حاطب ليل - طماطم تطمن د.عبد اللطيف البوني عندما يوصف الشئ بانه (ذى البطيخ) فهذا يشير الى وفرته وسهولة الحصول عليه فالبطيخ لاتحتاج زراعته الى كثير جهد ومدخلات انتاجه رخيصة جدا والاهم ان فترة نموه اقل من شهرين وقديما كان (يقوم بروس) دون ان يزرعه او يرعاه احد ولكن بمرور الزمن اصبح البطيخ سلعة استفزازية فقد دخلته يد الصنعة وتقلصت مساحته التي كان (يقوم فيها بروس) لانه اعتبر من الطفليات يحش مع الحشائش . في الاسابيع الماضية لابد ان سكان الجزيرة وسكان العاصمة بدرجة اقل قد لاحظوا وفرة البطيخ وتدني اسعاره وجودة نوعه فاصبح في متناول يد الفقراء وملحق بالبطيخ العجور والدردقو (التبش) فهما الاخيران اصبحا برماد القروش الان بدأت طماطم الجزيرة في غزو الاسواق وبدأ سعرها في التدني وبدأت تصبح في متناول الفقراء وبدأت تفيض من اسواق الجزيرة وحملتها البكاسي والدفارات الي العاصمة رغم الايصالات الملونة وصفافير الطريق فهذه الجبايات سوف ترفع قيمتها ومع ذلك وصلت الى اسواق العاصمة رخيصة نسبيا فالكثرة غلبت ظلم الحكومة وفوضتها الجبائية . الطماطم اعقبت البطيخ في الشوارع ومعلوم ان الطماطم سوف تخفض اسعار اللحمة لا بل تشجع على تركها نهائيا فهي (ملاح الفقراء) ويمكن الاكتفاء بها مع شوية دكوة وبمناسبة الدكوة فان الفول السوداني المزروع في الجزيرة سوف يصبح بعد ايام مثل (هوبلي) الطماطم وهاك يادكوة . (حيا الله ذكرى صديقنا العزيز الدكتور زهير السراج رد الله غيبته وغربته فقد كان من اعداء الدكوة العشوائية ولكن زهير وبمساعدة الجهات المختصة يمكن ان يطرح لنا دكوة صحية) اذن ياجماعة الخير انها الجزيرة ارض المحنة لانها تحن على الفقراء (بعد اذن استاذنا فضل الله محمد) لانها ادخلت البهجة على بيوت الفقراء بالبطيخ والعجور والتبش والطماطم ويمكنها ان تنتج مائة نوع اخر من الخضروات الغذائية لكن خلونا في المذكورة هذه ويمكن للجزيرة وفي ربع مساحتها القابلة للزراعة وهي مائتي الف فدان ان تنتج من هذه الفيتمينات ما يكفي كل السودان ويفيض وعلى طول العام وبتكلفة اقل بكثير مما تنتجه من قطن وغيره. بحسبة بسيطة فدان القطن الذي ينتج خمسة قناطير في المتوسط او حتى عشرة باوهام المحور وراثيا هذا الفدان يحتاج لماء لمدة ثمانية اشهر ومدخلات مستوردة وسوق مضمون وتصنيع قبل التصدير وشركة اقطان وتجار مدخلات غير حرامية بينما ذات الفدان يمكن ان يزرع بطيخ وطماطم وعجور وفول سوداني وبالتعاقب في موسم واحد فهذا الحديث نسوقه للمهتمين بمحاربة الفقر على رأسهم بنت الجزيرة وزيرة الضمان الاجتماعي والى والي الجزيرة والى وزير الزراعة والى وزير المالية ولكل متخذي القرار في السودان فتمويل بسيط اقل من التمويل الاصغر ودورة زراعية جديدة بقرار من مجلس الادارة في سطر واحد واعفاء مدخلات الخضروات من الجمارك والاهم حرية الاسواق بايقاف صفافير الطريق والجبايات الظالمة يمكن لربع مساحة الجزيرة ان تشتعل فولا وطماطم وعجورا وتبشا وجرجيرا وتمني تكفي السودان وتصدر وتحارب الفقر بدءا بفقر الجزيرة ثم تساعد كافة فقراء السودان, تغذي الخزينة العامة وتشغل ايدي عاملة وتقلل الطلب على ادوية نقص الفايتمينات والملاريا والمضادات الحيوية وادوية تانية حامياني اي والله العظيم ان الامر بهذه البساطة كما تدل التجربة والملاحظة فهيا الى الدارسات الميدانية لانتهاج الطرق العلمية وكفاية كلام عن 800 الف فدان من القطن و200 الف فدان من القمح والكلام الفاضي وخمج. السوداني