لا يمكن صُنع وطن كبير بمواطنٍ صغير. هي أوطان ما كنّا فيها يوماً مواطنين، بل جماهير يلازمها الشعور بالدونيّة. فما كان الوطن سوى السادة الجالسين فوق القانون، وفوق المحاسبة. أفراد يتحكّمون في شعوب، عصابات بأوسمة ونجوم كثيرة، لصوص محترمون يتناوبون على المناصب الحلوب، ولا يختلفون إلاّ على اقتسام الغنائم. يضعون بينك وبينهم علم الوطن، مزايدين على المواطن وطنيّة، متنقّلين في السيّارات الرسميّة، متحدّثين باسمك في المحافل الدوليّة، موقّعين عنك الصفقات. إنّهم صوتك وصورتك ويدك.. وحدها جيبهم ليست جيبك. الكاتبة : أحلام مستغانمي