(1) من (يتكل) على الجامعة العربية فإنه حتماً (يتكل) على (حيطة مايلة).. ما هي فائدة مشاركة "علي كرتي" في اجتماع مجلس جامعة الدول العربية على مستوى وزراء الخارجية في القاهرة في (12) نوفمبر الجاري؟.. الاجتماع الذي سيرأسه وزير خارجية لبنان سيناقش (4) قضايا قيل إنها رئيسة ليس من بينها قصف (إسرائيل) لمصنع اليرموك.. نعم لم يحرك قصف اليرموك في الجامعة العربية ساكناً ولم تتداعَ وتعقد اجتماعاً طارئاً لمناقشة العدوان ليس بالطبع لمعاقبة (إسرائيل)، فذاك حلم بعيد المنال، ولكن فقط للشجب والإدانة.. الطامة الكبرى أن الجامعة (المعشكبة) لم تعقد اجتماعاً طارئاً فحسب، بل حتى اجتماعها العادي الذي يصادف انعقاده مرور (18) يوماً بالتمام والكمال على الاعتداء الإسرائيلي لن يناقش ذلك الاعتداء.. القضايا الأربع (الأكثر أهمية) من العدوان الإسرائيلي على السودان هي: الملف السوري الذي اختطفه مجلس الأمن دون أن يقدم فيه شيء و(الحال في حالو)، والذي أصبح فيه مبعوثه "الأخضر الإبراهيمي" (رايح جاي) بدون فائدة مثله مثل سلفه المبعوث الفاشل السابق "كوفي عنان"، القضية الثانية محل الاهتمام هي تطورات القضية الفلسطينية والتحرك العربي لدعم المسعى الفلسطيني للحصول على صفة الدولة غير العضو بالأممالمتحدة، ونتائج الحراك الفلسطيني في هذا الشأن، أكثر من نصف قرن من الزمان والجامعة العربية (تلت وتعجن) في القضية الفلسطينية دون جدوى.. أما القضية الثالثة تتعلق بالتحضير العربي النهائي لمؤتمر الأممالمتحدة لإخلاء الشرق الأوسط من الأسلحة النووية وأسلحة الدمار الشامل الأخرى، والمقرر عقده في هلسنكي ديسمبر المقبل، يبدو أن العرب سيجبرون إسرائيل في هذا المؤتمر على تدمير ترسانتها النووية؟! عجبي؟!.. أما القضية الرابعة ستختص بالتنسيق العربي وبلورة الرؤية العربية للصيغة النهائية لمشروع إعلان القاهرة الذي سيصدر عن الاجتماع المشترك الثاني لوزراء خارجية الدول العربية ودول الاتحاد الأوروبي، والمقرر يوم 13 نوفمبر المقبل، كم من الإعلانات العربية التي أصبحت هشيماً تذروها الرياح؟!.. نحن نطالب بألا يذهب "كرتي" لهذه الاجتماعات ما لم يضاف إلى تلك القضايا (المهمة) قضية الاعتداء الإسرائيلي على السودان، وإلا يبقى وكذلك وزير الدولة "صلاح ونسي" في الخرطوم ويقاطعان مهزلة الجامعة العربية. (2) نعلم أن الطائرات الإسرائيلية المعتدية اتخذت من أجواء المياه الدولية في البحر الأحمر سبيلاً للوصول إلى السودان هذا إن كانت قد انطلقت بالفعل مباشرة من فلسطينالمحتلة.. لكن ما قبل البحر الأحمر شمالاً أي خليج العقبة وما حوله، فمن أين مرت الطائرات المعتدية؟، يقال أن هناك مساراً واحداً، وهو من فوق خليج العقبة، ومن ثم عبر أجواء مضائق تيران، ثم البحر الأحمر.. طبعاً خليج العقبة كان مغلقاً أمام الملاحة الإسرائيلية قبل عام 1956 لأنه مياه عربية.. لكن حتى إذا ما سلمنا جدلاً بدعاوى حق (إسرائيل) في المياه الدولية على خليج العقبة، فكيف تمر الطائرات الحربية الإسرائيلية من فوق مضايق تيران، وهي أجواء سعودية ومصرية بحتة ولا تدخل ضمن أي تأويل للقانون الدولي؟.. حكومتنا (الطيبة) سارعت بقولها أنها لاتتهم أي طرف آخر بتقديم المساعدة والدعم للطيران الحربي، وقد نتفق معها في عدم امكانية ورود اتهام من هذا النوع لدولة عربية، لكن الساكت عن الحق شيطان أخرس، ألا يوجد لدى مصر والسعودية رادارات وأجهزة مراقبة لمعرفة وجهة الطائرات الإسرائيلية؟.. هل يمكن أن تعبر الطائرات الإسرائيلية هكذا دون أن يتم تعقبها؟. (3) تصريحات والي الخرطوم التي أعقبت الهجوم الإسرائيلي وكانت ركلة من النوع (الضفاري) جعلت المسؤول في وزارة الدفاع الإسرائيلية "عاموس جلعاد" الذي وصف السودان بأنه (دولة إرهابية خطيرة)، يقول: (هناك روايات عدة من الجانب السوداني لذلك ليس هناك سبب للدخول في التفاصيل).. هذا يعني أن خطورة تلك التصريحات يمكن أن تشكك بها (إسرائيل) في اتهام السودان لها في أي معترك دولي قد يشتكي إليه السودان متظلماً. • آخر الكلام: نخشى ما نخشى أن تكون بلادنا ساحة لصراع (إسرائيلي – إيراني).