توفير الاحتياجات اليومية للمعيشة تمثل هاجساً لكل رب أسرة أو شخص تقع على عاتقه مسؤولية تسيير أمور المنزل أو الأسرة عامة في ظل المتغيرات الاقتصادية وتصاعد الأسعار بصورة خيالية افقدتنا التركيز على أي الضروريات أهم وواجب توفيرها ليكتفي البعض منا بتوفير ادنى حد للعيشة اليومية لأن الحكم والفيصل في هذا الامر هو (القروش) والتي أصبحت بلاشك لا تتساوى مع مستويات الأسعار والسلع بأي صورة من الصور وفي خبر أمس من المجلس التشريعي لولاية الخرطوم أبدى نواب المجلس تخوفهم من انعدام الأمن الغذائي وقالوا (أصبح هناك خوف غذائي وليس أمن) واقروا بفشل الولاية في توفير (قفة الملاح) للمواطنين. وحقيقة يعاني اهل الولاية من ارتفاع كبير في الأسعار للسلع والمواد الغذائية كافة دون استثناء بالأسواق رغم قيام تجربة مراكز البيع المخفض والتي لم تشابه اسمها في أي شيء واكتوى المواطن بنار الأسعار دون أن تجد حكومة الولاية حلاً جذرياً لكبح جماحها أو إعادتها الى مستوى يتناسب مع دخل المواطن ومن المعلوم ان غالبية مواطني الولاية من الموظفين والعمال والمهن الحرة والهامشية وقطعاً لاتكفي أجورهم أو ما يتم الحصول عليه مالياً لمجابهة غول الغلاء في الأسعار بالأسواق وتكمن المشكلة كيف يمكن ان توفر الولاية قفة الملاح وهل تملك الاجهزة المختصة خطة او إستراتيجية واضحة لتوفير الأمن الغذائي لمواطني الولاية عبر مشروعات انتاجية او زراعية او غيرها تمكن من توفير احتياجات المستهلك وبأسعار مناسبة؟ هنا المشكلة وعلى نواب المجلس التشريعي ان يقودوا المسألة لابعد من التخوف فقط والاجتهاد في وضع الحلول بالتعاون والتنسيق مع اجهزة وسلطات الولاية السياسية والاقتصادية لتوفير قفة الملاح ولقمة العيش للمواطن منعاً لانتشار الخوف الغذائي وهو شعار معاكس تماماً لمبادرة السيد رئيس الجمهورية لتوفير الأمن الغذائي العربي ومن خلال المعايشة للاحوال الاقتصادية وارتفاع الأسعار والسلع بتنا في خوف حقيقي من عدم توفر الامن الغذائي لمواطني الولاية ناهيك عن السودان كافة والبلاد العربية قاطبة ولتحقيق هذه الشعارات لا بد من تخطي حواجز الخوف وخوض التحدي الحقيقي بتوفير مستلزماتنا المعيشية على مستوى الداخل ولن يتم الامر قطعاً بين ليلة وضحاها مما يتتطلب تضافر الجهود الرسمية ووضع خطط قصيرة وطويلة المدى لاستدامة المشروعات التنموية والاهتمام بالزراعة لزيادة الإنتاج والإنتاجية وحل مشكلات الجبايات والرسوم والضرائب على السلع المحلية والمستوردة حتى نستطيع الخروج من نفق الازمة الغذائية التي امسكت (برقبة) المواطن وجميعنا نصبو الى تحقيق شعار الامن الغذائي لانه بالطبع يحقق مستوى معيشياً طيباً لكل فرد وكافة الشرائح المجتمعية دون تمييز ويعد الامن الغذائي اول السلم في تحقيق الاستقرار السياسي والاقتصادي والاجتماعي لاي دولة في العالم تطمح ان تكون في الريادة ومقدمة الدول ولن يتأتى ذلك عبر (الحلم) فقط أو ابداء الخوف فدعونا نترك تلك الهواجس وراءنا ولنعمل حقيقة على تحقيق الشعار على أرض الواقع من أجل المواطن والدولة ومن أجل القضاء على هاجس توفير قفة الملاح. رشا التوم صحيفة الإنتباهة