سونا/ قال الأستاذ عثمان محمد يوسف كبر والي ولاية شمال دارفور إن معركة استرداد مدينة أبو كرشولا من أيدي فلول الجبهة الثورية أعادت إلى الأذهان ملاحم القوات المسلحة السودانية التي ظلت تقاتل منذ نحو 58 عاما دون أن يصيبها الوهن أو تفتر لها همة. وحيا كبر لدى مخاطبته التظاهرة الشعبية الحاشدة التي نظمتها محلية الفاشر مجاهدات القوات المسلحة والأجهزة النظامية الأخرى وكتائب الدفاع الشعبي وفصائل المجاهدين وقطاعات المرأة والطلاب. وأكد كبر قدرة الدولة على حسم أي تفلتات للمتمردين في أي منطقة من مناطق السودان المختلفة ، وقال " لقد جاء النصر في أبو كرشولا ليرد على التخرصات التي أشارت إلى أن سقوط الحكومة قد بدأ وان انهزام الجيش سيستمر وان زحف المتمردين سيصل إلى أم درمان". وأضاف " ليعلم الكل أن زمن انتصار التمرد على الدولة قد ولى وإلى الأبد ، ولن يستطع متمرد أو فصيل مسلح أن ينال شبرا من أرض السودان". وقال كبر " وكما وجه الرئيس البشير بالأمس فإنه لا تفاوض بعد اليوم مع أي عميل أو خائن ، ولكن هذا لا يعني أن الحكومة لا ترغب في السلام وتريد الحرب ، إن الشواهد التي قدمتها الحكومة من قبل تؤكد أنها جنحت للسلام وسعت له في كل المنابر ، بل أنها ارتضت أن ينفصل جنوب السودان مهرا للسلام".وتابع قائلا " وفي دارفور ذهبت الحكومة إلى كل المنابر ابتداءً من أبشى إلى أبوجا وليبيا وأديس أبابا وانتهاءً بالدوحة ، تفاوضت الحكومة مع كل الحركات المسلحة وأقنعت الكثيرين منهم بالانحياز لخيار السلام ، وما تزال دعوتنا قائمة ولاسيما لجبريل إبراهيم من (العدل والمساواة) ومني أركو مناوي وعبد الواحد محمد نور من حركة تالحرير بأن عودوا لأهلكم وضعوا البندقية". ورأى كبر أن لا منتصر في الحرب ، ولا كاسب من ورائها ، وقال " إن الحرب هي الدمار ، وليس من عاقل من ينقل الحريق إلى داره ومن يرتضي لأهله أن يكونوا إما قتلى أو جرحى أو أسرى أو مشردين". ووجه كبر لجنة الاستنفار بالولاية لمواصلة عملها وتعبئة كل شرائح المجتمع ، وأطلق شعار " أبو كرشولا حرة والنفرة مستمرة" ، وقال إن تلاحم الشعب مع القوات المسلحة كان له ابلغ الأثر في استعادة مدينة أبو كرشولا ، مؤكدا أن ولاية شمال دارفور لن تتأخر عن مواصلة دعمها للمجهود الحربي حتى تتحرر كل شبر من دنس المتمردين. ومن جانبه عبر قائد الفرقة السادسة مشاه بقيادة المنطقة الغربية عن اعتزاز القوات المسلحة وفخرها بالالتفاف الجماهيري حولها ، وقال " إن جيشا يجد مثل هذا السند والعضد الشعبي لن يهزم ولن تنكسر شوكته ولن تلين عزيمته". وأشاد بمواقف جماهير ولاية شمال دارفور وقيادتها السياسية والتنفيذية ، وقال " هذه المواقف ليست غريبة على أهل شمال دارفور الذين تولوا في زمن ما كسوة الكعبة ، إننا نشكر لجماهير شمال دارفور وقفتهم القوية ومساندتهم القوية للقوات المسلحة ، ونعاهدكم على أن نكون كما عهدتمونا حماة للوطن وحراسا لأمنه واستقراره". وحيا ممثلو المجلس التشريعي لولاية شمال دارفور والأحزاب السياسية ورابطة المرأة العاملة واتحاد المرأة وقطاع الطلاب والدفاع الشعبي مجاهدات القوات المسلحة ومواقفها البطولية وعبروا عن فرحتهم باسترداد مدينة أبو كرشولا من أيدي المتمردين. وسيرت القطاعات المشاركة في التظاهرة مسيرة من وسط المدينة إلى ميدان الجيش أمام مقر قيادة الفرقة السادسة مشاه وهي تهتف بحياة القوات المسلحة وتردد شعارات منها "جيش واحد شعب وواحد". وشاركت في الحشد الجماهيري وحدات رمزية من الشعب والأسلحة من قيادة المنطقة العسكرية الغربية إظهارا للقوة وتعبيرا عن استعداد الجيش للدفاع عن كل شبر من أرض الوطن.