ذات يوم سألتك ” هل تحبينني ؟..” قلتِ : – لا أدري.. حبك يزيد وينقص كالإيمان ! يمكن أن أقول اليوم ، إنّ حقدي عليك كان يزيد وينقص أيضاً كإيمانك.. يومها أضفتُ بسذاجة عاشق : – وهل أنتِ مؤمنة ؟ صحتِ : طبعاً.. أنا أمارس كل شعائر الإسلام.. وفرائضه . – وهل تصومين ؟ طبعاً أصوم.. إنها طريقتي في تحدّي هذه المدينة.. في التواصل مع الوطن.. ومع الذاكرة . تعجّبت لكلامك . لا أدري لماذا لم أكن أتوقّعك هكذا . كان في مظهرك شيء ما يوهم بتحررك من كل الرواسب.. عندما أبديت لك دهشتي قلتِ : كيف تسمّي الدين رواسب ، إنه قناعة ، وهو ككل قناعاتنا قضية لا تخصّ سوانا.. لا تصدق المظاهر أبداً في هذه القضايا . الإيمان كالحب عاطفة سرية نعيشها وحدنا في خلوتنا الدائمة إلى أنفسنا . إنها طمأنينتنا السرية ، درعنا السرية.. وهروبنا السري إلى العُمق لتجديد بطرياتنا عند الحاجة . أما الذين يبدو عليهم فائض من الإيمان ، فهم غالباً ما يكونون قد أفرغوا أنفسهم من الداخل ليعرضوا كل إيمانهم في الواجهة ، لأسباب لا علاقة لها بالله ! ما كان أجمل كلامك يومها ! كان يأتي ليقلب ثنايا الذاكرة ، ويوقظ داخلي صوت المآذن في صباحات قسنطينة . ” ذاكرة الجسد “