الموسيقى في المديح ضرورة اقتضتها طبيعة العصر والمنشدون في تزايد حوار - محجوب عبد الرحمن اتحاد المنشد السوداني الحديث خلال التكوين الجديد ضم عدداً من الوجوه الشابة خاصة بعد رحيل رئيس الاتحاد السابق "الجيلي الصافي".. عدد من الأهداف والغايات قام من أجلها الاتحاد وقد توسع في عضويته في الآونة الأخيرة من خلال دورة المجلس الجديدة.. (المجهر) التقت الأمين العام للاتحاد د. "النعمان محمد أحمد مالك" وقلبت معه الأوراق وبحثت الخطط المستقبلية وشعار الاتحاد (ننشد لنرشد). { د. "النعمان" متى تم تسجيل الاتحاد؟ _ تم تسجيله قبل أكثر عامين. لكن السعي لتكوينه سبق التسجيل الرسمي بسنوات عدة. { الغاية من إنشاء الجسم؟ _ الهدف من الاتحاد لمّ شمل منشدي بلادي في جسم معترف به لتأهيل المنشد حتى يكون على دراية تؤهله لأن يكون داعية ومرشداً للمجتمع ونشر محبة النبي "صلى الله عليه وسلم" عن دراية وفهم بمكانة الممدوح عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم. لهذا أصبح شعارنا (ننشد لنرشد). أضف إلى ذلك تمكين المنشد من الحصول على حقوقه العامة والخاصة دون منى من أحد. ومن غاياتنا تطوير الإدراك الفطري للمنشد موسيقياً بطرق علمية حتى نؤهل إنشادنا للخروج به من النطاق المحلي للإقليمي والعالمي إن شاء الله. { كيف ينظر الاتحاد للتطور الذي تم في الآونة الأخيرة واستخدام بعض الآلات الموسيقية المصاحبة لمواكبة التطور؟ _ يمكن القول إن الموسيقى ضرورة اقتضتها طبيعة العصر. وما هي إلا ماعون يقدم به الإنشاد لجيل الشباب الذي انفتح على الفضاء الخارجي في زمان السرعة وأصبح مطلعاً على كل ما يجري عالمياً من حوله. باختصار الموسيقى ماعون دعوي لتوصيل ونشر محبة المصطفى "صلى الله عليه وسلم" بين مجتمع الشباب.. نختلف أو نتفق، وإنما الأعمال بالنيات. { هناك تراجع في عدد المنشدين.. ما السبب؟ _ بالعكس عدد المنشدين في ازدياد، والدليل على ذلك أننا الآن في مرحلة تكوين أفرع الاتحاد في ولايات السودان المختلفة. { هل للإنشاد جمهور كبير؟ _ جمهور الإنشاد جمهور لا يستهان به في السودان. والآن جمهور الشباب هم غالبية الحضور وخاصة طلاب الجامعات. أقولها بثقة تامة إن إقبال الشباب السوداني على الإنشاد في زيادة مطردة، ولا أدل على ذلك من الحضور المتزايد في كل المناسبات. ولعل استحواذ المنشدين على مناسبات الزواج دليل قاطع على ما ذكرته. { إلى أي مدى أنتم قادرون على مواكبة حركة التطور؟ _ نسعى للتطور، ولا سبيل لذلك إلا بالعلم، ولهذا السبب شرعنا في عقد الدورات التأهيلية للمنشد في كل مناحي المعرفة اللازمة سيرة وفقها وثقافة ولغة وتدريباً للصوت والأداء مستعينين بأهل العلم والاختصاص كلاً في مجاله. وهنا لا بد من إرسال رسالة للقائمين على أمر الثقافة في بلادي وفحواها أننا في أمس الحاجة إلى العون لتنفيذ هذه البرامج، ولا يمكن أن تكون الدولة في الخانة السالبة لما نحتاجه. وبرغم كل شيء فإن شماعة الإمكانيات والميزانيات ما عادت مقنعة من مجلس ننضوي تحت رأيته ولا نجد منه العون. { هل يلتف كل المنشدين حول اتحادكم أم أن هنالك تبايناً في الرؤى؟ _ لا نقول إن الكل ملتف حول الاتحاد، لكن نقول إن الغالبية من الشباب المنشد أحكم الالتفاف حول الاتحاد.. لم نلمس تبايناً في الرؤى، ولكن قليلاً من الحذر من البعض لأسباب أثق أنها ستزول في القريب إن شاء الله. { أسماء في عالم الإنشاد؟ _ في قائمة الاتحاد نجوم إنشاد من الشباب، مثالاً لا حصراً.. المرحوم "الجيلي الصافي" الذي افتقدناه وكان رئيساً للاتحاد، "عبده شرف"، "عبد العظيم الفاضل"، "الشليبي"، "مجاهد الجيلي"، "محمد حسن الماحي"، "عبد المحمود نور الدائم"، "محمد المجنوني"، وفرق (الصفا والزاهدين والتقوى والصحوة) وآخرون كثر. { هل تتابعون أوضاع عضوية الاتحاد؟ _ بالطبع نتابع أحوال وأوضاع عضوية الاتحاد، وهي شغلنا الشاغل، ولدينا كثير من الخطط والبرامج لهذا الغرض المهم جداً. { علاقتكم مع بقية الاتحادات كاتحاد المهن الموسيقية واتحاد فن الغناء الشعبي وهل هنالك تنسيق؟ _ نسعى جاهدين لتوثيق علاقتنا بكل من يخدم مصالح الاتحاد.. اتحاد المهن الموسيقية هو صمام الأمان لمشروع تطور الإنشاد ونعول عليه كثيراً، وبالتأكيد أهل الفن جميعهم هم من نستند إليهم في التطور الذي نشهده. { بنود قانون الملكية الفكرية فيما يتعلق بالنصوص.. كيف تنظرون له؟ _ بالنسبة لنا، كل جهدنا هو لخدمة الجناب النبوي. ولا أعتقد أن رواتنا ومنشدينا يستبدلون متاع الدنيا بعظيم أجر مدح الرسول الكريم "صلى الله عليه وسلم". لكن نقول إن الحق الأدبي هو جزاء من الله العظيم الكريم لميزاننا يوم لا ينفع مال ولا بنون. { زيارة الوفد الإماراتي المنتظرة الأسبوع المقبل المعنى والمغزى والمدلول؟ _ نحمد الله الكريم أن أتاح لمنشدينا هذه الفرصة للمشاركة إقليمياً في منافسات الإنشاد على مستوى العالم العربي. ولعل مشاركة "عبده شرف" فيها وتميزه قد لفتت الانتباه، وأتاح اشتراكه فرصة للتعرف على المنشد السوداني وتميزه. سيشرف وفد منافسات "منشد الشارقة" منتصف أغسطس الحالي لترشيح عدد من المنشدين السودانيين للمنافسة في مهرجان الشارقة، أي سيتنافس المنشدون في السودان مع بعضهم لنيل شرف تمثيل السودان. لعل المدلول من الزيارة هو أن عالمنا العربي رأى في منشدنا دلالات نجاح يشرّف العالم العربي.. وستجرى المنافسات بفندق "كورنثيا"، بعد تكوين اللجنة الجديدة بحمد الله وإحداث إضافات نوعية لتحقيق طفرات سريعة وقوية في مسيرة الاتحاد العامرة التي روعيت في التكوين الجديد لمكاتب اللجنة تحت شعار (ننشد لنرشد). { هل أنتم جاهزون للسباق التنافسي؟ _ تعاهد الجميع على القيام بأعمال ظاهرة وملموسة وخلق علاقات متينة بالدولة والمجتمع تجعل الاتحاد على كل لسان، وإظهار دوره المنوط به في إحداث تغيير ملحوظ في المجتمع، ونشر ثقافة المديح وبث روح المحبة والترابط بين كيانات المجتمع كافة من خلال محبة سيد الخلق أجمعين "صلى الله عليه وسلم" وتطوير تراث المديح وبثه داخل وخارج السودان، والمشاركة مع كل الأطراف الحكومية والشعبية لخير هذا الوطن الكريم.. ومن الأهداف خلق منشد رسالي والمحافظة على هذا الإرث العظيم الذي اختص به الله أهل السودان وتحقيق تواصل الأجيال فيه. وبما أن السودان بلد إسلامي عريق تجتمع فيه مكارم الأخلاق والروح السمحة فلابد من المساهمة في المحافظة على ترابط المجتمع من خلال دعم الدعوة والإرشاد لتثبيت الأمر (وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ...). لذلك يعمل جمع المنشدين والرواة في مظلة واحدة منها تبادل الخبرات والتدريب والتأهيل للارتقاء بالمادة المقدمة وضبطها للمحافظة على الذوق العام، وربط جميع المنشدين في السودان بهذا الاتحاد لتحقيق التمازج، ومعالجة قضايا الوطن من خلال الإنشاد والإرشاد. { كيف تتحصلون على الدعم؟ _ عن طريق الاشتراكات واستقطاب الدعم المباشر وغير المباشر من خلال الاستفادة من علاقات اللجنة واللجان المساعدة، بالإضافة للارتباط المباشر بكل برامج الدولة الرسمية والشعبية.