شارف شهر رمضان المعظم على نهاياته جعله الله شهر خير وبركة على الجميع، فأصبحت هموم وتوجهات جميع الناس تنصب نحو استقبال عيد الفطر المبارك، إذ أن العيد فرحة ولمّة وسعادة وسرور ينتظره الجميع، ويلتئم فيه شمل العائلات التي تتبادل التبريكات والتهانئ فيما بينها، وكما تجري العادة كل عام تكون مظاهر العادات والاستعدادات لاستقبال عيد الفطر المبارك مختلفة عن كل مجتمع وآخر.. ففي السودان تكتمل فرحة العيد في وجوه الأطفال الصغار وإعداد الهدايا والحلويات والخبائز (كعك- بسكويت- بيتي فور). وفي العيد تزداد الفرحة بشراء الملابس الجديدة، وإعداد الحلويات، إلا أن واقع الحال الآن وسياسة التقشف التي ابتدرتها الدولة هذا العام، ضربت على أطنابها كل السوق، فارتفعت أسعار الملابس والحلويات بصورة فاقت ال(100%) عن العام الماضي.. وقد عزا التجار السبب في هذه الزيادة إلى ارتفاع سعر الدولار واحتكاره من قبل تجار محددين بالسوق الأسود، كذلك الزيادة في سعر الضريبة والجمارك على المستورد، حيث أن غالبية البضائع الموجودة بالأسواق هي عبارة عن سلع مستوردة من الصين أو مصر أو تركيا.. جولة (المجهر) داخل عدد من الأسواق بالولاية كشفت عن معدلات هذه الزيادة بالتفصيل، وأوضحت حالة الكساد والركود الحاد الذي تعاني منه مقارنة بالأعوام الماضية. من داخل سوق بحري تحدث ل(المجهر) "هاشم عباس"، وهو بائع أحذية أطفال، وأوضح أن اقل حذاء يبلغ سعره (25) جنيهاً بعد أن كان العام الماضي ب(11) أو (15) جنيهاً بزيادة أكثر من (70%) من العام السابق، كذلك أكد المهندس "عباس" أن الأحذية النسائية الزاحفة اقل سعر لها هو (25) جنيهاً وتتراوح أسعار الاسكرتات النسائية بسوق بحري ما بين ال(30-40) جنيهاً لاسكيرت القماش و(70) للجينز، أما ملابس الأطفال فقد ازدادت أسعار التشرتات ما بين ال(25-30)، أما البناطلين والشورتات فهي ما بين ال(40-80) جنيهاً للقطعة الواحدة، أما الأحذية الرجالية فقد ارتفعت أسعارها بصورة كبيرة، حيث بلغ أقل سعر للحذاء ما بين ال(60-80) جنيهاً للحذاء الجلدي وفق ما ذكر التاجر "سامي محمد سليمان". وأكدت جولة (المجهر) داخل السوق العربي بالخرطوم ذات الارتفاع في الأسعار، ففي مجمع الريان قال التاجر "محمد عبد الله الزغاوي" أن العبايات المشغولة يدوياً تتراوح أسعارها بين ال(45-70) جنيهاً، أما الثياب التواتل السويرية بلغ سعر الثوب الربط ما بين ال(250-350)، أما التوب الربط الكامل بين ال(450-600) جنيه، أما الثياب الحرائر المشغولة فأقل ثوب بسوق سعد قشرة يصل سعره إلى أكثر من (800) جنيه. وداخل سوق (الجلاليب والعراريق والسراويل)، فقد ارتفعت أسعارها لأكثر من (75%)، حيث بلغت أسعار الجلاليب الكتان حوالي (140) جنيهاً والعراريق(35) جنيهاً، وارتفعت أسعار الجوارب الرجالية من جنيه وجنيهين إلى (10) جنيهات للجراب القطني، أما العطور النسائية، فكما عرضنا على محلات زينة العطور بالسوق العربي، بلغت أسعار العطور الباريسية أصبحت قمة في الارتفاع إلى حد بعيد، جعلت الزبائن ينصرفوا عنها لشراء العطور الخليجية التي تبدأ أسعارها من (20) جنيهاً، أما مجموعة عطور الرصاصي، وهي العطور الأكثر رواجاً من قبل الزبائن من الفتيات، فارتفعت بدورها بواقع زيادة فاقت ال(50%) والعطور النسائية السودانية أصبحت تباع إلى نخبة من الزبائن، حيث وصل سعر الصندلية الأصلية (650) جنيهاً للأوقية والصندل (400) للرطل والفرير دامور (60) للفتيل. والخدمات كذلك ارتفعت أسعارها، بحسب ما أفاد "وليد حامد المبارك" تاجر الحلويات المشهور وب(ود البلد). وقال إن سعر الحلويات تضاعف سعر (البقرة) للكيس إلى (35) جنيهاً بدلاً من (12) جنيهاً للعام الماضي وعلبة الحلوى المتوسطة إلى (40) جنيهاً بدلاً من (25) جنيهاً حيث ارتفعت أسعار الكرتونة لأكثر من (500) إلى (700) جنيه من أي نوع من أنواع الحلويات. وقال إن السوق يعاني من كساد وضعف الإقبال، موضحاً أنهم يشترون الحلويات من سوق أم درمان للإجمالي ويبيعونها بالقطاعي لصغار الموزعين والتجار، وقد عزا التجار بالأسواق كل الارتفاع الأخير في أسعار جميع السلع إلى زيادة التعرفة والضريبة الجمركية وعدم توفر الدولار بالسعر الرسمي للبنوك.