د. احمد خير [email protected] شاءت الصدفة فقط أن أستمع لخطاب رئيس المؤتمر الوطنى فى السودان وهو يخاطب جماهير المجلد حيث قال وهو يرقص أو يتراقص: إذا حكومة الجنوب ضمنت أبيى فى دستورها فعليها أن تتوقع الحرب ، ونحن جاهزين بالبندقية والرشاش ! . لنترك الحكم للجماهير ! هل هذا عسكرى ذاق طعم الحروب ؟! فى العادة أن الجندى الذى خاض حربا من قبل يعلم جيدا ويلات الحروب ، فمابال هذا الذى يرقص منتشيا وهو يتحدث عن الحرب؟! بقليل من التمعن فيما يقوم به رئيس المؤتمر من رقصات توصلت إلى أن تلك الحركات ليست من الرقص فى شئ ولكنها حركات يقوم بها الشخص الذى يتملكه الخوف ليعطى إنطباعا للآخرين بأنه شحص عادى لايهاب العواصف والحقيقة هى أنه فى داخله ترتعد فرائصه ! إذا أردنا أن نتحقق من ذلك وهذا تحدى لرئيس المؤتمر أن يلقى خطابا ، مجرد خطاب وفى أى شأن وهو ثابت، عندها سيلاحظ الجميع كيف أنه يرتعش من قمة رأسه إلى أخمص قدميه . وسيكون الموقف جليا أكثر إذا ما أمسك بورقة بين يديه ليقرأ منها بدلا عن العصا التى يقبض عليها ليخفى رعشة الخوف . هذا تحدى للسيد رئيس المؤتمر الوطنى وكما هو يتحدى حكومة الجنوب التى بالطبع لن تعطى بالا لمايقوله وستمضى فى شأن أبيى والحشاش يملأ شبكته . من العجيب أنه فى ذات الوقت الذى كان يهرف فيه رئيس البلاد ، كان السيد الحلو المرشح لمنصب والى جنوب كردفان يدلى بحديث عقلانى راشد ساردا ماسيحققة لولاية جنوب كردفان فى حال فوزه فى الإنتخابات ! عندها تمنيت أن كان السيد الحلو هو فى منصب رئيس الجمهورية وليس مجرد والى لولاية . كما تقول المقولة أو كما قال السيد الرئيس الأسبق الفريق إبراهيم عبود (1958 – 1964 ) إحكموا علينا بأعمالنا فالنترك الحكم إذن للجماهير لتحكم على رئيس المؤتمر الوطنى بأقواله التى لاتتعدى أن تكون مجرد تهديديات ! نعم تهديدات فماعاد جنوب السودان هو ذاك القديم الذى كانت تقود فيه الحرب قوات تمرد . فالجنوب اليوم هو دولة إعترف بها البشير أم لم يعترف ولا أعتقد عدم إعترافه بالدولة الوليدة سبنقصها أو يزيدها شيئا . بالعكس ان محاولة إعاقة قيام الدولة الوليدة سيجلب له شخصيامتاعب لاحصر لها وفى مقدمتها مطالبة الدول الكبرى راعية إتفاق نيفاشا بمثوله أمام المحكمة الدولية ، وهذا هو الأمر الذى يخشاه هو وحزبه ويبقى الكلام "دخل الحوش \" وأى حوش ! هذا الذى ظل يفر منه طوال الأعوام الماضية لدرجة أنه بات يتحاشى السفر إلى دول بعينها ويتحسس طريقه تخوفا من القبض عليه ! وطبعا ماشفنا الرجالة دى ، ولا سمعنا أنه \" دق صدره وقال أنا بسافر والحاى الله والكاتل الله \" الرجالة دى مابتظهر إلا عند مخاطبة الغبش \" أسد علىّ وفى الحروب نعامة \" ! رئيس يهرف \" نحنا مابنخاف \" \" نحن ناس الحارة \" أها الحارة دى ماراجياك ودربه عديل ماتمشى ليها ! أم أنه مجرد كلام ؟! لنطمئن السيد رئيس المؤتمر بأنه قد صدرت عدة تصريحات صباح اليوم ومن دول لها إعتبارها فى الساحة الدولية بشأن عدم توقيع بعض الدول على إتفاق روما مما لايلزم تلك الدول بالتعاون مع المحكمة الدولية ، فكان الرد حاسما \" أن التوقيع أو عدم التوقيع لايعفى الدول من التعاون بشأن المحكمة الدوليه ، وأن من لايتعاون هناك الحظر وهناك المقاطعة وأساليب أخرى \" يعنى بالمعنى الواضح والصريح أن الحلقات ضاقت على السيد الرئيس، ثم ستأتيه الإنتفاضة بعد قليل وعليه ن يرتب نفسه ويكبح المتشددين فى حزبه حيث ان أى تصريح وليس الفعل فقط سيعتبر إدانة فى حق من ينطق أو يقوم به وبالتالى سيكون دليل إدانة للرئيس شخصيا حيث انه من المفترض أن يكون هو المتحكم فى زمام أمور زمرته . وبعدين مافى كلام إسمه \" والله الكلام ده كان مجرد تخوييف ساكت \" \" والرقيص ده كان تعبير ساكت \" هناك بالطبع من يرصد سكنات وحركات النظام ومابات الأمر كما كان قبل ثورة الياسمين فى تونس والتحرير فى مصر ! وليلقى بنظرة ويعيد الكرة إلى مايحدث فى اليمن وسوريا وعن قريب فى البحرين بالرغم من تدخل السعودية أو دول الخليخ فى الشأن الداخلى لدولة البحرين بحجة المعاهدات المشتركة ، التى لم نجد لها مثيلا عندما ضربت إسرائيل أو تدخلت أمريكا فى المنطقة . كل مانود أن نخلص إليه هو أن يعترف الرئيس بأنه لم يذهب إلى طاولة المفاوضات مع جون قرنق دى مابيور إلا بعد أن لحقت به الهزائم تلو الأخرى وأن يعترف بأن الر احل قرنق كان قد أتى إليه فى أرض الشمال وإستقبلته الملايين إستقبال الفاتحين ! ولايعتقد أحد أن بموته الغامض ستطوى صفحة نضاله الذى تكلل بإتفاق تحصل من خلاله على كل متطلباته ! أما كيف سقطت طائرته الرئاسية ، ولماذا ، ومن المسئول فكلها أسئلة قائمة وسيأتى زمنها طال الزمن أو قصر . فكان على الرئيس ألا يصرح بالأمس إلى أنه لم يهزم فى حربه مع الجنوب ، بالرغم من أن لم يسأله أحد ، ولكن لربما \" الفى بطنو حرقص ، براهو برقص !\" السيد رئيس المؤتمر الوطنى ، فى أيام الثورات هذه عليكم توخى الحذر وبلاش عنتريات . دولة جنوب السودان بعد 9 يوليو 2011 ، ستكون دولة ذات سيادة والحرب معها لن تكون نزهة ، فهل قواتكم أو مليشياتكم جاهزة لخوض حروب فى دارفور وجنوب كردفان والنيل الأزرق وشرق السودان ، وشباب الجبهة الوطنية العريضة بقيادة المناضل على محمود حسنين ، بالإضافة إلى محاربة دولة فى طور التكوين ؟! خاصة وأن الشعب عامة قد إفتقر وما عاد يملك قوت يومه ، ومضى عهد التبرع بالذهب والفضة لحرب جهادية أخرى . أم من الأفضل لكم أن تصمتوا وتعودوا أدراجكم فى هدوء إلى حوش بانقا ؟! بالطبع لا أعنى منطقة كافورى .... !!!!! مجرد سؤال !