السيد "مبارك الفاضل المهدي" يعد من قيادات حزب الأمة والأنصار، والذي كان يتوقع أن يكون خليفة الإمام "الصادق المهدي". وقد ظل إلى جواره منذ أن كان طالباً يدرس في "بيروت". وظل يقترب منه أكثر حتى أصبح اليد اليمنى له. ففي الديمقراطية الثالثة احتل السيد "مبارك" موقعاً كبيراً داخل الحزب، كما شغل منصب وزير الداخلية حتى آخر أيام الديمقراطية الثالثة. ولكن السيد"مبارك" وطموحه الكبير قاده إلى تحالف مع الجبهة القومية الإسلامية آنذاك. وبدأ في عمل تجاري معهم حتى ظن البعض أن "مبارك الفاضل" جبهة إسلامية مزروع داخل حزب الأمة. وعندما نفذت الإنقاذ انقلابها اعتقد البعض أن "مبارك" وبحكم علاقته القديمة معها أخرجته أو ساعدته في الخروج دون أن يطاله الاعتقال. ولكن السيد "مبارك" ولما لديه من طموح كبير في الزعامة، استطاع أن يخدع النظام الجديد باختفائه في عدة أماكن، ثم خرج من بعد ذلك نهائياً عن الوطن. ولا أحد يستطيع أن ينكر قوة شخصية السيد "مبارك" ودوره في العمل السياسي السري والعلني، وطموحه الزائد في الوصول إلى قمة الهرم في حزب الأمة عجل برحيله خارج دائرة الحزب، حينما تراجع الإمام "الصادق المهدي" عن المشاركة في السلطة مع الإنقاذ. وكان السيد "مبارك" قد قطع شوطاً كبيراً مع الإنقاذ لشراكة حزب الأمة، وعندما أحس أن الإمام "الصادق المهدي" تنصل من الاتفاق وقع الاتفاق مع الإنقاذ، فانشق حزب الأمة إلى الأمة (القومي) والأمة (الإصلاح والتجديد). وشارك مع الإنقاذ كمساعد لرئيس الجمهورية ولكن يبدو أيضاً أن غليله لم يشفه المنصب، وربما أراد أن يصل إلى منصب النائب الأول أو نائب الرئيس، ولكن لم يحتمل ما أحيك له من مؤامرات فخرج عن الحكومة وبدأ مرة أخرى يغازل السيد الإمام في العودة من جديد للحزب، ولكن السيد الإمام لم يرقد له في أمان فوضع شروطاً لتلك العودة. إلا أن السيد "مبارك" أحس أنها شروط لا يمكن أن يفي بها وابتعد للمرة الثانية عن الائتلاف أو العودة لعرينه، فغادر إلى دولة الجنوب التي يتمتع بعلاقات كبيرة مع قياداتها، وظل يمارس عمله التجاري هناك مع أبنائه. ولكنه لم يبتعد عن العمل السياسي حتى ولو على البعد، فظل حاضراً ويتابع كل ما يجري على الساحة السياسية وما يجري داخل حزب الأمة (القومي). وها هو يفاجئ الجميع بمن فيهم الإمام "الصادق المهدي" بعودته، ولا يدري أحد أسبابها ولكن السبب الرئيسي لها م ما يجري الآن داخل حزب الأمة. ويعتقد أنه الوريث لحزب الأمة ولا أحد سيكون وريثاً له، ولا أحد يستطيع أن يقاوم الإمام "الصادق المهدي" في تلك الزعامة إلا هو، بما لديه من إمكانيات وقدرات وحب جماهيري داخل كيان الأنصار. إن السيد "مبارك" لولا تعجله لأصبح فعلاً الرجل الثاني داخل حزب الأمة والأنصار، بما لديه من كاريزما وقدرات عالية لا تتوفر لدى الكثيرين داخل حزب الأمة الآن حتى داخل أسرة "المهدي". فلننتظر ماذا يفعل السيد "مبارك" بعد تلك العودة. هل يصالح الإمام ويضع يده فوق يده أم لديه اتجاه آخر.. فلننتظر الصبح وما الصبح ببعيد.