الرحمن بإزالة الردمية وعودة الطريق الترابي، وقال حازم باستياء شديد إن هذه الردمية سبّبت لنا الكثير من المشكلات والمعاناة وقال حازم إنهم كلجنة شعبية تحركوا بكثافة من أجل إكمال هذا الطريق لكن دون فائدة وأضاف أن الدولة ربطت السودان بدول الجوار فهل يغلبها أن تعبِّد أربعة كيلو مترات فقط لربط قرانا بأمدرمان وجبل أولياء، وأوضح أنهم تلقوا العديد من الوعود ولكن دون جدوى تذكر، ونقل حازم معاناة أهله في الجبيل، وقال إنهم يجدون صعوبة في الوصول لأعمالهم والطلبة يجاهدون من أجل الوصول لمدارسهم وجامعاتهم بسبب سوء الطريق منتقدًا نواب الدائرة وقال إنهم لم يفعلوا شيئًا لأهلهم ولم نجد منهم سوى الحديث فقط مثلهم مثل المعتمد السابق وكذلك وزير التخطيط. وتبقى رسالة أهل الريف الجنوبي لرئيس الجمهورية بضرورة توفير الخدمات لهم بدءًا من هذا الطريق الذي تغض الولاية الطرف عنه؟