د. عبداللطيف محمد سعيد [email protected] عصر يوم الاثنين والساعة تجاوزت الرابعة بحوالي عشرين دقيقة وموقف التاكسي التعاوني بالمحطة الوسطى امدرمان مكتظ بالناس بحثاً عن وسيلة مواصلات تقلهم الى منازلهم... وصحيفة الجريدة بصفحتها الاولى وتحت عنوان (ازمة مواصلات الخرطوم والحلول المنبتة) كتبت تقول: بجانب مساعدة اصحاب المركبات الهاربين من حملات وغرامات المرور... وصحف اخرى وفي صفحاتها الاولى تتحدث عن ازمة المواصلات... وكل يعرف ذلك... ودرجة الحرارة ترتفع... بعد جهد وجدت مقعداً في تاكسي تعاوني... خرج التاكسي التعاوني من موقف المحطة الوسطى... تخيلوا ماذا حدث؟ اوقفه رجل المرور! ونزل السائق من العربة وذهب الى حيث يقف ضابط المرور... الساعة الرابعة والثلث تقريباً وبعد انتظار في موقف المواصلات والحرارة العالية التي نعاني منها داخل التاكسي التعاوني الذي يفقد الى مقومات السلامة التي يجب ان تتوفر في المركبات العامة... اوقف رجل المرور العربة... قال انه يطبق القانون! أي قانون هذه يا مدير شرطة المرور الذي يوقف مركبة عامة بعد خروجها من الموقف مباشرة؟ قلت لرجل المرور ان الرحمة فوق القانون ولكنه لم يكترث لقولي! نسأل مدير شرطة المرور هل كان الاجدى ان يوقف هذا الشرطي العربة بمجرد خروجها من الموقف ام التحرك الى داخل الموقف وتحريك العربات التي تقف داخله ربما هروباً وخوفاً من الغرامات؟ هل كل هم شرطة المرور الجباية وفي أي وقت وتحت أي ظروف؟ اننا نقول للطلبة في سنة اولى جامعة عندما ندرس مادة العلاقات العامة انه عند حدوث ازمة يجب ايقاف الحملات أياً كان نوعها... فلماذا لا نقول لشرطة المرور التي تقول انها تنفذ القانون ان هذا وقت ازمة وان السائق لا أظنه ارتكب خطأ يهدد حياة الركاب لانه لو فعل ذلك وسمحت له شرطة المرور ان يواصل سيره ونحن داخل العربة فان ذلك جريمة خاصة اذا حدث أي حادث بعد السماح للعربة بمواصلة السير اما اذا كان الامر مجرد ممارسة جباية الرسوم التي تعبنا من الكتابة عنها ولم نجد من يسمع او يقرأ ما نكتب بل تواصل شرطة المرور جبايتها وتصر على ذلك بدون مراعاة لحقوق الانسان او ما تسببه للراكب المسكين... نعيد السؤال لمدير شرطة المرور ولوزير الداخلية ولمدير عام الشرطة هل يحدث في دول في العالم ان يوقف شرطي المرور المركبة العامة، وهي بمواصفات غير مواصفات التاكسي التعاوني، عند الرابعة عصراً في بلد ترتفع فيه درجة الحرارة وتنادي سيارات بمكبرات الصوت تناشد المواطنين بالتطعيم ضد السحائي، وبعد خروج المركبة العامة من موقف المواصلات مباشرة؟ هل الاهم الجباية ام راحة المواطن؟ هل كان الاجدى ان يتحرك هذا الفريق بقيادة الضابط الى داخل الموقف وان يأمر المركبات الواقفة بترحيل المواطنين ام جباية رسوم المخالفات؟ اننا نناشد المجلس التشريعي والأخ والي الخرطوم بالتدخل لحسم هذا الامر فقد شاهدت احتجاج الركاب داخل التاكسي التعاوني لتصرف رجل المرور، خاصة وهم قد عانوا من الانتظار، واقول ان النار من مستصغر الشرر! فهل فهم قصدي؟ والله من وراء القصد