سلام لك ايتها الغالية وعبرك ابث الاشواق مضمخة باريج محبتنا جميعا لاهلنا فى الجنوب الحبيب ليس سلام ...اهل الانقاذ المقنع بالبهتان والتلوين ...والتدليس والكذب ليس سلام اقوام خانوا شعبهم وباعوا ...الاوطان رخيصة مقابل دراهم معدودة ...ولابارك الله بعد... العرض فى المال... لك سلام اهلكم واهلنا ..الاغنياء بقناعتهم رغم فقرهم ...الشرفاء بانسانيتهم رغم جراحهم ...الكرماء باخلاقهم رغم الامهم ...العظماء بمواقفهم.... رغم ..احزانهم لك سلام من القلوب العفيفة... والايادى النظيفة... من اهلكم فى الشمال... سلام لك عبر مفازاتنا وارضك التى هى ارضنا سلام لكم فى زمن تصاغرت فيه الاصالة وتتضاءلت المعانى الصادقة الا من امثالك فلك ولاهلنا السلام عبر ماء النيل الذى يروى عطش اشواقنا للاوطان سلام لك ايتها الغالية سلام طاهر كحبك العميق لاهلك فى الشمال ومثل حبنا العميق لاهلنا فى.. الجنوب... وانا اسطر اليك رسالة مفتوحة ليقرأها كل حبيب لنا فى ارض الابنوس مثلما يتصفحها كل عزيز وغالى فى الشمال لكانى اعانق ...جوبا الخضراء المترعة بجمال طبيعتها الخلابة الساحرة واشجارها الباسقة .. وثمارها اليانعة والشمس تتسلل عبر الاغصان فيها ولكأنها تجرى فى اشواقنا مجرى الدم فى الشرايين.... ما اشبه الصباح هناك و الصباحات هنا كلها تعانق احلام بلد كانت احلام اهلها البسطاء (الطيبين) لا تتعدى الاحساس بالامان .. مع لقمة عيش يقتسمونها بينهم فى محبة ومودة وسلام.. نعم يا استيلا لم يكن حلم الوطن اكثر من ضحكة حبيبة خالية من الحواجز.. الغريبة... المفتعلة ... انهم اهلنا فى الجنوب او الشمال قاسمهم المشترك لم يكن الوطن الواحد فقط بل اشتركوا جميعا فى طيب المعشر وسلامة الصدر ونقاء السرائر... نعم ما كانت حياتنا قبل ان تتغول على انسانينا الفئة الباغية... التى شتت شملنا وهدمت جمال اخلاقنا...ودفعنا ثمن جرائمهم وجرائرهم (ولا ناقة لنا فى ذلك ولاجمل) ماكانت احلامنا عسيرة المنال يا استيلا... كيف وهى لاتتخطى حياة كريمة راس المال فيها الامن والامان...والاستقرار..... ان الحزن العميق الذى دخل بيوتنا وحوارينا وشوارعنا... ومايزال ...قابع على صدورنا مع ...الطغاة ولن يخرج الا بخروجهم ...من واقع حياتنا ..رغم ان الجرح سيظل ينزف سنوات قادمات حتى بعد... رحيلهم المؤكد عاجلا ....وليس اجل ... اننى اشكر لك رسالتك الصادقة ... والتى اكدت لى شىء مهم جدا ان العلاقة التى تربط الجنوب والشمال ليست مجرد وطن ومواطنة ..ولكننا.. جسد واحد افراحكم هى افراحنا واتراحنا احزانكم ... ومادام هذا الجسد حى يتنفس وفيه روح تحركه فاننا مازلنا ذلك الجسد (السودان) الذى لا ينفصم انسانيا ...ولايجزأ وجدانيا .... سلمت ((ياسفيرة السلام.))...ولك التحية والمودة....والسلام منتصر نابلسى [email protected]