كلما تأملت قصة خلق الله للإنسان خرجت بنتيجة بسيطة أراها تريحني وهي أن يرتبط المخلوق الترابي بالسماء ويرتقي إلي كل ما هو أعلي وارقي وذلك في وجود إرادة حرة للإنسان وهبها الله له ، فكان للإنسان حرية اختيار الطريق والمصير وظل الإنسان في صراع بين داخله وخارجة ولكن كان الاختيار الأسهل هو الصراع مع خارجة وصنع آخر دائماً يتحمل أخطائه وخطاياه متجاهلاً بذلك شهواته ورغباته وعقلة " ضميره " الذي يميز ويختار . وكانت أول جريمة ارتكبها الإنسان بحسب مفاهيمه المغلوطة هي قصة قتل قايين ( قابيل ) لأخيه هابيل وهذا لأن الله تقبل قرابين هابيل ولم يتقبل منه وبدلاً من أن يتدارك أخطائه كان قتله لأخية وكأنه المسئول عن ذلك . ‘‘وحدث من بعد أيام، أن قايين قدم من ثمار الأرض قرباناً للرب. وقدم هابيل أيضاً من أبكار غنمه ومن سمانِها. فنظر الرب إلى هابيل وقربانه، ولكن إلى قايين وقربانه لم ينظر. فأغتاظ قايين جداً، وسقط وجهه.'' (تك 3:45) وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ ابْنَيْ آدَمَ بِالْحَقِّ إِذْ قَرَّبَا قُرْبَانًا فَتُقُبِّلَ مِن أَحَدِهِمَا وَلَمْ يُتَقَبَّلْ مِنَ الآخَرِ قَالَ لَأَقْتُلَنَّكَ قَالَ إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ (27) لَئِن بَسَطتَ إِلَيَّ يَدَكَ لِتَقْتُلَنِي مَا أَنَاْ بِبَاسِطٍ يديا إليك لَأَقْتُلَكَ إِنِّي أَخَافُ اللّهَ رَبَّ العالمين 28 (المائدة ) . وقدمت المجتمعات الوثنية الذبائح البشرية لألهتها وجاءت الأديان والتشريعات لتنظم العلاقات البشرية ولكن ظل الإنسان يبحث عن آخر يضع فيه إخفاقاته وفشله في إدارة منظومة الخير والشر بداخلة ورأي أنه من الأسهل أن يحارب جيش عن أن يحارب نفسه ويسمو بشهواته وغرائزه بل وتخيل أنه جندي من جنود الله يدافع عن حقوقه . وكانت إشكالية المتدينين والمجتمعات الدينية التي أفرزت أشكال وصور للتدين الظاهري الغير منتج والمفسد للعلاقات الإنسانية والأديان منها بريئة ،وفي عصور الظلام في أوربا أدت المفاهيم المغلوطة للدين والتسلط الديني للوصول بأوربا إلى الانحطاط الاجتماعي وسيادة الفساد, إذ لم يكن يسمح لرأي مخالف دون اتهام بالكفر والهرطقة تصل إلى المحاكمات المتعسفة والتعذيب والإعدام حرقاً, لم يكن يجرؤ أحد على مناقشة نظريات علمية أو أدبية دون التعرض إلى إرهاب . وفي الوقت التي قامت فيه المجتمعات المدنية بتنظيم علاقات العمل وعلاقات الأفراد علي أساس" الحق والواجب " وأصبح المعتقد والدين شأن خاص وعلاقة لا تهم سوي الإنسان وربه وبالتالي لا تعطيه مزايا في المجتمع ولا تحرمه من حقوق. أما نحن في مجتمعاتنا فكانت الهوية المجانية " الدين " سبب من أسباب عثراتنا وصراعنا ، وكان بالحري أن يكون من أهم أسباب تقدمنا ونموناً وذلك أننا ركنا إلي ضمير الجماعة وتأخر عندنا ضمير الفرد فبدأ يظهر في سلوك العلمانيين والادينيين ما هو ارقي من أخلاقنا وسلوكياتنا . لأننا حصرنا الدين قي الشعائر والطقوس ولم يتغير في سلوكنا شيء وبات التناقض جلياً في مجتمعناً التي تزيد فيه حدة التوتر الديني والتعصب والصراع الطائفي ويتزايد معة بعلاقة طرديه تلال القمامة والفساد والرشوة وملايين المشردين واللقطاء فكيف تكون هذه منتجات المتدينين وكيف يرانا العالم عندما نباهيه بأننا أصحاب الديانات ومهدها ونحن عارها وكيف قدسنا المكان أكثر من الإنسان وهل يرضي الله أن نتصارع علي دور العبادة وطرقات المستشفيات ملقي بها المرضي ويموت الكثير قبل أن يأتي دورة للدخول.والأمثلة كثيرة والأمر يطول شرحه لذلك انهي مقالي ببعض الأقوال تاركاً لغيري التأمل والوصول لحقيقة هل حقاً نحن متدينين . - في أوربا وجدت الإسلام ولم أجد مسلمين وعندنا وجدت المسلمين ولم أجد الإسلام "الشيخ رفاعة رافع الطهطاوي - لمدة قرون ظل اللاهوتيين يفسرون الغير معروف بمصطلحات لا تستحق المعرفة هنري لويس منكن - أنا لا اشعر أنني مضطر أن أصدق أن الله الذي حبانا بالحس والمنطق والعقل ، قصد أن نهمل استعمالهم جالليليو جالليلي - هذا هو ديني البسيط لا يوجد احتياج لمعابد لا يوجد احتياج لفلسفات معقدة عقلنا وقلبنا هو معبدنا وفلسفتنا هي العطف دلاي لاما - أن تمنح السعادة لقلب واحد بفعل واحد ،لخير من ألف رأس منحنية في الصلاة مهاتما غاندي - العقل للحكم ، والرحمة للمغفرة ،الأول هو القانون ،والأخير له الأولوية والسبق. جون درايدن سامي فؤاد [email protected]