حديث المدينة المستشار!! عثمان ميرغني صدر قرار جمهوري بتعيين (14) مستشاراً للسيد رئيس الجمهورية، وكان العدد السابق للمستشارين (18).. وشملت القائمة الجديدة غالبية المستشارين السابقين.. أُعيد تجديد الثقة فيهم.. وأضافت إليهم بعض الجدد منهم الأستاذة رجاء حسن خليفة الأمين العام للاتحاد العام للمرأة. لفت نظري في الصور التي توزع بين الحين والآخر للرئيس الأمريكي أوباما.. في مختلف الأماكن.. داخل مكتبه وفي طائرته الرئاسية (Air force One) أنه دائماً محاط بكوكبة من المستشارين لا يفارقونه أبداً.. ومن ملامح وجهه وهو يستمع لمستشاريه تدرك إلى أي مدى يلعب (المستشار) دوراً كبيراً في توجيه وتقويم سياسة الدولة ومسارها. وليس مهماً أن يزيد عدد المستشارين أو ينقص فتلك يفترض أنها عملية فنية تحدد مطلوبات الاستشارة المطلوبة على مستوى رئاسة الجمهورية.. لكن الأهم أن يدرك المستشار ما هي وظيفته الحقيقية.. الوصف الوظيفي ل(المستشار).. أن لا يكون مجرد (موظف) يذهب صباحاً لمكتبه.. وآخر النهار يعود إلى بيته محاطًا بوجاهة المنصب.. الذي يدفع الشعب من حُر ماله فقره المدقع كل نفقاته وأبهته. المستشار في أي موقع هو من يُعهد إليه المساهمة في تقديم (الخبرة والفكرة والنصح) وليس بالضرورة أن يستجاب لنصائحه، لكن كيف يقدم المستشار خبرته وفكرته ونصحه؟ هنا تكمن المشكلة.. فقد يجد المستشار الأبواب أمامه مغلقة وهو في حجرة معزولة يمارس عملاً وظيفياً عديم الجدوى.. لا أحد يطرق بابه ملتمساً الشورى.. ولا يستطيع هو أن يبادر ويقدم أفكاره أو ينتقد ماهو مطروح من أفكار.. (السيستم) ليس لديه وقت له.. أكبر وأخطر القرارات تُتخذ وربما لا يسمع بها إلا من الإعلام مثله وأي مواطن.. وخطورة مثل هذا الوضع أن المستشار لا يصبح مجرد (خبير معطل) عن العمل.. بل يهدر فرصة تأسيس نظم تساعد على ترفيع قنوات اتخاذ القرار. ولا يزال الناس يذكرون في عهد الرئيس الأسبق جعفر النميري الطرفة التي كان يتداولها الناس منسوبة إلى أحد المستشارين قوله بعد خروجه من مقابلة النميري (لقد اجتمعت بالرئيس وزوَّدني بنصائحه).. كانت الصورة مقلوبة.. يجب تأسيس نظام يسمح للمستشار أن يقوم بعمله بمنتهى الجدية بعيداً عن الصورية التي يكابدها المستشارون.. لكن هذا لن يتأتى إلا إذا أيقن (المستشار) بالحكمة المعروفة (المستشار مؤتمن).. فيقدم نصيحته ورأيه مهما كان صادماً ومخالفاً لرأي المؤسسة السيادية.. لكن لو عمل (المستشار) بالقاعدة الذهبية ( المخرج عاوز كده).. ورفع راية (قلناها نعم.. ليك .. يا القائد الملهم) على أغنية الفنان سيد خليفة.. فإن الاستشارة تصبح مجرد (كورال) يغني خلف المغني.. التيار