** دنيا الناس في بلدي بألف خير ..حيث لايزال البعض يزرع في أرض الوطن معاني الوفاء ويغرس فيها العطاء بتجرد ونكران ذات ، لينبت المستقبل ويثمر بما فيه الخير للناس والبلد .. هكذا يحترق البعض سرا في سبيل وطنهم ، وما ضرهم ألا يعرفهم أحد ، وكأنهم خلقوا للضياء وليس الضوضاء .. بصدفة هي خير من ألف موعد عثرت على أحدهم، وسعدت بوجوده بيننا ، كدت أحسب أن موجا من أمواج بحر زماننا هذا قد جرفه ورماه بعيدا عن البلد وأهل البلد ، خاصة أن أمواج الطفو والنفي هذه لم تبق لهما - للأهل والبلد - من الأوفياء إلا قليلا ..لهذا سعدت بوجود هذا الوفي الذي - كما الأوفياء جميعا - يهب الناس الأمل ..فلنقرأ الرسالة التالية .. ثم نواصل .. * الأخ : الطاهر .. لك التحية ..وأهنئكم على هذه الزاوية التي تهتم بقضايا الإنسان وهمومه..ونفيدك بأن بودمدني كليتين باسم المدينة العريقة ودمدني ..الأولى كلية ودمدني الأهلية ، والتي تعتبر الآن من أهم كليات التعليم العالي الأهلي خارج العاصمة القومية الخرطوم ، وذلك أنها أهلية وليست بخاصة ، تعود أرباحها لتأسيس وتأهيل البنى التحتية والبرامج الأكاديمية، منها المكتبة الالكترونية ومدرسة هندسة العمارة وتخطيط المدن كأول مدرسة لهندسة العمارة خارج الخرطوم ، وهذا يمثل دليلاً واضحاً على تقدمها ومواكبتها لعصر التكنولوجيا ..والثانية كلية ودمدني التقنية - التدريب المهني سابقاً - وهي المعنية بحديثكم وملاحظاتكم في الأسابيع الماضية ..والذي دعاني لهذا التوضيح ذلك العنوان الذي أثار كثيراً من التعليقات أحياناً والتحفظات أحياناً أخرى ..فالذي يقرأ : « عميد ودمدني يعقب يا..من يهمهم الأمر..!! » ..كما جاء بعمودكم المقروء بنهم المتطلع للمعرفة ، يحسب ذلك لودمدني الأهلية باعتبارها الكلية التي استطاعت أن تكتب اسمها على خارطة التعليم الأهلي العالي كنموذج يحتذى لتحقيق معاني أهلية ..وأحسب ذلك لأن بعضا من الذين يقرأون الصحف في الغالب يتصفحون الخطوط العريضة باعتبارها عناوين تُنْبيء عن تفاصيلها ، وهذا ما جعل أن يكون الخلط للكثيرين .. ولكن ليس من رأى كمن سمع ، فهلا قبلتم دعوتنا لزيارة الكلية ، وأعني كلية ودمدني الأهلية ..ونشكركم على اهتمامكم بقضايا التعليم العالي .. ودمتم ..د. عمر أحمد عبد الكريم الإعلام والعلاقات العامة كلية ودمدني الأهلية ..». ** من إليكم .. تلك رسالة توضيح فقط لمن إكتفى بعنوان الزاوية المشار إليه دون قراءة ما تحت العنوان .. نعم كل حديثنا كان - ولايزال وسيظل - عن كلية ود مدني التقنية ، حتى تسلك درب الإصلاح والنجاح بإذن العلي القدير، ولم يرد اسم كلية ود مدني الأهلية في هذه الزاوية إطلاقا ، ومع ذلك انزعجت كلية ود مدني الأهلية من عنوان الزاوية فقط ، وأرسلت هذا التوضيح .. فأهلا بالأخ الدكتور عمر موضحا ، مع التأكيد بأني أكثر منهم حرصا على بياض سيرة ومسيرة كليتهم الأهلية ، إدارية وأكاديمية .. والأماني بالمزيد من التوفيق إن شاء الله .. وأواصل ما بدأت به الزاوية .. أي ، عن أحد أوفياء بلادي ..!! ** الطالب عصام عبد الرحمن البوشي لم يكتف باحراز المركز الأول في إمتحان الشهادة السودانية عام 1963 .. بل رفع أصبعه قبل مضي نصف الزمن في امتحان مادة الرياضيات منبها المراقب بخطأ سؤال ما كان يجب أن يرد هكذا .. « يا أستاذ السؤال ده غلط » ..أوهكذا فاجأ المراقب..وفيما بعد تفاجأ كل الأساتذة الذين وضعوا امتحان الرياضيات بصحة حديث هذا الطالب ، واعترفوا بالخطأ.. ولهذا عندما أعلن المذياع بأن أول السودان هو الطالب عصام عبد الرحمن البوشي ، قالت الصحف ومجالس الناس عامئذ من باب الدعابة : عصام لم يتفوق على رفاقه الطلاب فقط ، بل على بعض أساتذته أيضا ..!! ** ثم واصل رحلة التفوق في جامعة الخرطوم ، وتخرج فيها .. ولم يغادرها ، بحيث واصل فيها أستاذا للرياضيات .. ثم انتقل الي الجزيرة ليساهم مع بعض أساتذته ورفاقه في تأسيس جامعتها عام 1978 ، ثم نال فيها شرف تقديم أول محاضرة في تاريخ جامعة الجزيرة « 30 - 9 - 1978 » .. وهكذا ، حتى صار عميدا لكلية الدراسات العليا والشؤون العلمية .. و.. فجأة أحيل الى الصالح العام فغادر الجامعة الي الشارع العام .. وصبر مع العامة ولسان حاله : بكرة أحلى ..!! ** وهو فى لج صبره هذا ، اختاره بعض الأخيار لعمادة كلية بود مدني كادت قاب قوسين أو أدنى من التجفيف والإغلاق لسوء الإدارة وشح الموارد ..فذهب اليها و تولى أمرها ، وأنقذها من عثرتها ثم ها هو ينهض بها .. إنها الكلية صاحبة التوضيح أعلاه ..ودمدنى الأهلية .. وكما يحزننا فشل الفاشلين ، أيضا يفرحنا نجاح الناجحين ..وعليه ، عذرا أستاذي البوشي على هذا الحكي ، ولكن في رحلتي علمك وعملك وجدت من الوفاء لهذا الوطن ما يستحق الحكي لقارئ يتفخر بك و بكل ..« أهل العطاء » .. !! إليكم - الصحافة –السبت 08/08/2009 العدد 5790 [email protected]