في التنك 19 الجزيرة (شلّعوها) بشرى الفاضل [email protected] يدور حديث هذه الأيام عن المبيدات والبذور الفاسدة التي يتم تزويد المزارعين بها في الجزيرة ، ومختلف المناطق الزراعية في السودان. دعونا نلقي نظرة على مشروع الجزيرة شيخ المشاريع الزراعية في السودان. خلال أربعين عاماً منذ عهد انقلاب مايو شهد مشروع الجزيرة تدهوراً في كل مرافقه .وعلى الرغم من أن كلمة مشروع كلمة قديمة أطلقها الإنجليز على هذه الرقعة الزراعية الكبيرة بين النيلين الأزرق والأبيض وكان يجب التخلي عنها بعد إنجاز المشروع إلا أنه فيما يبدو وخلال ثمانين عاماً هي عمر الزراعة الحديثة في الجزيرة لا زالت هذه الكلمة تلازمها لأن المشروع خلال عهود الحكم الوطني بدأ في التدهور ولذا لا زال مشروعاً والكلام عن تدهوره وعدم استكماله ظل كذلك مشروعاً. بشهادة العاملين في مشروع الجزيرة من محافظين سابقين وزراعيين ومزارعين وأبناء مزارعين يمكننا أن نقول إن أكبر خراب شهدته الجزيرة كان في عهد الإنقاذ: مكاتب التفاتيش في الغيط (شلعوها), وسرايات المفتشين وبيوت مهندسي الري في القناطر أصبحت خراباً وتضرر نظام الري الحديث .الترع أصبحت توصل المياه للحقول بالقطّارة واحياناً يتم الاستعانة فيها بالطلمبات وهو ما يلغي فكرة الري الإنسيابي قليلة التكلفة.أصبح المزارعون بحاجة إلى (دريب) هو الطلمبات ينصبونها فوق ظهر الترع لري حقولهم.يتعجب المزارعون من الحال الذي وصل إليه مشروعهم.السكة حديد التي كانت قضبانها كالشرايين في جسد الجزيرة فككوها والغيت وهي كانت ارخص وسيلة نقل حيث كانت تلك القطارات الصغيرة الرشيقة تنقل المحاصيل والتقاوي والسماد من الحواشات وإليها. (الجزيرة انتهت) هكذا قال لي أحد المختصين الزراعيين وكان يشغلون منصباً تنفيذياً في المشروع قبل فصله.(انتهت ولم يبق للمزارعين إلا حمل السلاح والدخول في الغابات).هو يمزح طبعاً فالمزارعون مسالمون وحتى غابات الجزيرة إن رغبوا في الدخول فيها فقد تمت إبادتها عن آخرها . وكانت بالجزيرة مساحات ومساحات من غابات البان الخضراء التي تزيد المشروع رونقا وبهاء. الجزيرة (شلعوها).وأكبر من قام بذلك هو الحكومة الحالية فلا إنقاذ للجزيرة ولا يحزنون . والجزيرة مستعدة في حيرتها الكبيرة هذه أن تضرب الإنقاذ في التنك. صحيفة الخرطوم عدد الأربعاء 20 ابريل 2011 .