إليكم الطاهر ساتي [email protected] معا ..لحماية الطبيب السوداني من (الركل واللعن ) ..!! ** منتصف يوليو الفائت، بمحافظة سوهاج المصرية، وباحد مشافيها المسمى بدار السلام، بدأ الحدث صغيرا، ثم صار حدث وحديث كل أهل تلك المحافظة.. قصد أحد الأطباء عنبر المرضى ليؤدي واجبه تجاه مرضاه، ولكن تهجم عليه أحد المواطنين- وكان مرافقا لمريض- وأعتدى عليه بالعنفين، اللفظي والجسدي ..فضوا الإشتباك بعد أن دونوا بلاغا ضد المواطن الاحمق، ولكن لم ينته الحدث..بل تطور، حيث استقبلت وزارة الصحة أرتالا من الإستقالات فجر اليوم التالي، بلغت جملتها ( 75 استقالة)، وأصحابها هم كل زملاء الطبيب المعتدى عليه بذاك المستشفى، بمن فيهم مديره الذي قال للصحف بكل شجاعة ووضوح ( لن نعود الى المستشفى، ما لن يعود اليه الأمان).. وهكذا نال ذاك المواطن - الهمجي - سخط مجتمع سوهاج والرأي العام المصري، بجانب العقاب القانوني، ثم عاد الأمان والعمل الى مستشفى دار السلام ..!! ** ذاك ما حدث بمصر، واليك ما يحدث بالسودان..خرج الطبيب عاصم أحمد بادي - يعمل بمستشفى الشرطة المسمى بالرباط الجامعي - مساء الأربعاء الفائت، ليتناول وجبة العشاء، وعند باب المستشفى وجد الحرس يمنعون طبيبة عن الدخول، فأخبرهم بأنها طبيبة وتعمل بهذا المستشفى ويجب أن تدخل لتؤدي واجبها..فتركوا الطبيبة جانبا، وأنهالوا عليه بالضرب - بدبشك البندقية - والسب والشتم واللعن..ولك أن تعلم يا صديق بأن حرس هذا المرفق ما هم إلا بعض أفراد شرطة مناط بها حماية المواطن من كل أنواع العنف، جسديا كان أو لفظيا..ومع ذلك، عندما تجمهر الزوار والعاملين، سحبوه بعيدا عنهم وأدخلوه في مكتبهم الخاص، ثم واصلوا ( الركل والكف والشتم )، حتى جاء رئيس وحدته وأنقذه منهم..تلكؤا قليلا في إستخراج (أورنيك 9) لهذا الطبيب، وبعد تدخل رئيس وحدته سلموه الأورنيك، وأثبتت التحاليل والفحوصات آثار الإعتداء، وهمست الصحف بما حدث للطبيب عاصم..!! ** وعليه، الحدث اليوم ليس هو رد فعل زملاء عاصم، ولا رد فعل مدير عاصم، أي كما حدث بسوهاج، بل الحدث هو أن إدارة المستشفى غير راضية عن تناول الصحف لما حدث لهذا الطبيب..وهنا يتجلى فرق التفكير، بحيث هناك - بادارة مستشفى سوهاج - قناعة بأن للسلطة الرابعة والرأي العام دور في بسط الأمن بكل سوح الحياة، بما فيها سوح المشافي.. ولكن هنا - بادارة مستشفى الشرطة - لايزال الوسواس القهري تجاه الصحف والرأي العام يفرض ذاته في العقول الشمولية، ولذلك تتوجس عقولهم وتسعى الى ( دفن القضية) في رمال ( التكتم عليها)..وهذا ليس بمدهش، إذ إدارة مستشفى الشرطة جزء من الإدارة العامة للبلد، وهذه إدارة - دائما وابدا - يتوجس عقلها من ( الرأي العام ) ..!! ** المهم..فلندع مدير مستشفى الشرطة، فهو لن يأتي بفعل يشبه ما فعله مدير مستشفى دار السلام بسوهاج يوم الإعتداء على أحد العاملين معه، بحيث يقول لصحف الخرطوم ( لن نعود الى مستشفى الشرطة، ما لن يعود اليه الأمان)، لم ولن يفعل..وكذلك، فلندع زملاء عاصم بمستشفى الشرطة، فهم أهون حالا - وتضامنا - من أن يقدموا استقالة جماعية - كما فعل زملاء طبيب سوهاج - تعيد لمهنتهم كرامتها ولزميلهم مكانته ولهم هيبتهم، لم ولن يفعلوا..ولذلك، نسأل سادة اتحاد الأطباء والمجلس الطبي أسئلة من شاكلة : هل يرضيكم ما حدث لهذا الطبيب ؟.. وهل هذه هي الحادثة الأولى، أم أن الإعتداء على الأطباء - من قبل حرس المشافى والمرافقين للمرضى - صار بمثابة ( حدث عادي) ؟..ثم ما موقف صحفنا التي تثور وتملأ الأرض ضجيجا حين يرتكب طبيبا أي خطأ طبي ؟، أي لماذا لا يكون غضب الصحف في موقف كهذا، موزايا لغضبها على الأخطاء الطبية؟، أم أن قدر الطبيب السوداني هو أن يكون دائما ( المعتدى عليه)، مخطئا كان أو مصيبا ؟..تلك أسئلتنا، والإجابة هي : تضامنوا مع الطبيب عاصم بأقلامكم أيها الزملاء الأفاضل ..فالتضامن مع قضيته بمثابة ( إعادة الأمان الى مشافي البلاد)، رغم أنف هواة ( باركوها ياجماعة) وعشاق منطق ( نحن ما عاوزين الجرائد تكتب في الموضوع ده) ..فالعبث بحقوق الناس - واضطهادهم - لا ينمو و لا يتكاثر إلا في ( المناخ المظلم ) ..!! ................ نقلا عن السوداني