عقب تجاوز سعر الخروف (2,550) جنيهاً الخرطوم – نجدة بشارة أدى ارتفاع الأسعار (والغلاء الفاحش) الذي شهدته الأسواق بالداخل إلى التأثير مباشرة على الصادرات السودانية لا سيما الخراف إلى السعودية. ولعله كانت ولا تزال الدولة تعوّل على صادرات الهدي كل عام، لمساهمتها في جذب العملات الأجنبية، خاصة في ظل الارتفاع الذي شهده الدولار مؤخراً بالسوق الموازي. وكشف مصدرون عن توقعات بخروج السودان هذا العام من السوق السعودية نسبة لغلاء المواشي السودانية بالداخل مقارنة بانخفاضها بالخارج، فيما أكد مصدرون نيتهم في الخروج نهائياً من السوق وتوقفهم عن التصدير نسبة للخسائر التي قد يتكبدونها في حال التصدير. وكشف عضو شعبة المصدرين (الغرفة التجارية) "طه قسم الله" ل(المجهر) عن أن الصادرات المتوقعة لهذا العام إلى السعودية لن تتجاوز ال(15%) فقط على أعلى تقدير، وأرجع السبب لغلاء أسعار الماشية، وقال إن هنالك مصدرين توقفوا عن التصدير بسبب الغلاء، وأكد أن الصادرات المنسابة حتى الآن من الضأن للسعودية لم تتجاوز (500) رأس فقط. { لا نتوقع انخفاضاً وقطع "قسم الله" بعدم وجود أي بوادر لانفراج أزمة الغلاء الطاحن باللحوم.. وقال: (لا أتوقع انخفاضاً في الأسعار في موسم الأضحى)، وعلل ذلك بأن تدني الأمطار هذا العام خلّف ندرة في المراعي بمناطق الإنتاج، وأكد أن الوارد في الولايات حتى الآن لم يتجاوز ال(20%). { انهيار السوق السودانية من جانبه كشف المُصدِّر "الطاهر محمد نعيم عبد الرحمن" ل(المجهر) عن انهيار السوق السودانية بجدة نسبة لإغراقه بالصادرات من المواشي الصومالية، وقال إن غلاء الأسعار للماشية محلياً أدى إلى فقدان قيمتها بالخارج نسبة لأن الأسعار بالسعودية منخفضة أكثر في الماشية السودانية المصدرة، وقال: (جئت من السعودية قبل أسبوع من الآن والأوضاع غير مطمئنة والسوق السوداني كاشف). { تربية الماشية السودانية بجدة وكشف "الطاهر" عن أن هنالك مواشي سودانية تمت تربيتها في جدة وبسعر أقل من سعر الماشية المصدرة من السودان، بالإضافة إلى وجود حوالي (مليون) رأس من الماشية الصومالية بالأسواق السعودية. الجدير بالذكر أن التهريب ساهم في تدهور الاقتصاد السوداني بسبب تهريب إناث الضأن إلى السعودية ومن ثم تربيتها بالخارج لتدمر الصادر السوداني لاحقاً، وأكد أن تكلفة الترحيل بالإضافة للرسوم العابرة (الولايات والمحليات) ترفع الأسعار من مناطق الإنتاج حتى الميناء. { الأسعار بالأسواق وفي اتصال ل(المجهر) مع تاجر بسوق الخوي أكد أن الأسعار مرتفعة وأن سعر الرأس الواحدة تقدر بحوالي (2,550) من مكان الإنتاج، وقال إن ارتفاع التكلفة جراء الرسوم والجبايات أدى إلى عدم قدرة المصدرين على التنافس في الأسواق الإقليمية برغم الجودة، وكثرة الطلب عليها. وحسب مصدرين فإن من أسباب تدني الصادر الانفلات في الأسواق الداخلية، بالإضافة إلى ظهور السماسرة، وقالوا إن أسعار وجودة الخراف الصومالية أقل من السودانية، ودخول الصومال كمنافس يعود لعدم وجود رسوم وجبايات ونظام مصرفي، مؤكدين أن موسم الهدي كان من أنجح المواسم، حيث تجاوزت الصادرات في الأعوام السابقة (4) آلاف رأس وكانت السوق السعودية تستقبل أكثر من (90%) من السودان إلا أن القيود والمعوقات المتمثلة في الترحيل والرسوم المفروضة أدت إلى تراجع الصادر. إلى ذلك، كشف مُصدِّر بميناء سواكن عن اكتمال الاستعدادات لاستقبال صادر الهدي السوداني إلى جدة من المواعين البيطرية، وقال: (حتى الآن لم يُلاحَظ أي صادر من المواشي السودانية).