مدخل اول لابد منه: فتربيتهم وسلوكهم ومنهجهم ومبدأ (السمعه والطاعه) الذى نشأوا عليه يجعل من الشخص انسانا فاقد للثقه فى نفسه ومضطربا ومترددا فى تصرفاته وأتخاز القرار الصحيح فى الوقت الصحيح وكل ذلك يمنعهم من أن يتحلوا بصفات (رجال الدوله) .. ومهما وصل (الأسلاموى) الى مكانة مرموقة سياسيا أو اجتماعيا، تجده يهتم بالصغائر التى لا تتناسب مع المنصب الذى يشغله وأهتمامات الكبار من المفترض أن تكون بالقضايا الكبرى والهامه لا بالتوافه. مدخل ثان: فى شهر يونيو من العام الماضى نقلت الأخبار حادثة مؤسفه تتمثل فى وفاة طفله يمنيه (قاصر) فى ليلة زفافها جراء نزيف حاد وتهتك فى جهازها التناسلى ودم تلك الضحيه معلق على رقبة (الأسلاميين) وشيوخ وفقهاء شريعة القرن السابع، لعنهم الله وعليهم الخزى والعار الى يوم يبعثون .. وفى شهر يونيو من هذا العام تم قتل اربعه (مسلمين) من معتنقى المذهب الشيعى فى مصر ضربا بالعصى وعن طريق الرفس بالأرجل والركل والسحل من بواسطة جماعه (سلفية) متطرفه لأكثر من ساعه وعلى نحو لا يمكن أن يقتل به (كلب) مسعور ولا يمكن أن يحدث مثل ذلك المشهد الا فى زمن الفوضى واللا دوله والا عقل واللا منطق واللا اخلاق واللا احساس واللا دين .. وما يحزن ويؤسف له أن البعض لم يشارك فى تلك (المأساة) لكن كمت نقل شريط الفيديو وقفوا متفرجين وكأنهم يشاهدون فيلم أو مسرحيه. ................................................................................................................. ومن ثم اقول .. بحمد الله لا أعرف مسك العصا من وسطها ولا أجامل فى الحق ولا الف وأراوغ وأدور مثل بعض الليبراليين فى السودان ومصر الذين يبدأون أحاديثهم نفاقا ومجاملة، بألا أحد ضد (الشريعه) وبأنه لا يوجد مسلم يرفض حكم (الشريعه) السلاميه .. لكن حينما يطبق حكم من احكامها أو حد من حدودها على انسان، جلد أو قطع يد أو رجم يخرجون رافضين تلك الأحكام ويصفونها بأنها فعل غير انسانى ولا أخلاقى وأن الاسلام الوسطى لا يقول بذلك وكأن (الشريعه) تهتم بالجوانب الأنسانيه ولم تعرف (الفتح) والقتل وأبادة الأسرى من الرجال وسبى النساء والأستعباد والأسترقاق وفدية (الذمى) لنفسه بدفع الجزيه عن يد وهو صاغر اذا نجا من القتل، وذلك كله ربما كان مقبولا فى مكان وزمان فرض تلك الشريعه قبل أكثر من 1400 سنه، ونحن هنا لا نحاكم التاريخ وتلك الأحكام كلها يمكن أن تكون مبرره فى ذلك الوقت، لكنها لا يمكن أن تقبل الآن أو أن تستساغ ومن يدعو اليها أو يمارسها حاكما أو محكوما يصنف كارهابى ومجرم حرب. فى حقيقة الأمر الأسلام (الاصلى) الذى نعرفه لا يقول بذلك ولم يحرض عليه ولم يسمح بقتل انسان بسبب معتنقه بل يمنع قتل ذلك الأنسان حتى لو ارتد وأعلن ارتداده والآيه المكيه واضحه فى هذا الجانب وتقول: (وقل الحق من ربكم فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر) وتقول آية أخرى: (فذكر انما أنت مذكر لست عليهم بمسيطر). لكن أحكام (الشريعه) التى فرضت على المسلمين فى (المدينة) وبعد 13 سنه من البعث لا تعترف بذلك وتجيز زواج مثل تلك القاصر الشهيده التى (وئدت) بذلك الزواج الشبيه بالأغتصاب والتى فاضت روحها فى ليلة زفافها .. وأحكام تلك الشريعه تجيز قتل (الكافر) والمرتد و(المفارق) للجماعه ولذلك فالذين قتلوا اؤلئك (الشيعه) المصريين على ذلك النحو البشع لم يرتكبوا تلك الجريمه بمزاجهم أو بسبب خلاف مع اؤلئك الشيعه على أرض أومال وأنما لأنهم يطبقون ما تقول به أحكام (شريعه) القرن السابع بالحرف وأنهم (كفار) دون أدنى اعتبار الى انهم يشهدون بالا اله الا الله وأن محمد رسول الله، ويظن المجرمون القتله بأن الله راض عنهم وسوف يدخلوا الجنه حتى لو حكم عليهم بألأعدام فى الدنيا – بالطبع - لن يحكم عليهم لأن رئيس النظام ومساعديه من اخوان وسلفيه وجماعات جهاديه كلهم مسرورين فى سرهم أو جهرهم لما حدث ويرون قتل اؤلئك الشهداء، حق و(دين) واسلام صحيح، على ضوء فقه وحكم تلك الشريعه الذى يفهم من ألايه : (فإذا انسلخ الأشهر الحرم فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم وخذوهم واحصروهم واقعدوا لهم كل مرصد) .. فعلا حاصروهم وأخذوهم وزقعدوا لهم عند كل مرصد، والمشركين بحسب أحكام (الشريعه) التى نسخت أى حكم أو مفهوم سابق لها يدعو للتسامح والحريه، هم كل من لم يتب ويستغفر ويدخل (الأسلام) ويشهد بالا اله الا الله محمد رسول الله ويقيم الصلاه ويؤتى الزكاة وهذا ما قررته نهاية آية (السبف) تلك وبوضوح شديد: (فإن تابوا وأقاموا الصلاة وآتوا الزكاة فخلوا سبيلهم إن الله غفور رحيم). وما هو عجيب ومدهش ان اؤلئك (المجرمين) الذين قتلوا اؤلئك (الشهداء) الشيعه لم يعرضوا عليهم (الأستتابه) قبل أن يقتلوا كما تقول (شريعتهم) اذا كانوا يرونهم رافضه و(مارقين)، رغم الذله والمهانه التى تضع فيها (الأستتابه) ذلك الأنسان المستاب، لم يفعلوا ذلك وخلصوا جريمتهم فى عجله لأنهم يخشون تدخل الدوله والشرطه ومنعهم من استكمال تلك الجريمه لا عن قناعه من دولة (الأخوان) وحلفائهم (الجهاديين) وأنما خشية من غضبة المجتمع الدولى، اذا فقد ارتكب اؤلئك البغاة جريمتهم تلك ليس من أجل الدفاع عن الدين والشريعه وأنما للأنتصار لأنفسهم و(لأفكارهم) المتطرفه ولفهمهم المتخلف للأسلام. ونحن فى نقدنا لهذه التيارات كلها لا نفرق بين من يدعى الأعتدال ومن يظهر التطرف طالما كان مؤمنا بعودة تلك الشريعه لكى تصبح دستورا حاكما فى هذا العصر الذى يتجه نحو تأسيس دولة (الأنسان) .. ونرى أن صلاحية المنهج تكمن فى النماذج المشرقه التى يقدمها فى الأنظمه والقيادات، واذا فشل – مثلا - النظام (الديمقراطي) فى الدوله الحديثه لتقديم نماذج مبهره وقيادات تحترم القانون وحقوق الأنسان وتطور بلدانها وتجعل شعوبها تعيش فى أمن وسلام ورفاهيه اقتصاديه وثقافيه، فسوف يكون الحكم على ذلك النظام بانه غير ناجع ولا يصلح لكى يعمم فى باقى دول العالم، ولذلك نتحدى أى مدافع عن تلك الشريعه أن يقدم لنا نموذجا واحدا فى أى بلد ومنذ اكثر من 1300 سنه طبقت فيها وحققت تلك الدوله معايير جيده فى الحريات والديمقراطيه وحقوق الأنسان والمساواة بين المواطنين والأمن والسلم وتحقيق الرفاهيه الأقتصاديه. فى الحقيقه أن هؤلاء (الأسلاميين) – جميعا - قد قبحوا وجه هذا الكون باشكالهم ولحاهم التى تعطيك من اول وهله انطباع بأن ذلك الشخص عدوانى وارهابى ومتطرف وحاقد وكاره للناس ولكلما هو جميل، وقد يقول قائل اعفاء اللحية سنه كان يفعلها النبى (ص) .. فاذا كان الأمر كذلك فالنبى (ص) كان يركب ناقة ويحمل عصا فى يده فلماذا لا يفعلون مثله .. وصحيح النبى (ص) كان يعفى لحيته لكنه قال فى حديث : (اعفوا لحاكم وقصروا الشوارب خالفوا اليهود والنصارى) يعنى جعل مبررا لأعفاء اللحيه، فهل اعفائها الآن يميز بين المسلم وغير المسلم أم ان العديد من اليهود والنصارى يعفون لحاهم؟ وهل هناك أى جدوى للتمييز بين المسلمين وغير المسلمين فى دولة (المواطنه) الحديثه التى تعمل على تأسيس الدوله الكونيه دولة بنى الأنسان التى تذهب سريعا فى طريقها نحو تحقيق مفهوم (الحكومه العالميه) التى يمثل مجلس الأمن والجمعية العامه للأمم المتحده نموذجا مصغرا جدا لها وسوف تتطور تلك النماذج يوما بعد يوم بفضل الله وبفضل الفكر الأنسانى لتصبح افضل مما هو عليه الآن وأكثر تحقيقا للعداله والمساواة بين الناس جميعا، فى وقت لا زال فيه بعض (الأسلاميين) يحلمون بدولة الخلاقه وبنظام (الشورى) الأدنى من (الديمقراطيه) بمائة سنة ضوئيه والتى تجعل السلطات كلها مركزه فى يد رجل واحد. أنظر ايها المسلم الذكى الى هذه الواقعه لتتعرف على ثقافة (السلامويين): "طلب قاضٍ في المحكمة الجزئية بالطائف من احد المواطنين عدم الحضور إلى جلسة قضية ينظر فيها القاضي والمواطن طرف فيها إلا بعد أن يحلق شنبه!. واستغرب المواطن عوض بن مرزوق المذاهبي طرده من الجلسة القضائية التي كان يطالب فيها بحقه الاعتباري لقضية كان قد رفعها على ثلاثة أشخاص من قبيلته لتعديهم اللفظي عليه وعندما حضر اثنان منهم في الجلسة الاولى بتاريخ 1429/4/21ه ألغيت دعوى المواطن عوض المذاهبي مما جعل القاضي يطالب بشهوده وحينما أحضرهم في الجلسة الثانية بتاريخ 1429/5/5ه وعند بدء الجلسة قال له القاضي امام الحضور: "اذهب واحلق شاربك وسأنتظرك نصف ساعة فقط". هذا القبح الذى نراه فى العصر الحديث تسبب فيه الشيخان السلفى (محمد بن عبد الوهاب) والأخوانى (حسن البنا) رحمهما الله، اللذان أتوقع أنهما يعذبان الآن فى قبريهما عذابا شديدا بسبب اقحامهما للدين فى السياسه على النحو الذى نراه الآن والذى أساء للدين وأعاق ألسياسه وتشر ثقافة التكفير والقتل والكراهية والظلام والتخلف. وما هو محير ويكشف عن عدم امانة (الأسلاميين) أنهم يرفضون تدخل (القضاة) فى السياسه ويقولون يجب أن يكون القضاء منزها من العمل فى السياسه، فاذا كان الأمر كذلك فلماذا لا ينأى بالدين عن السياسه وما هو الأحق بالقداسه الدين أم القضاء؟ وحتى لا يكون حديثى معلقا فى الهواء فأن أفضل نموذجين ناصعين لنظامين ورئيسين فى العصر الحديث يقبحان وجه (الكون) من المؤمنين بشريعة القرن السابع، وهما غير مؤهلان للحكم ولا يتصفان بشخصية رجل الدوله، هما الرئيسان السودانى (عمر البشير) والمصرى (محمد مرسى). واذا كان الأول فاقد تعليمى وثقافى ودراسته وعمله عسكريه،( ضبط وربط) واوامر وتعليمات لذلك دائما ما تخرج خطاباته مليئه بالتجاوزات وما يثير الضحك والتطاول و(الفرعنه) وأدعاء (الألهويه) بوعى أو لا وعى، فأن الحاكم الثانى دكتور وباحث واستاذ جامعى وعالم (فيزياء)، فاذا لم يكن (المنهج) غير صالح وغير مناسب للعصر فلماذا تخرج خطاباته وعباراته مثل رفيقه تفتقد للياقه والتهذيب وتؤكد على انه لا يصلح كرجل دوله؟ فقد توقع المصريون والعالم كله من خلفهم وانتظروا لمدة ثلاث ساعات يستمعون لخطاب سمج وممل تناول فيه الرئيس اسماء مواطنين بصورة مباشرة على نحو لا يجوز، وكانوا ينظرون منه اعتراافا واضحا وصريجا بأنه اخطأ فى الأعلان الدستورى الذى تسبب فى كلما يحدث الآن .. واذا كان يطبق (نهجا) اسلاميا كما يدعى الم يقرأ بأن الرسول (ص) حينما كان ينتقد تصرفات انسان ما كان يذكر اسمه وأننما يقول مثلا (ما بال قوم يفعلون كذا وكذا). وكذلك ظل الأسلاموى (البشير) على عناده وتصدير خطابات الكراهيه متاجرا بألأسلام ومدعيا انه وجماعته (مجاهدون) وهم ومنذ 24 سنه لم يوجهوا طلقه واحده لعدو خارجى وأنما لمواطنى البلد الذين بينه وبينهم خلافات سياسيه لا دينيه، والخلاف الدينى متصور فى ذهنية النظام وحده، فالجنوبيين على سبيل المثال ليسوا ضد الأسلام ولديهم ألان مسلمين كثر فى الجنوب يصلون ويصومون ويحجون وزتوفر لهم الدوله طائرة لأداء الحج ، لكنهم ضد الدوله الدينيه اسلاميه كانت أوغير اسلاميه وهم مع دولة (المواطنه) التى هى حاضر ومستقبل الكون كله شاء من شاء وابى من ابى. تاج السر حسين – [email protected]