عدم وضوح شامل فيما يتعلق بخطوة الزيادات التي تعتزم الحكومة فرضها على عدد من السلع،تضاربت الصحف في النقل نتيجة تضارب تصريحات الحكوميين،المالية وحتى أول من أمس أعلنت رفع الدعم سيشمل البنزين والقمح ولا مساس بالجازولين،صحف أمس نقلت بعضها،أن رفع الدعم لن يشمل القمح،وبعض آخر من الصحف نقلت أن رفع الدعم كلياً عن القمح والبنزين وتدريجياً عن الجازولين،المالية تصر على تسمية الحريق القادم بأنه حزمة إصلاحات اقتصادية،لتضاف إلى قائمة مصطلحات الفشل منذ الانفصال،خطة إسعافية،برنامج ثلاثي،بدائل النفط..الخ، والكلمة في النهاية يقولها سوق الله أكبر. إن الخطر فيما يتعلق بالزيادات الوشيكة التي تقول الحكومة إنها ستشمل سلع معينة سوف تشمل كل السوق،وليس ذلك فقط،شركة الكهرباء قفزت على سطح المشهد،ولوحت بزيادة فاتورة الكهرباء حال تم رفع الدعم عن المحروقات،ولن تكن الكهرباء قد شذت عن البقية،فمصاريف التشغيل بلا شك سوف تتضاعف نتيجة تضاعف زيادة الوقود،وهي ليست المرة الأولى التي تلوح فيها الكهرباء بالزيادة،وزير الكهرباء في وقت سابق شكا قلة المال لتشغيل العملية الكهربائية بالبلاد حيث أن الفاتورة التي يتحملها المواطن لم تعد تكفي مصروفات التشغيل،وحال نفذت الحكومة إجراءاتها التي تسميها إصلاحية يعني ذلك عملياً إعلان وشيك لزيادة فاتورة الكهرباء،وربما تتزامن مع رفع الدعم عن المحروقات،ولن تقف عند الكهرباء فقط،كل القطاعات الاستهلاكية ستعلن الزيادة في مصاريفها وبالتالي في فواتيرها التي يدفعها المواطن،ومعلوم أن الزيادة في المحروقات هي زيادة في كل شيء يُضاف إليها زيادة في الكهرباء،ما يعني زيادة مضاعفة تعم كل السوق،تتبعها زيادة في فاتورة المياه،وبعدها رسوم تتبعها رسوم..وزيادة الكهرباء وحدها تساوي رفع الدعم عن المحروقات،تخيلوا أن كل سلعة محلية تدخل في انتاجها الكهرباء سوف تزيد على مرتين،واحدة للزيادة الأولى وأخرى لزيادة فاتورة الكهرباء،طبعاً هذا يحدث في ظل زيادة يومية للسلع الاستهلاكية لم تتوقف منذ الانفصال. الأمر الآن أصبح واقعا،لكن لماذا قبل الوصول لهذه المرحلة لم تبدأ الحكومة بنفسها ولم تبادر حتى مجرد مبادرة أن تمارس على نفسها بعض التقشف...أحزاب الحكومة العريضة التي وافقت وباركت الخطوة وربما تكون قد صفقت،رغم كارثية الخطوة على كراسيهم،كان يتعين عليها أخلاقياً وقبل كل شيء أن تطالب الحكومة التي هي مشاركة فيها باتخاذ إجراءات عاجلة لخفض الإنفاق الحكومي الغارق في الترف والذي لا يخفى على أحد أنه أحد أسباب الأزمة الاقتصادية منذ الانفصال،كان أمام هذه الأحزاب فرصة أن تفعل ذلك حتى لو كانت عمياء في موالاتها للحزب الحاكم أكثر من نفسه،لكنها لم تفعل ولن تفعل،وإلا لكانت منذ البداية لم تخرج حكومة مترهلة ومشرورة في ظل اقتصاد لايقوى على الوقوف لشهر واحد،المطلوب علمه أن الخطوات القادمة هي حريق شامل. = الجريدة [email protected]