اسمحوا لي أن أتقدم نيابة عنكم بعاطر التهاني للحسناوات كيت التي فازت بلقب جميلة الجميلات، وسيمنس التي فازت بمرتبة وصيفة ملكة الجمال، وديسكو كوين التي نالت كأس الرقص، وفانيلا التي فازت بالجمال «المنزلي»، والحسناوات الأربع «عربيات» رغم أن أسماءهن خواجاتية، وأستطيع التغزل فيهن بقلب جامد بل أعلن أنني رأيت صورهن عدة مرات من دون خوف من ان تكمشني وتخمشني زوجتي، التي تحرمني من مشاهدة العجرمية وروبي وأليسا.. أما مشاهدة هيفاء فإنها تعتبرها من الكبائر.. والسر في أن المدام لا تستنكر تغزلي بأولئك الحسناوات هو أنهن قطط (بالسوداني كدايس، ومفردها كديس)، وكان سرب من حسناوات القطط قد أظهرن مفاتنهن في مسابقة ملكة جمال القطط التي أقيمت في الكويت الأسبوع الماضي بمشاركة 8 حكام أجانب، وتحت إشراف السيدة طيبة الجبر رئيسة نادي القطط الكويتي، ولم يسمح بدخول المنافسة إلا للقطط ذات النسب المعروف، وهذه أول مرة أعرف فيها أن هناك قط/ قطة بنت عوايل وقبائل، وأخرى بنت «كلب» ومقطوعة من شجرة، وكنت اعتقد ان كل القطط أبناء وبنات سفاح لأنها تتناسل بدون زواج، ولكن يبدو ان «قط عن قط يفرق»... قطة بنت عيلة لها الحق في أن تستعرض مفاتنها، وقطة من البدون غير مسموح لها بدخول مثل تلك المسابقات. شخصيا القطط وفاروق الفيشاوي يحتلون نفس المكانة في قلبي، يعني لا أطيق لا هذه ولا هذا، وتركبني العفاريت إذا رأيت قطة، ليس بمعنى أنني أغضب بل بمعنى ان عفاريت الخوف تتلبسني، وأذكر أن والدي رحمه الله أتانا ذات يوم بقطة صغيرة متشردة كانت تعاني من الجفاف والتصحر، وصار يطعمها بانتظام حتى صارت «دبة»، تمشي الهوينا كما يمشي الوجي الوحِل، وحتى الهوينا لم تكن تمشيها إلا عندما توضع صينية الأكل أمامنا، أما بقية اليوم فإنها كانت تقضيه نائمة كعادة معظم القطط، وذات يوم كنا نشرب الشاي باللقيمات في الحوش، وهي جالسة جوار أبي وفجأة قطع الحوش فأر جربان ركضا، وما أن رأته القطة حتى صارت بطلة أولمبية وبقفزة واحدة كانت قد صعدت إلى سقف الحمام.. صارت رشيقة خوفا من الفأر طبعا.. وسقطت من نظر أفراد العائلة الذين اضطروا إلى الاستعانة بقط الجيران كي يطفش الفأر من بيتنا!! والقطط كائنات دلوعة وتفتقر إلى الوفاء، فالكلب مثلا لا يعض صاحبه أبدا (ما لم يكن مريضا بالسعر) ولكن مهما دللت قطتك فإنها ستخربشك وتعضك لأتفه الأسباب والقط لا يستجيب أبدا لنداء صاحبه، بل يذهب إليه فقط إذا كان محتاجا إلى شيء ما. المهم أن منطقة الخليج شهدت مؤخرا مسابقات جمال الإبل والتيوس والحمام ثم جاء دور القطط، وقبل سنوات شهد لبنان مسابقة ملك جمال الرجال وطبعا فاز باللقب رجل «نص كُم».. واجتهدت لمعرفة الأسس التي تم بها اختيار أجمل قطة ولكن بلا طائل، وتذكرت قصيدة «سقاة الكأس» التي تغنى بها المطرب السوداني الراحل سيد خليفة: شعرها ليل تموّج/ صدرها الوثاب هودج/ شفة عطشى وأخرى/ هي كأس خمرها نار وجمرة/ ليتني لو ذقتها في العمر مرة (هذا الغزل الحسي المباشر بالمرأة كان مسموحا به في الغناء في يوم ما).. طيب ما هي مواصفات القطة الحسناء التي يعرفها الخبراء الأجانب الذين تم استقدامهم إلى الكويت ليختاروا ملكة الجمال؟ أوع تقول «العيون» لأن عيون القط تقدح شرا وليس شررا.. خاصة في الظلام. جعفر عباس [email protected]