الشارع قال كلمته لا في المطالة بالتراجع عن الزيادات ورفع الدعم بل طالب برحيل النظام ذلك أن نظام المؤتمر الوطني الذي حكم البلاد بإسم المشروع الحضاري الاسلامي لم يقدم مشروعه هذا للشعب السوداني ما يصبو اليه في ترسيخ قيم الحرية والعدالة الإجتماعية وإحداث تنمية حقيقية يكون لها أثرا فعالا في أن يحتل السودان مكانه الطبيعي في ركب الامم بل إنتهج سياسات الكبت والالتفاف علي الحقائق وعمل علي تجويع الشعب السوداني وإذلاله وإفقاره وأشعل الحروب في الاطراف وعجز عن معالجة قضية دارفور بالصورة المطلوبة كما عجز في حل إشكالات الهامش مع المركز مما زاد من عمق الجراح والشعور بالظلم والتهميش والنظام الذي رفع شعار فالنأكل مما نزرع والنلبس مما نصنع عطل مشروع الجزيرة ودمر الصناعة وأنشأ العديد من الشركات الوهمية بالمال العام والتي لا تخضع للمراجعة والتدقيق من قبل مؤسسات الدولة أما الخدمة المدنية فقد ركز الاختصاصات والصلاحيات في يد منسوبيه و قام يطرد الخبرات وهيمن علي النقابات وأعاقها عن القيام بدورها المنشود في قيادة العاملين بالدولة نحو أسس الدولة المدنية الحديثة وجعلها أبواقا تدافع عن سياساته الفاشلة وتكرس جهدها في في حماية سياسات النظام وتركيع الجماهير وتخويفها بالفصل التعسفي إن هي خرجت عن نهج تلك النقابات. وبما أن الشارع قال كلمته وكل القوي الطونية رافض لهذه السياسات الاغصائية التي ينتهجها هذا النظام الشمولي فإنه يتوجب علينا أن نتوحد في الخروج للشارع مطالبين بحقنا الشرعي في العدالة والحرية والحكم الرشيد كما يتوجب علي المعارضة قيادة الجماهير في الشارع لا من دورها أو منابرها العاجية .إن نزول المعارضة بكل ثقلها إلي الشارع ضرورة تمليها قيم الوطنية الحقة والمسئولية التاريخية تجاه الثوار الذين تواجههم الدولة بالعنف ولا ترعي فيهم إلاً ولاذمة. الدولة التي تخلت عن مسئولياتها وجمعت في طياتها الطفيليين والانتهازيين من فاقدي الموهبة والكرامة الذين أثروا علي حساب الشعب وأغلقوا نوافذ الامل في وجه غد مشرق. ايها الثوار الاحرار الشرفاء فالنكمل المشوار ثورة حتي النصر ثورة لنصرة المستضعفين ثورة لايقاف حمامات الدماء في النيل الازرق وجنوب كردفان ودارفور ثورة من أجل بناء وطن حر ديمقراطي ثورة ضد العصرية والتكفيرية وكل ما يخالف قيم السماء ثورة إنسان السودان من أجل إنسان السودان