العصب السابع أزمة أزمة...!! شمائل النور أحسب أن قائمة الفشل في حل الأزمات عندنا بالداخل تتشرف يوماً بعد يوم بإضافات حقيقية، فأزمة سودانير تتصدر القائمة ثم أزمة السكر الذي تزيد غلاوته كل يوم والمواطن في همومه يزيد هموماً دونما سبب منطقي، منطقي للمواطن –طبعاً- فأما الخريف وأمر التصريف فهذه أزمة متجددة سنوياً وفي كل عام نرى كيف أن الخريف يفاجئ الحكومة المتفاجئة دائماً،، وتشرفت القائمة أخيراً بأزمة المياه التي فاقت كل الأزمات فالناس عطشى والنيل أمامهم كل هذه الأزمات تُقيّد ضد مجهول في بلادي ولا يُعرف من الفاعل، ولا أحد يعلم أين يكمن الخلل وكيف العلاج،، من يدري.. قد يكون معمول لها عمل والعياذ بالله. تعجبت جداً عندما همّت هيئة مياه الخرطوم التي ادعت حينها أن بعضهم أغلق البلوفة لتتورط الهيئة مع عملائها الكرام الذين لم \"تتلوم\" معهم من قبل، تعجبت عندما أعلنت الهيئة دون مقدمات تنفيذ عدادات الدفع المقدم في توقيت تنعدم فيه الخدمة من الأساس وتعاني البلاد أزمة مياه حادة ضاربة منذ سنين معظم أحياء الخرطوم، ولولا تدخل والي الخرطوم بإيقاف تنفيذ قرار عدادات الدفع المقدم، لكانت الهيئة الآن في مواجهة أشرس من تلك التي واجهها بها المواطنون، فليس من المعقول أن تدفع مقدم نظير خدمة لا يُمكن الوصول إليها، فلتحمد الهيئة ربها الكريم على قرار ستر عورتها، تكررت تظاهرات المواطنين العطشى في شوارع الخرطوم لانقطاع دام أكثر من ثلاث ليال وهذا أمر لا يُمكن احتماله في بلد تنعم بنهر النيل.. أزمة مياه بري اتضح أن سببها أزمة سوء توزيع في حصص المياه، وتقريباً تم علاج الأزمة، انتقلت الأزمة الآن لأحياء متفرقة بالخرطوم ولم تتوقف عند ولاية الخرطوم فالأزمة عمت عدداً من ولايات السودان، وثار سكانها في تواضع رهيب يطالبون بمياه الشرب، الواضح جلياً أن هناك أزمة حقيقية في إدارة الإمداد المائي، وليس كما قال ناطق الهيئة الرسمي: إنه ليس هناك أية مشكلة فنية ولا إدارية، ما المشكلة إذن..؟؟ المعروف أنه ومنذ سنين ليست بعيدة، تعاني العاصمة الخرطوم أزمة مياه حادة ورغم ذلك تعايش المواطن معها، المياه في الغالب الأعم تأتي ليلاً كزائرة المتنبي، ويُعبئ المواطنون صهاريجهم أو براميلهم، وليس من حقهم –تقريباً- أن ينعموا بمياه دون أن يدفعوا فاتورة كهرباء \"الموتور\"،، هذا وضع لم يعد يدعو إلى التذمر رغم رداءته، لكن أن ينقطع هذا الإمداد المتواضع وعلى مرات متتالية فهذ يُنبئ بأزمة حقيقية لا بد من مواجهتها، فلن تحلنا إقالة أو استقالة مدير هيئة مياه الخرطوم، لأن أزمة المياه لا تقتصر على ولاية الخرطوم الآن أزمة المياه تعم عدداً كبيراً من ولايات السودان، إن ثار سكانها أم لم يثوروا،، فالحل أن تواجه الحكومة هذه الأزمة بجدية زائدة، فالماء قد تصبح شرارة الثورة الحقيقية. التيار