يقال ان الانثى لها حواس استشعارية، تفوق امكانيات الطرف الاخر التكتيكية، والاستراتيجية فمثلا حاسة الشم متميزة وحساسة ، وربما الذوق والسمع ، وقد يدخل.. البصراحيانا ... ضمن ماتتميز به الانثى... بل لديها اسلحة فوق البنفسجية ....وربما تحت الحمراء وهى بهذا المفهوم مسترشدة برادارات قوية... متمكنة قد لايحسب لها الرجل اى حساب ... والاستجواب من اهم الادوات لتصل الى من هى وكيف شكلها ولماذا ؟ وللغيرة وجوه عديدة ومصادر شتى من ضمنها حواس اخرى ربما هى السادسة او شىء اخر... ويقال ...الشقى من يعضه الكلب فى المولد. كانت تنتظر عودته بفارغ ،صبرولهفة يعتريها التوجس... اوربما اشواق عريضة لكن يلتهمها الخوف ، كانت الغيرة فى نفس وفاء تفوق الاحتمال ، فبمقدار ذلك الحب الشفيف ، الا ان غالبا ما تستلبها الغيرة الهوجاء...الى درجة الجنون، ويتملكها احساس عاصف ، يكاد يفقدها الاتزان زوجها اسماعيل المغترب المنتظرالعودة الى الديار، باشواق دفينة فقد غالبته ايام البعاد واتعبت عواطفه ليالى الاغتراب، ولن ينقطع حبل العشم... من خير فى الوطن ابدا ، ذلك العملاق الذى تحدرت دمعاته من كثرة الدمامل ... ولكن لا وطن الا الوطن ...فتلك قيمة لا نشتريها بالمال... ولا نبيعها بوزن الارض ذهبا... ويبكى الوطن وجعا... ونبكى نحن مع الوجع وطنا يعود اسماعيل محملا بالامنيات، مثقلا بالحنين... مترفا بالاشواق،ورغم المعاناة التى رسمتها الايام فى عيون الناس، كانت سطوة اشواقه تدارى عن نفسه بعض من الحقائق المريرة، وجد ان الاسعار فاقت مستوى الاحتمال ، اصبح الفقر مرسوم على كل طرق المدينة .... امتزجت فرحة اللقاء بحزن المكان الحبيب... فحاول ان يتسلل بنشوة العودة السعيدة، مبتعدا عن زفرات الواقع المؤلم ، متاملا ان يتناسى ولو الى بعض حين اهوال الاسفار التى عسى ان يغسلها ماء النيل المبروك...ويشفيه من سقم لقاء الاحباب، وبتلك اللهفة كانت وفاء تحتوى زوجها القادم من اعماق الغربة بخوفها وحنينها.... فقد اثقل فؤادها سفره الطويل وهاج حنينها فى غيابه فطالما تغنت انا والاشواق فى بعدك بقينا اكتر من حبايب... ذابت المسافة بين وفاء واسماعيل وتدثرت الاحلام عبق اللقاء المنشود، فسكرت وعربدت بينهم الايام المزهرة، فتساقط كل ما علق بالذاكرة من انين ... لم يعكر صفو تلك الايام الا حينما وجدت وفاء شنطة شيلة مع حقائب زوجها العائد،اومانسميه بتجهيزات العروس ، فجن جنونها وتمردت فيها الغيرة واستبد غضبها الى درجة الانفجار وعبث شيطان االانثى بافكارها... وهى تتمتم يريد ان يتزوج من اخرى لن اتركك يا اسماعيل تتهنى بزوجتك الجديدة، وفى ثورتها تلك احرقت (جواز السفر) عاد اسماعيل فوجد وفاء فى ثورة غضبها وتملكتها حماقة الغيرة ورعونة الاستياء ، وذكرت له امر الشيلة ثم علم بامر احراقها جواز سفره ... فاذا به يفاجأها بان الشيلة التى معه اشتراها احد اصدقاءه هدية لشقيقه فما هى الا امانة فقط عليه توصيلها ... ولم يكن يخطط لاى زواج من اخرى كما تتوهم... لحظتها كان الندم قد تملك وفاء تماما، وعلمت ان غيرتها كانت جنونا حاولت الاعتذارالى زوجها ، وطلبت منه ان يسامحها.... تبسم اسماعيل تبسم المغضب قائلا يهدىء من روعها : لقد عدت يا وفاء الى الوطن نهائيا... ولم اكن انوى العودة الى الاغتراب مجددا. منتصر نابلسي [email protected]