طارق عبدالرحيم قولي [email protected] أكتب من وجع أصابني في وطن يعلو فوقه دخان الحروب .. و سنابل الدخن أحرقها الذاهبون إلى الحرب يحملون على أكتافهم البنادق ..و نُذُر الحرب تتسلق أكتاف المعدمين الذين لا يمتلكون قوت يومهم فيقتاتون الرصاص و النار التي تلتهم الوطن في الأطراف بينما المُنعمون في الوطن الذين يتكؤون على أرائك السلطة يمتطون فارهات السيارات و يقتنون قصور و حور من الأنس يضعن على خدودهن أطيب ما أنتج من بتلات الورد في معامل باريس .. و أمهات الوطن في مناطق الصراع تبدوا ملامحهن أكثر خشونة و غبار الحرب غطى مسامات و جوههم .. و في ذات مدينة العطر و برج الحديد باريس يتجول من يسمون أنفسهم مناظلين من أجل الحقوق يسكنون في أفخم الفنادق و يرتدون بدلات و ربطات عنق تكفي لسد فجوة جوع أسرة صغير لمدة شهر في دارفور .. و يطلقون عليهم مناضلون .. أي نضال هذا الذي عندما يجلسون على طاولات الحوار يكون جُل نضالهم إقتسام السلطة و الثروة و لا يلقون بالاً لإمرأة في أطراف دارفور تخرج مسيرة يوم كامل لجلب (جركانة ماء) تحملها على رأسها .. الحكومة لا حكمة لها، فكلها لمعت شرارة نجدها تحاول إطفائها بصب الزيت فوقها لتزداد إشتعالاً و لا يهمها أن تلتهم الحرب ما تبقى من وطن و مواطن طالما أن حلمهم القديم يراودهم بالحور العين ، ولا معين للوطن و المواطن الحرب متاهة الكل فيها ضائع و خاسر إلا من وضع السلاح و أخذ يبحث عن السلام .. و لا برئ في الحرب سوى الذين لم تمس سبابتهم زناد البنادق .. كتبت قبل فترة عن تداعيات المعركة التي دارت في هجليج .. و عن كرهي لرموز العنصرية و الكراهية في الشمال وفي الجنوب مما جعل البعض يتهمني بالإنحياز للنظام و آخرون إتهمني بأنني معارض .. ولكنهم لم يعلموا (أي البعض) أن النظرة من خلال أجندة الأحزاب هي أضيق من ثُقب إبرة و أنني لا أؤمن بها .. و أن أحزاب بلادي من أقصى اليمين إلى أقصى اليسار بكل أجندتها لا تعني لي شيئ و أنني لست معني بها ولا بتفاهاتها .. ليتوهم من يتوهم و سوف أكتب ما اؤمن به فقط و ان كان عكس هوى البعض ... لو أحسست أن قلمي يكتب ما يمليه عليه السلطان أو أي كائن كان .. حينها سوف ألقي بقلمي في غياهب الجب أو في أقرب سلة للنفايات و أمضي بلا حرف .. بيميني قلمي أتوكأ به على ما أؤمن و أهش به أفكاري و ليس لي فيه مآرب أُخرى ..