(جنسية دينكا نقوك).. ظلم التاريخ وجور الجغرافيا!! تقرير.. حسن بركية [email protected] خرجت قوانين وشروط الجنسية السودانية من إطارها الطبيعي ودخلت بقوة في سوق المزايدات السياسية، وأصبحت عرضة لتعديلات متصلة،وخاض الصغار والكبار في موضوع اسقاط الجنسية السودانية عن مواطني الجنوب وبل دعت جهات عديدة إلي نزع جنسية(السودانيين الجنوبيين) بأسرع مايمكن، وفي لجة الصراع السياسي الذي إشتعل دفع بموضوع (الجنسية) نحو شواطيء الأجندة السياسية قصيرة النظر، قامت الحكومة السودانية بإنهاء خدمة أبناء دينكا نقوك (دينكا أبيي) في المؤسسات الحكومية ومعاملتهم كجنوبيين(أجانب) رغم أن تبعية منطقة أبيي لم تحسم بعد ومازالت تتبع لرئاسة الجمهورية وتردد الحكومة آناء الليل وأطراف النهار (أبيي شمالية)وعلي مايبدو بدأت قيادات الوطني تستدرك خطل رأيها المعلن وصارت تتحدث عن إمكانية منح الجنسية لمواطني أبيي وقال أحمد ابراهيم الطاهر رئيس المجلس الوطني في تصريحات صحفية: دينكا نقوك بمنطقة أبيي لهم الحق في الحصول على الجنسية السودانية، باعتبار أن أبيي شمالية. (1) وتأبي الأجندة السياسية الاحتكام لمعيار الجغرافية كمايقول احمد ابراهيم الطاهر إذا يطالب من يلتقي معه في (الدين والثقافة) الطيب مصطفي بإستخدام معايير عرقية لغربلة سكان الدولة الشمالية المبرأة من التنوع والتعدد كما يعتقد الطيب الذي يقول بصريح العبارة(إني لأطلب من الأخ أحمد إبراهيم الطاهر أن يراعي عند طرح قضية دينكا نقوك بعد أيلولة أبيي للشمال.. أن يراعي مشكلة ضبط من ينتمون إلى تلك القبيلة حتى لا يتسلَّل عبر ذلك المنفذ كل الدينكا لكني أطلب قبل ذلك أن يُستثنى دينكا نقوك ويلحقوا بالجنوب فهم جنوبيون حتى لو كانوا من سكان أبيي وهل من جنوبيين أكثر من الدينكا؟).وهكذا تتسلل الرؤي والأفكار العدمية إلي كل القضايا التي سوف ترسم مستقبل ماتبقي من الشمال وتتأرجح جنسية دينكا نقوك بين الجغرافيا والعرق والثقافة والدين وربما تتعرض للجذب شمالا وجنوبا حسب عدد ومواقع أبار النفط و المصالح الآنية. يقول الباحث محمد علي خوجلي: ‘‘ بعض القيادات النافذة في الأحزاب السياسية وهم أصحاب القرار والذين يضعون ويعدلون القوانين لحماية مصالحهم لا مصالح الوطن. (2) وشرع المجلس الوطني في مراجعة القرار الخاطئ الخاص بنزع الجنسية السودانية من أبناء دينكا أبيي(دينكا نقوك) ونقلت بعض وسائل الاعلام أن قطاعا من أبناء دينكا نقوك بالخرطوم قد رحب بالتوجه الجديد للمجلس الوطني فيما يتعلق بجنسية دينكا أبيي وقال: زكريا أتيم القيادي بمنطقة أبيي أن القرار الأخير للمجلس الوطني يعد بمثابة خطوة في الاتجاه الصحيح ومعالجة للأخطاء السابقة. يقول الأستاذ كمال بولاد القيادي بحزب البعث مايحصل في موضوع جنسية دينكا أبيي هو ثمرة من الثمرات المرة للإنفصال وكان من المفترض أن ينظر للموضوع في إطاره القانوني والدستوري ووفق الضوابط التي تحكم موضوع الجنسية ويضيف بولاد من حق دينكا نقوك الحصول علي الجنسية السودانية وقرار اسقاط الجنسية عنهم كان قرارا خاطئا وهو بمثابة إفتعال معركة في غير معترك. (3) ومرت قضية جنسية دينكا أبيي بتطورات عديدة ومتلاحقة دفعت الحكومة السودانية إلي التراجع عن قرار إسقاط الجنسية عن دينكا نقوك وكان المجلس الوطني قد أجاز تعديلاً على قانون الجنسية السوداني يسقط بموجبه الجنسية السودانية عن الجنوبيين، وركب الكثيرون موجة اسقاط جنسية الجنوبيين ضمن برامج التعبئة السياسية المبرمجة في أروقة المؤتمر الوطني وحتي القانونيون تحدثوا بلغة السياسية وتركوا ناصية الحكمة، وقال الدكتور اسماعيل الحاج موسي في تصريحات لصحيفة الخليج الأمارتية(“هذا التعديل يعني أن الجنوبيين سيفقدون تلقائياً جنسية السودان سيفقد الجنوبي حتى لو كان في الشمال جنسيته لأنه أصبح مواطن دولة أخرى.) انتهت افادات الحاج موسي، وفي هذه الرؤية سقط المعيار الجغرافي لتعريف الجنوب لصالح المعيار العرقي الذي يحدد من هو الجنوبي وهذا رأي الطيب مصطفي و(جماعة المنبر) هو رأي يقصي دينكا نقوك بالمعيار العرقي ويتقاطع مع تصريحات قادة الوطني والمسيرية حول تبعية أبيي للشمال وإن كان بعض قادة المسيرية قد طالبوا ضمن سلسلة المراجعات الحكومية من قرار نزع الجنسية من دينكا نقوك. وتؤشر تصريحات عمر الأنصاري القيادي بقبيلة المسيرية بوضوح لإرتباك الموقف الحكومي في هذه القضية حيث قال الأنصاري في تصريحات صحفية: الرؤية باتت واضحة حول هوية أبيي الشمالية ونحن لانمانع في منح دينكا نقوك الجنسية السودانية التي تتيح لهم البقاء في المنطقة. (4) تراجع الحكومة السودانية عن قرار نزع الجنسية عن دينكا نقوك وترحيب قيادات المسيرية بالقرار لن يكون كافيا في حل الاشكالات العميقة لقضية أبيي وكان القيادي بالحركة الشعبية وأحد أبناء دينكا أبيي أدوارد لينو قد قلل من قيمة القرار الحكومي الأخير وقال لصحيفة الشرق الأوسط (أن استثناء دينكا نقوك من نزع الجنسية لا معنى له باعتبار أن استفتاء المنطقة لم يتم إجراؤه حتى الآن. وأضاف :لا نريد جنسية من حكومة مشكوك فيها وقامت بطرد سكان أبيي). يقول الدكتور علي السيد المحامي قرار نزع الجنسية من دينكا أبيي كان قرارا خاطئا والآن الحكومة تراجعت منه لأنه يفتقد لأيه سند قانوني ودينكا نقوك يحق لهم حمل الجنسية السودانية حتي يقرر إستفتاء أبيي مصير المنطقة.