الصادق المهدي الشريف [email protected] عطفاً على وضع ديباجات الأسعار في قوارير الدواء.. طالبت جمعية حماية المستهلك بوضع ديباجات أسعار على جميع السلع الإستهلاكية.. ولو تحقق هذا.. فسوف يصبح الدكتور ياسر ميرغني رئيس جمعية حماية المستهلك.. هو (رالف نادر) السوداني. ورالف نادر هو أمريكي من أصل لبناني.. تمّ تصنيفه على أنّه واحد من أكثر مائة شخص أثرأً في الولاياتالمتحدةالأمريكية.. ماتوا جميعاً.. وتبقى نادر ومعه إثنان آخران. تخصص رالف في شنّ الهجمات (القانونية) و(الإعلامية) على الحكومة الأمريكية والشركات.. وكان يرى أنّ الشركات تحصل على إمتيازات حكومية تصبح في آخر الأمر خصماً على حرية المواطن وحقوقه الأساسية. وأصبح نادراً في وقتٍ وجيزٍ بعبعاً لكل النظام الرأسمالي الأمريكي.. تخشى الشركات أن يلتفت إليها.. بعد أن أصبحت سمعتهُ وحُجِّيتهُ القانونية تفوقان الإعلام الرأسمالي المضاد.. بعد ان أصبح صديقاً توعوياً للمستهلك الأمريكي. مشكلة هذه البلاد أنّ ايِّ حزب حاكم يشعر ب(الملكية) للوطن والمواطنين.. يريدها خاضعةً له لا خادماً لها.. فيضع السياسيات لكي يتمّ تطبيقها عليهم.. فلا يخضع لها الحاكم وزمرته.. وتوضع القوانين لا ليتساوى الناس أمامها.. بل لتطبَّق على المساكين ال(ما عندهم ضهر).. وينجو منها أصحاب (المصارين البيض = والتحية للدكتور الطيب زين العابدين).. ولو أردنا الأمثلة فهي على قفا من يشيل. لهذا حينما تظهر منظمة مجتمع مدني مثل جمعية حماية المستهلك.. فإنّ تقاتل في أكثر من جبهة.. تقاتل الدبابات والراجمات الحكومية بسيوف الخشب الشعبية. واللمحة الأولى لمثل هذه الجهود أنّها هباء.. والتقييم السريع لها بأنّها مواجهات خاسرة.. لكنّها ليست كذلك.. فالمثل الشعبي الذي يرفع حتى معنويات المتشائمين.. ولا نملُّ من تكراره هو (جبل الكحل هَدَّنُوا المراويد).. ومفردات المثل مفهومة.. لا تحتاج الى تفسير.. بل تحتاج الى يقين. والدليل على هذا هو الحملة الأخيرة التي قادتها جمعية حماية المستهلك لمقاطعة اللحوم بشعارها الرنان (الغالي متروك).. فالحملة بدات شعبية.. ولمّا خافت الحكومة وشك الفوت عنها.. بادرت ولاية الخرطوم بالدخول الى ساحات الحملة. صحيح أنّها لم تفرض اسعاراً محددة لبيع اللحوم.. ولا ينبغي لها.. لانّها تتبع السياسة الإقتصادية العامّة للدولة.. في التحرير والتحرر.. لكنّها قامت بجهد المقل.. في إفتتاح أماكن للبيع المخفَّض.. واتبعت سياسات تخفيض الرسوم (بصورة رمزية).. وإستيراد سلع أساسية وتحويلية.. كان لها الأثر في نجاح الحملة. بل وأنّ الرئيس البشير ساند الحملة من بعيد.. وتمنى عبر تصريحٍ صحفي إستمرارها.. وهو جهد المقل ايضاً.. فهو رئيس البلاد الذي بصلاحيات منصبه قادرٌ على تغيير مجرى السياسة الإقتصادية. ونعود لبداية الحديث بأنّ جهود حماية المستهلك (لا) يجب أن تتوقف أو تنتكس.. فالمواطنون أكثرهم ينظرون إليها بعين الرضا. والباب مفتوح أمام الجمعية.. وياسر رالف.. ليصبح بعباً يُخيف التجار.. والشركات.. عبر الطرق القانونية والشعبية. التيار