دون اي دراسة استراتيجية و لا حتي توفير مقومات اولية للبيئة الجامعية استقل معهد المعلمين بنيالا سابقا (السنتر حاليا)و التي اشبه بالمدارس الثانوية من حيث البنية العمرانية لكي يكون جامعة نيالا و هي واحدة من بين الجامعات الثلاثة في اقليم دارفور اسست في العام 1994م بقرار رئاسي إرتجالي اشبه بالتعليمات العسكرية لدخول معركة ضد جهة ما، لكي يكون امتداد طبيعي لما يسمي جزافا بثورة التعليم العالي إحد معجزات المشروع الحضاري في السودان و التي كانت و ما زالت بمثابة الخنجر المسموم في خصر التعليم في السودان . يتكون جامعة نيالا من خمس كليات تمنح درجة البكلاريوس و هي العلوم الهندسية و العلوم البيطرية و التربية و الاقتصاد و الدراسات التجارية و القانون و الشريعة و اخري تمنح تمنح درجة الدبلوم في تخصصات مختلفة و هي كلية التقانة و تنمية المجتمع . يعاني طلاب هذه الكليات من عدم توفر بيئة جامعية من قاعات مهيئة للدراسة خاصة كليات السنتر و كذلك عدم وجود معامل خاصة كليات العلوم الهندسية و التربية القسم العلمي و العلوم البيطرية و فقر المكتبة من المراجع العلمية و الكتب الثقافية و عدم وجود مكتبة إلكترونية تربط طلاب البحث العلمي بأحدث المعارف علي مستوي العالم في ظل ثورة الاتصالات و كذلك عدم توحيد التقويم الدراسي و لا حسيب و لا رقيب للامانة العلمية مثلا طلاب كليتي الاقتصاد و القانون تجدهم في المستوي الاول قبول عام تسعين طالب و طالبة و يتم قبول اعداد مقدرة اكثر من عدد القبول العام تحت مسمي القبول الخاص اي جملة طلاب المستوي الاول ثلاثمائة طالب و طالبة و عندما يذهبون الي المستوي الثاني تجدهم ثمانين و لا تسأل اين البقية انها الاستثمار و سياسية الجبايات، نعم انها المجزرة الاكاديمية في وضح النهار مما حدا بالكثير من الطلاب للهجرة العكسية من الجامعة الي جامعات اخري . اما من ناحية اجتماعية تجد التكوين الاجتماعي لطالب هذه الجامعة يغلب عليه إنسان دارفور ذالك الطالب القادم من معسكرات النزوح و اللجؤ و القري المحروقة فبالتالي محملا بعديد من اشكالات الحرب اللعينة مما ينعكس علي سلوك الطالب في الجامعة و يؤثر كذلك علي علاقاته مع اقرانه بإعتبار الجامعة في حلبة الصراع ،حتي السكن في المجمعات السكنية يسيطر عليه طابع الوعي العشائري هذا ليس المشكلة وحده و لكن المشكلة الكبري بما انو الجامعات وعاء للتفاعل الاجتماعي و السياسي و الاقتصادي لكن بكل اسف هنالك غياب تام للمنابر السياسية و المنتديات الثقافية علي شاكلة الجامعات الاخري حتي يستطيع طالب هذه الجامعة عن طريق الحوار و النقاش الفكري معالجة بعض من هذه الاشكالات و لكن النظرة الضيقة و القاصرة لدي صناع القرار في إدارة الجامعة و ذلك بتوجيهات المأدلجة بواسطة رموت كنترول من الاجهزة الامنية في الولاية و اعتقد انها سياسة موجهة و بشكل مقصود لتغييب الطلاب من الحقائق و الجرائم البشعة الممارسة من قبل مليشيات النظام في الاقليم المنكوب مما ادي ادي لتجفيف منابع الوعي و الابداع و الاشعاع الفكري و الثقافي خصوصا ما يعاني منه الاقليم من شرخ اجتماعي ، و المؤسف في ظل مصادرة النشاط الطلابي مما يعني غياب المنابر و المنتديات و منبر نقابي يعبر عن ارادة الطلاب بشكل ديمقراطي ، الان ادارة جامعة نيالا تسمح للاجهزة الامنية بفتح مكاتب داخل الجامعة للتنكيل بالطلاب الشرفاء و التحرش الجنسي بالطالبات من كلاب الاجهزة الامنية بالجامعة في تواطؤ تام من قبل الادارة في ابشع صور انتهاك حقوق الانسان و قدسية الجامعات السودانية و هذه جريمة اخري تضاف لسجل النظام المتهالك . اذن في ظل هذه الظروف التي يمر بها طالب جامعة نيالا يتخرج الطالب من الجامعة بذات الامراض الاجتماعية التي دخل بها الجامعة إن لم تزيد إذن هذه الجامعة الان تعتبر واحدة من ادوات انتاج الجهل و التغييب و التخلف في هذا الوطن الجريح. دعوني اتقدم بسؤال الي صناع القرار في جامعة نيالا من مدير الجامعة الي عميد شئون الطلاب و لماذا تشاركون في ادارة جامعة لا تملكون قرارها ؟ ام رضيتم ان تكونوا كتل بشرية موجودة في الاضواء في شكل صوري فقط و لا تملكون الراي ؟ و اذا اختلفتم معي في مفهوم سؤالي اذن لماذا المساهمة في تشويه الاجيال؟ اخيرا دعوني اقولها صراحة لابد من ثورة سودانية شاملة لكي تحدث قطيعة مع الوضع السئ الذي نعيشه في كل مؤسسات الدولة و من ثم اعادة بناء مؤسسات تعليمية و مؤسسات بحث علمي اكثر رصانة من الذي فيه نحن الان. جلال رحمة الخرطوم 6/6/2013م [email protected]