كثيراً ما يفكر الانسان في الركون للإنزواء عندما تحتدم عليه بعض المنقصات حياته وتجعله في مكان لا هو بالثابت عليه ولا هو بالمهتز به.. وفكرة الاقتناع بأن الأقدار لها سطوتها لا تجد أحياناً مساقاتها عند البعض.. في الجوى ينطوي بعض الاعتقاد أن المفاضلة هي صنيعة الانسان في ذلك رغم ما يؤكد أن الأرزاق في السماء و ما توعدون ومن المسلم به أن لا يتساوى الناس في أرزاقهم ليس لأنهم خيار على بعض ولكنها الأمور القدرية والقسمة الرَّبانية والوعد مربوطاً بالسماء.. قد لا يقتنع الكثيرون بما أتاهم الله من سعه أو قتر عليهم خاصة اذا عظمت الشقة ما بين ما يملكون وما يملك الآخرون الشيء الذي يدخلهم احياناً في مقارنة غير مجدية الأبعاد تولد الحنق والضيق ورويداً رويداً الاحتجاج إلا من بعض ارهاصات التكافل والاحساس ببعض جراحات البعض دون منٍ أو أذى خاصة إن كان هناك اعتقاد خفي، بأن بعضهم قد بنى مجده ورزقه على حساب هؤلاء، وتصبح حالة الإشتباه أقرب لأثبات هذه الجريمة المهيئة بسبب عوامل الحقد الطبقي والانفصال المجتمعي.. وتصبح قوالب قلوب الناس مفطوراً على شيء من حتى وينزوي حسن الظن في مكان قصي دلالة على أن هناك تراكم وراء تراكم لذلك الحس الانتقاصي. ٭ احتجاج ضمني! والصمت أحياناً يكون أبلغ دليل وتعبير صاخب عن الاحتجاج.. قد يرمقك البعض بنظرة صامتة لكنها كوقع السهام الملتهبة على المرمى.. قد يقول لك البعض إنك قد ظلمتهم دون أن يرموا إليك بكلمة واحدة هي كما الضربة القاضية ومن المبكر أن تضمر في نفسك حسن الظن وأنت يحدثك قلبك بأن الآخرين ليسوا على مودة حقة معك.. كثيرون يصمتون عن الحديث ليتحدثوا بهذا الصمت الناطق.. ولكن أبلغ الإحتجاج الصامت هو ذلك الذي تحسه ولا تقدر أن تجزم به قاطعاً بأنه احتجاج حيث تراودك نفسك بأنه حالة عتاب وتلاوم لأنك تترك مساحة ود أخضر لا تملك إلا أن تقول بها إن المساحة الايجابية في هذه «الصمتة» اكبر من سلبيتها.. على العموم ما دام هناك مرحلة من التلاوم.. إذن هناك فرصة لأن تكون علاقاتك انسانية سوية مع من تخالف أو لا تتفق معهم حول أمر وإن كانت به خصاصتك. ٭ إغلق الأبواب لا أدري لماذا يتراءى البعض خلف إخفاء بعض الحقائق الحانقة عن طرحها على من يوجهونها عليهم.. بالأمس القريب اكتشفت ان احداهن «قد امتلأت بطنها تجاهي» دون ذنب مني على خلفية سوء فهم لخبر نقلته لها أحد المقرضات فجعلتها تنظر إليّ لاكثر من خمس سنوات على انني قد اصبتها في مقتل وكان الأمر أبسط مما تتخيل لو قامت بسؤالي في ما قبل تلك الفترة.. لاستغنت عن حمل «تلوين وجهها تجاهي ورمقي بتلك النظرات الغريبة الحاقدة» وكم كانت دهشتها كبيرة عندما عرفت انني لست المعنية بذلك الأمر.. لكنني أغلقت أبواب التعامل معها خوفاً من تكرار ذات المشاهد البائسة. ٭ آخر الكلام حالة الاشتباه التي تراود بعضنا لو جزمها بالحق واستبانة الأمر منذ البدايات لازالت كثير من الإحن والأوجاع التي لا جدوى من استمرار احتضانها ورعايتها داخل النفوس. مع محبتي للجميع سياج - آخر لحظة [email protected]