أحد أهم أعمدة العمل الإعلامي بالبلاد، صاحب أكبر رؤية في إنتاج البرامج وتقديمها بصورة جاذبة، لقبوه بالجنرال، فهو مايسترو الساحة الإعلامية بالبلاد، ظهرت بصمته كمدير مميز في قناة النيل الأزرق والتي أصبحت من أكثر الفضائيات مشاهدة، إن لم تكن الأولى على الإطلاق، حسن فضل المولى، يكفي أن تذكر اسمه لتتبين أنك أمام رجل إعلامي من طراز فريد، ورغم كثرة الانتقادات له، بأن له معايير محددة يتم تلخيصها في الجمال في اختيار المذيعات على حساب الموهبة، إلا أنه لا يعير ذلك إهتماماً، ويسير في طريقه، ويترك نجاحه يتحدث بالعمل، وليس بالكلام. التقينا فضل المولى الذي رفض في البداية الحديث معنا في حوار، وقال لا أحب الحديث في الإعلام، ولكننا نجحنا في استنطاقه، وفي ونسة سريعة استطعنا أن نأخذ إفادات من الرجل الغامض صانع الأضواء والبعيد عنها، وصانع النجوم في وقت لا يحب فيه أن يكون نجماً. وفيما يلي دردشة مع جنرال الميديا السودانية. * نهارك سعيد حسن فضل المولى.. دائماً ما يتردد القول بأنك ستترك النيل الأزرق وستذهب إلى إدارة التليفزيون، ما مدى صحة هذه الأحاديث؟ - هذا الكلام غير صحيح، وهو مجرد شائعات. * هناك حديث آخر بأن المذيعين المميزين يتركون فضائية النيل الأزرق ويذهبون لغيرها، لكأنّها قناة طاردة وفقاً لهذه الهجرة الملاحظة لها؟ - كل من خرج منا أضاف للقناة التي ذهب إليها، ولم تتأثر النيل الأزرق بذهابهم، فالنيل الأزرق تقوم على فلسفة إفراز الكوادر في المجالات الإخراج والتقديم وغيرها من مجالات العمل الإعلامي، وأعلن هنا أن الذين يديرون مسار النيل الأزرق، هم من صنع القناة، فنحن مثل أي جامعة تضخ دماءً جديدةً، ونخلق قدراً من الحيوية في الساحة، حتى المطربون الشباب منهم من يخرج من النيل الأزرق، فالقناة تفرخ المبدعين للمجتمع والقنوات والإذاعات الأخرى. وهنا أذكر مثالاً عندما أنشئت قناة الشروق، أتوا إليها بخبراء من خارج السودان؛ من الخليج، ووجدوا ضالتهم في النيل الأزرق (المسكينة)، وأخذوا منها كل ما طاب لهم، قرابة ال 20 كادراً، بحكم الإمكانات الضخمة التي رصدت لهذه القناة في بداياتها، حتى أن البعض أشفق علينا، وأنا كنت يومها ضد هذه السياسية، ففي بلد مثل السودان، لا يمكن أن تشيد بنياناً على حساب آخر، لكن القناة استمرت أقوى مما كانت عليه بفضل سياستها، وحتى الآن لا نقف في طريق أحد يريد أن يخرج منا، لأننا على ثقة بأن من سيأتي سيكون أفضل، وأفتكر أن رسالتنا قبل الإعلام هي تأهيل وتدريب الشباب، وأفرزنا العشرات. * وماذا عما يتردد بأن هناك مشاكل داخل النيل الأزرق؟ - القناة ليس بها مشاكل، والعاملون بها يعملون في انسجام، قد يكون هناك بعض الأفراد غير راضين، وهذا أمر طبيعي في أي مؤسسة، لكن الغالبية تستفيد، رغم أن المقابل المادي أقل بكثير من عطائهم. * حسناً.. ثمّة اتهام آخر موجه لكم؛ بأن الجمال هو الأساس في اختيار مذيعاتكم وليس للموهبة اعتبار.. بماذا ترد؟ - بالتأكيد الجمال ليس كل شيء، ولكنه في نفس الوقت مهم، على أي حال الناس تركز على المذيعات، بالرغم من أن هناك مقدمو برامج كبار مثل الطاهر حسن التوم، وبابكر صديق وأحمد الخضر، وغيرهم من كبار المقدميين، الناس تركز على 3 أو 4 مذيعات، وكأنهم هم القناة، وأقول إن القناة لا تقوم على المذيع النجم، مثل أي صحيفة، لو قامت على كاتب نجم فقط ستكون مشكلة بالنسبة لها لو تركها هذا الكاتب، نحن نعمل بطريقة جماعية، لدينا حوالي 20 مذيعاً في مستوى متقارب. * من الملاحظ أنه لا توجد برامج جماهيرية في الفضائيات السودانية، ما الذي يمنع قناة مثل النيل الأزرق أن تنتج مثل هذه البرامج؟ - صيغة الاتصالات هنا غير مسموحة، فنظام التصويت نفسه يدخلنا في موضوع الحلال والحرام بالسودان، فلا نسطتيع إنتاج برامج على التصويت، بالإضافة إلى أن البرامج الجماهيرية تكلفتها عالية، وتحتاج إلى إمكانات وأستديوهات ضخمة. * (مقاطعة)... وأين الإعلان؟ - عائد الإعلان لا يغطي، مثل مبارايات كرة القدم، فعائد الإعلان لا يغطي ربع ما يدفع، وليس هناك مقارنة مع الفضائيات الخارجية والتي لديها إمكانات وعائدات إعلان ضخمة، والسوق بالخارج متحرك. * في تقديرك ما الذي يعيق انطلاقة إعلامية كبيرة في السودان؟ - في مجالات كثيرة وليس في الإعلام فقط، في كرة القدم والفنون والثقافة وغيرها، حتى في الأغنية، وأغلب الذي يعيق الإمكانات، والدولة لا تدعم القناة، نعتمد على مواردنا من عائدات الإعلان، فليس هناك مقارنة مع الإعلام العربي، فهو مدعوم ولديه إمكانات ضخمة، أيضاً ظروف البلد، السودانيون لديهم زهد في الشخصية يمنع إيصال ما تتمتع به هذه الشخصية من ثقافة وفنون للآخرين، لو تلاحظين أن أغلب الأدباء السودانيون لم يكتبوا كثيراً. * الحديث عن الإمكانات يقودنا لسؤال مهم وهو كيف ستتعاملون مع إعلان السعودية عدم التعامل مع البنوك السودانية، ومن المعروف أن الشيخ السعودي صالح كامل شريك في النيل الأزرق؟ - لن يؤثر ذلك علينا، فالمساهمون في القناة لا يدفعون للنيل الأزرق الآن، ولا يأخذون منها، فهي جزء من المجتمع، وتعتمد على إمكانتها، ولكنها تحتاج لدعم الدولة لأنها تحقق خدمة كبيرة لها. * من هو المذيع النجم في تقديرك، في النيل الأزرق أو خارجها؟ - كل مذيع عنده لونه، لا أستطيع أن أذكر أسماءً بعينها، هناك مذيعون يقدمون دورهم بصورة ممتازة. * وماهي المفاجأة التي تعدها النيل الأزرق لمشاهديها هذه الأيام؟ - لا نعتمد على المفاجآت، فنحن أصبحت لنا قاعدة عريضة من المشاهديين بالداخل والخارج، لم نقل أننا سنغير جلد القناة، يمكن أن نجوِّد في البرامج من وقت لآخر، ونجدد فيها، هناك عملية إحلال وإبدال، بتغيير البرامج، ونحاول تنفيذ أفكار جديدة، بمعنى أن نزيد من حسن إلى أحسن، ونطور في أساليبنا، رغم قلة الإمكانات، صحيح لدينا مشاهدة كبيرة، ولكن إمكاناتنا بسيطة ومتواضعة، وسياستنا أن نصبح من المجتمع وإلى المجتمع، ونحاول أن نشارك المجتمع في أفراحه وأحزانه، ولدينا برامج تمثل روابط قوية للسودانيين بالخارج مع السودان، فهم يصبحون علينا ويمسون علينا، وعندنا مشاهدة من غير السودانيين، وفي حزام السودان، فلدينا مشاهدة عالية في العمق الأفريقي. * لقب جنرال ماذا يمثل لك؟ - أنا أتعامل مع اللقب بأمر واقع. * كنت مستشاراً إعلامياً في مصر لسنوات بماذا استفدت من هذه التجربة؟ - هي تجربة مهمة جداً بالنسبة لي، استفدت منهم كثيراً، وكانت فرصة للاحتكاك بالكثيرين في المجتمع المصري، وكنت منفتحاً على الجميع، فكانت تجربة ممتازة، فأي شخص يدرس أو يعمل بمصر تكون كفاءته أكثر من غيره، استطعنا أن ننجز كثير من علاقات الإعلاميين بالسودان. * كلمة أخيرة لمشاهدي النيل الأزرق؟ - أقول لجميع مشاهدينا إن الجهد الذي يبذل بالقناة كبير مقارنة بإمكانات ضئيلة، ونبذل أقصى جهد لتقديم الأفضل، وكلما جاءت لنا فرصة نقدمها للناس، فنحن قناة مجتمع، تحاول أن تعكس هموم ومشاكل وأمنيات المواطن، ونتمنى أن نحقق ما يصبوا إليه، ونحرص أن نظهر أي سوداني في قناتنا في أي منشط له . صحيفة اليوم التالي صباح موسى