بعث الامام الصادق المهدى رئيس حزب الامة القومى برسائل الى كل من الرئيس محمود عباس أبو مازن رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية و الأخ خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس وعدد من الوزراء المؤسسات المهتمة بالشأن الفلسطينى قال فيها : فجعنا بتأجيل التصويت على تقرير السيد قولدستون في 2/10/2009م. وبعد فترة من التحفز لما ينبغي عمله للمساءلة على ذلك الخطأ الجسيم، فوجئنا مفاجئة سارة بالتصحيح وإجراء التصويت على التقرير في 16/10/2009م وسررنا بفوزه داخل مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة. هذا التقرير خطوة قوية في طريق إدانة القادة الإسرائيليين على ما ارتكبوا من جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية لم تكن جرائم غزة إلا آخر حلقاتها. إنها خطوة ينبغي أن يعقبها خطوات ولكي تتحقق العدالة ويعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون المطلوب اتخاذ الخطوات الآتية بأعجل ما يكون: أولا: مع أن حماس وسائر الفصائل الفلسطينية إنما تقاوم الاحتلال وهو حق تكفله الشرائع المنزلة والشرائع البشرية فينبغي التحقيق في الاتهام الموجه وسوف يثبت أنه مهما كان من قصف لم تقع ضحايا من المدنين وهذا أمر يمكن توثيقه. ثانيا: إن ما أحدثه العدوان الإسرائيلي في هذه الحالة وفي حالات سبقتها وقتل النساء والشيوخ والأطفال والمدنيين العزل وتدمير المنشآت المدنية والمساكن حقائق موثقة وكافية للإدانة بجرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية. ثالثا: المسئولون الإسرائيليون أخذتهم العزة بالإثم فقرروا رفض القرار وعدم إجراء التحقيق المطلوب في الاتهامات. المطلوب الآن هو العمل على تقديم هؤلاء القتلة للمحاكمة أمام كافة الآليات الحقانية المؤهلة لهذه المحاكمات وهي: محاكم في بلدان كثيرة يؤهلها قانونها لمحاكمة هذه الجرائم، والمحكمة الجنائية الدولية آلية العدالة الجنائية التي أقامتها الإنسانية لكيلا يفلت المجرمون من العقاب. ينبغي العمل على عرض التقرير للجمعية العمومية للأمم المتحدة والعمل عبرها لتقديم المتهمين للمحكمة الجنائية الدولية. رابعا: يتشدق بعض الناس بان هذه الإجراءات تعيق عملية السلام. لا توجد عملية سلام الآن وعلى أية حال لا سلام بلا عدالة. خامسا: تحقيق هذا البرنامج يتطلب خطة فلسطينية مدعومة عربيا ودوليا ولا يمكن وضع خطة فلسطينية إلا إذا استطاع الفلسطينيون توحيد صفهم والتحرك المشترك نحو أهدافهم المشروعة. سادسا: أقرب طريق لتحقيق الوحدة الفلسطينية هو إقدام كافة الفصائل على قبول المشروع المستمد من الرؤى الفلسطينية والتي صاغها بصورة وفاقية الأشقاء المصريون. عليه إبرام هذا الاتفاق الفلسطيني صار ضرورة قصوى. سادسا: مباشرة بعد التوقيع على الاتفاق الفلسطيني تدعو الجامعة العربية لاجتماع طارئ لوزراء الخارجية للدول الأعضاء ليضعوا خطة تحرك عربي لتقديم المسئولين الإسرائيليين للمساءلة الجنائية أمام المحكمة الجنائية الدولية والمحاكم الأخرى التي يسمح قانونها بذلك. إن هذا الإجراء وما يسنده دوليا لن يتحقق إذا استمر الانقسام الفلسطيني. ختاما: بالله عليكم يا أهلنا في فتح، وحماس، وسائر الفصائل الفلسطينية لا تفوتوا هذه الفرصة الذهبية لدحر إسرائيل بالقوة الناعمة. وفيما يتعلق بالخلافات بينكم فبعد فترة انتقالية قصيرة سوف تحتكمون للشعب الفلسطيني الذي سوف يعطي كل ذي حق حقه المستحق وعلى ضوء ذلك ترسم سياسات المستقبل الفلسطيني. أناشدكم بكل ما بيننا من أسباب الإخاء والتضامن أن تتفقوا وتخططوا لتحرك مشترك مدعوم عربيا ودوليا.