(18) ألف طن من السعوط تبصق في شوارع الخرطوم، هذا هو التلوث البيئي في أبشع صوره، والذي لا يقل خطورة في نظري من الإشاعات الذرية والتسربات الكيمائية، وذلك لسهولة وصول هذه السمية الناتجة عن (التمباك) إلى المواطن، بداية من الغبار وهو السمة المميزة لعاصمتنا الحضارية ، فسهولة انتقال الغبار واستنشاقه أمر يحدث يومياً لسكان العاصمة (المغبرة) والجميع لا يعرف خطورة هذا الغبار المشبع بالسرطان القاتل لهذه المادة السامة وغيرها من المواد الأخرى. هذا المواطن البريء غير (المتمبك) والمقصود به الشخص غير (السافي) معقولة نصف الشعب السوداني (سافي) كما تقول الإحصائية أو قريب من هذا الرقم؟. إن صح ذلك فإن ما يصيب البيئة التي هي مثقلة أصلا بالكثير من مصادر التلوث كبير جداً. فحقيقة، موضوع البيئة من المواضيع التي دائما ما تؤرقني لاهتمامي الكبير بالبيئة التي لا تجد عندنا الكثير من الاهتمام سواء من الدولة أم المواطن، والتي نرى نتيجتها يومياً ابتداء من سخانة الطقس مروراً بالغبار والرياح وغيرها . كنت حضوراً لمؤتمر أقامته جامعة السودان للعلوم والتكنلوجيا عن البيئة ، وأنها في خطر محدق بفعل العوامل الكثيرة والتلوث الذي يصيبها بفعل الإنسان، وحقيقة لم ألتفت إلى أن التمباك هو ملوث أساس للبيئة خصوصا في العاصمة المكتظة بالسكان إلا بعد كشف البروفسور محمد عبد الله الريح وهو واحد من قلائل في السودان، وجه كل فكره ومجهوده لحماية البيئة، ودائما ما أتذكر مقولته التي يذيِّل بها عموده (دلِّل على وعيك البيئي... لا تشترِ أو تُهدِ أو تلبسْ مركوباً مصنوعاً من جلد النمر أو الأصلة) الذي قال: إن التمباك الذي يبصق في شوارع العاصمة يصل إلى (18) ألف طن خلال الشهور الماضية بحسابات بسيطة ابتداء من (السفة) الواحدة التي يصل وزنها إلى جرام، ومعدل (السف) لليوم الواحد، ووزن كل كيس من التمباك. أطرف تعليق قاله البروف: إذا لم نترك التمباك ولم يردعنا أنه سبب أساسي للسرطان فلنقنن استعماله، لماذا لا يكون على شكل (التي باك) مثل شاي لبتون وغيره حتى نستطيع أن نضعه في القمامة ويسهل التخلص منه؟. اقتراح موجه للولاية، وإذا تبنته فلا ننسى براءة الاختراع وهي من نصيب البروف . وزارة الصحة في آخر إحصائياتها قالت: إن عدد المصابين بالسرطان وصل إلى (90) ألف حالة إصابة سنويا 60% منها بسبب التبغ، وهذا يجعلنا ندق ناقوس الخطر. وكما هو معروف فإن التدخين السلبي واحد من مسببات السرطان. ويجهل الكثيرون أن السعوط يمكن أن يكون تأثيره كذلك بطريقة غير مباشرة من استنشاقة بواسطة الغبار أو مياه الشرب إذا وصل إليها أو غيرها من الوسائل وبالتالي إصابتك بالسرطان وأنت لا تقرب (التمباك). عزيزي المواطن المتعاطي للتمباك، لا تكن سبباً في إصابة نفسك بهذا المرض القاتل وإصابة غيرك وإصابة البيئة بالضرر. اترك هذا السعوط يرحمك الله. السوداني