عَبَط البكور..!! صلاح عووضة * العبط أنواع... * فهناك العبط التمثيلي مثل الذي يمارسه الممثل هنيدي بمصر استجداءً للضحك.. * وهناك العبط (الجنوني) مثل ذاك الذي اشتهر به (ظريف!!) منطقتنا بأقصى الشمال حيث كان (يجعِّر) ويجهش بالبكاء حين يُقال له :(امك ماتت) رغم أن أمه هذه (شبعت موتاً!!).. * وهناك العبط (اللّخموي) مثل ذاك الذي ظنّه في كاتب هذه السطور موظف السنترال بالقاهرة حين رآه يتخطّاه (ضارباً) الرقم (على طول) فصاح فيه :(انت يا جدع انت، انت عبيط واللاّ بتستعبط؟!).. * وهناك العبط الكروي مثل الذي صاغته هتافاً الجماهير المصرية في وجه اللاعب على خليل: (العبيط آهو).. * وهناك العبط (التطبيبي!!) مثل ذاك الذي مارسه تجاه مريضتنا (واحد سامحه الله) عجز عن العثور على الوريد فخرج ليأتي بنفر من ممرضين ب(الإشهار!!) وهو يقول لنا بفخر :(خلاص إطمئنوا، الشفوت ديل ح يجضِّموا ليكم الشغلانة تماماً).. * وهناك العبط التطريبي وهذا يكفي مثالاً له ما يحدث في ساحتنا الغنائية هذه الايام من (قنابل!!) و(دانات!!) و(صواريخ!!).. * ثم هنالك العبط السياسي.. * ولعل أخطر انواع العبط هو العبط السياسي هذا لإمكان نقل (عدواه) الى أفراد الشعب أجمعين عبر قرارات أو سياسات (عبيطة).. * أي أن يضحي شعب بلد بحاله وكأنه مجموعة من (العبطاء) بما اصيبوا به من مسِّ عبطِّ سياسي.. * ورئيس دولة (شهير!!) بأمريكا الجنوبية اعطاناً مثالاً حياً قبل ايام لما نعنيه بالعبط السياسي.. * فهو كان قد (استهلك!!!) ساعة ونصف الساعة من زمنه، وزمن شعبه، وزمن أجهزة اعلامه ليخرج بقرار يقضي ب(ترشيد استهلاك!!!) المياه عبر (ترشيد زمني) للاستحمام بواقع (ثلاث!!) دقائق للفرد.. * والآن لك أن تتخيل حال المواطنين هناك كل صباح وهم يبدون ك(العُبُط) تقيداً بقرار الدقائق الثلاث الذي خلص اليه رئيسهم بعد (إهدار!!!) ل(تسعين!!) دقيقة شرح لهم فيها مزايا الاستحمام (الخاطف).. * ثم هناك قرار البكور في بلادنا الذي كان عبطاً سياسياً لا معني له.. * قرار جعل كل طالب من طلاب مدارسنا يبدو (عبيطاً) فجر كل يوم وهو (يراوغ) كلاب الحيِّ يساراً ويميناً بغية الوصول الى (المرمي!!).. * ثم لم يكن له أية ميزة هذا القرار سوى ان جعلنا دولة (مشاترة)-زمنياً- قياساً الى التوقيت العالمي المتعارف عليه.. * وكلمة (ميزة) هنا نوردها على سبيل (التريقة).. * فبعض اصحاب القرار لدينا يبدو أنهم معجبون ب(الشتارة) السياسية من منطلق (خالف تذكر).. * معجبون بها ولايعرفون أنها محض (عبط) سياسي يجعلنا مثار تندر مثلما ان قرار (الترشيد الاستحمامي!!) صار مثار تندر الآن.. * فقرار البكور هو القرار (العبيط) رقم واحد في لائحة قراراتنا السياسية (العبيطة).. * وكعادتنا نحن السودانيين – في هذا (الزمان!!)- تعايشنا مع هذا (العبط) حتي لم نعد نحس بفارق الزمن.. * واختلط حابل (العبيط) مع نابل ال(بستعبط). اجراس الحرية