[email protected] بديهيات سودانية : البنى ادم السودانى البسيط، فى الاتجاهات الاربعة ،داخليا كان او خارجيا القت الظروف الاقتصادية، وقبلها السياسية ،يظلالها على حياته... فغيرت توجهاته، ولخبطت احاسيسه وبعثرت كيانه ... وتاهت فى زحمة المرارات احلامه.... ورغم حجم المعاناة الممتدة بامتداد المعنى كان ومايزال الصبر منه سجية.... يلتقيك ببشاشتة واريحيته وكرم اخلاقه وتودده وشهامتة ... تلك شيمته وذاك طبعه الغالب... رغم ما يواجه الانسان السودانى من غبن وتردى فى الحالة المعيشية وقصور تام فى الاوضاع الصحية وانعدام مستمر فى الاحساس بالاستقرار لكن يظل دائما ذاك الهاش الباش ....الذى يحاول ان يظهر تماسكه، واتزانه رغم انه اصبح قاب قوسين او ادنى للسقوط ... همسات كلامية: ان المحبة بيننا كشعب له مصير واحد، مكسب عظيم يجب ان يكبر ويمتد ذاك الشعور بيننا، للاجيال القادمة فرغم السموم التى تبث لكى تفرق الفتنا وتفتت وحدتنا الى كيانات متشرزمة لكن الحمد لله لايزال حبل الود والمحبة موصول ... يحكى لى صديق من الصومال جبر الله كسرهم... انه جلس فى احدى المطاعم فى دولة خليجية ومعه اخ له يتناول وجبة من الوجبات .. فاذا بالسودانى يدفع قيمة الوجبة لانه ظن فقط ان الصومالى سودانى ... سافرت يرافقنى بروفسور مصرى، الى قضاء العمرة ونحن فى الطريق، توقفنا لتناول العشاء وكعادتنا البسيطة، وبدون تكلف دفعت قيمة العشاء ... وفبل ان نستأنف الرحلة قال لى الاخ المصرى وهو يسالنى كم قيمة العشاء فقلت له امازحه خلاص ياابن النيل الحالة واحدة ، انا دفعتا الفلوس... فاذا به يقول ... لا مش ممكن .. فلما الح اخبرته عن قيمة العشاء بكذا.. فاخرج نصف المبلغ تماما من محفظته وهو يقول .. مش ممكن دا انا حا ازعل اوى لو ما اخدتها دا حرام تدفع الفاتورة لحالك دا احنا اخوات..... قد يعلق احدهم فيقول نحن شعب ما بنعرف نلم القرش مثلهم وهذه حقيقة ... لكن تجد السودانى مثلا يرسل لولدية لاقاربه لان السودانى رغم ظروفه لا يعيش لنفسه ... الا نادرا ولكل قاعدة شواذ يسعد السودانى كثبرا بان يخدم ابناء بلده خاصة فى الغربة فكثير من المواقف الصعبة لم اجد مثل السودانى شهامة ونكرانا للذات فى حلها.... نحن بالتاكيد شعب جميل اصيل يمتلك فى جوهره معدن غير متوفر اطلاقا فى زمن الانانية وحب الذات... ولكننا نحتاج الى ترتيب فى الاولويات، وتنظيم منطقى لاهدافنا الحياتية الحاضرة والمستقبلية. خاتمة:- نتمنى ان يعرف الاستفرار طريقه الى قلب الانسان السودانى حتى ينعم باخلاقه السمحة الاصيلة ويمارس عاداته الجميلة خالية من شوائب الظلم والاستهتار بكيانه الغالى الذى يستحق ان لا يهمل ... ولا ينسى...ولا يهدر..... فلكم التحية والمحبة والسلام