كان اعتقادي السياسي أن أزمة السودان الاساسية تتمثل في سوء أدارة موارد لدولة لصالح بنيان مجتمع رفاهية قادر على الانتاج ودفع الاقتصاد الى آفاق أرحب، حيث ان ازمة الادارة تلك لم تكن وليدة اليوم بل منذ الاستقلال حيث قام السودان " السياسي" بنظام حكم يعتمد علىلا احزاب اعطت صبغة مشوهة لنظام الحكم بعيدة عن الديمقراطية وأقرب للامارة من خلال أحزاب طافية تفتقر الى الديمقراطية في داخلها وتسعى في تناقض عجيب الى تأسيس ديمقراطية في الدولة، مما خلف شكل مشوه للحكم ينتج عن توارث أسر معينة للحكم في السودان مما دفع العسكر الى مغامرات الانقلاب، فوضى الديمقراطية في السودان قد يفضل البعض بدلا عنها دكتاتورية وهذا بائن في الترحيب الاولي بنظام " نميري" وبعده نظام " البشير" ولكن تلك الانظمة العسكرية أيضا خلفت مرارات داخل نفوس ابناء الشعب والذي أعتقد انه جرّب " الارضة والحجر" ولم يجد ما يدفعه للاخلاص والعمل في سبيل الوطن، وهذا بدوره أنتج حالة من الملل والخمول واللامبالاة ظهرت جليا في الثورات الاخيرة والتي سرعان ماتنتهي وسط تعجب الجميع من صمت الشعب على الفقر والضنك والذلة التي يكابدها في ظل النظام الحالي، واعتقده البعض خوفا أو جبنا من بطش النظام ، ولكن القليل ادرك ان الشعب دخل في حالة ركود عاطفي وطني وأضحى لا يهمه ماذا يحدث أو ماهو مصير وطنه .!! عليه كان لابد من صنع " ناقوس" كبير والقرع عليه بقوة لايقاظ الروح الوطنية في ابناء الشعب وزرع الامل بان هنالك طريق ثالث يزيل خطرفات ومنتجات العسكر واجزاب الاسر والطائفية، وتتألت الدعوات من عدة شباب ولكنها أفتقرت للجدية المطلوبة والتخطيط بعيد المدى وإتستصحاب جميع إخفاقات الانظمة السابقة. تابعت بل شاركت في نقاش دار لفترة طويلة للنظر في ما يسمى حكومة الظل السودانية " الطريق الثالث" وكان نقاش ينبيء بصدق عن معرفة ودارية كبيرة باحتياجات السودان السياسية، نقاش كان يأخذ بعدا اكبر عقب كل ثورة يسيطر عليها النظام مخلفا خلفه مئات القتلة، نقاش كان يتسع ويأخذ جدية أكبر عقب كل تقاعس شعبي عن دعم الثورات الصغيرة التي اشتعلت بقوة وسرعان ماخمدت، كان ذلك النقاش يثرى كل صباح عبر تقلبات المشهد السياسي في السودان وبروز إشكاليات جديدة في طريق الديمقراطية والوحدة الاجتماعية والاصلاح الاداري وتحسين الاقتصاد، وصل النقاش لمرحلة دقيقة حتى انه ناقش " صناعة الالبان " وكما أسلفت كان النقاش فعلا حقيقيا وايضا رد فعل لكل أزمة تطل بوجهها في السودان " وطن الازمات". صديقي وزميلي في تنظيم الاتحاديين الديمقراطيين" إستقلنا منه منذ وقت مبكر" المحامي " وائل عمر عابدين" أستطاع ان يجمع حوله خيرة الشباب الذي يحمل هم الوطن وتقدمه ويحمل هذا الشباب عصارة تجارب سياسية خاضوها في تنظيمات مختلفة في الجامعات والعمل الشبابي ، وخبرات عملية اكتسبوها في مجال العمل ودراسة متواصلة لحالة السودان وتقديم اقتراحات لمعالجة تلك الاشكاليات، استطاع المحامي وائل جمع تلك الكوكبة عبر إصراره على طرق ابواب الاذهان بتلك الفكرة وكان بالامس ميلادها الرسمي عبر مؤتمر صحفي مشهود بوسائل الاعلام العالمية في " طيبة برس" . حكومة الظل ببساطة هي مخرج لازمات السودان كافة باشتراطات سوف اتطرق لها لاحقا، مخرج لازمة السودان السياسية بتقديم نظام سياسي ديمقراطي متداول مدنيا متجنبا العسكر والطائفية بصورتها القديمة " يجب الوقوف في الطائفية بصورتها القديمة" ، واجزم انها ايضا مخرج لازمات السودان الاقتصادية لانها درست تطوير الاقتصاد وانها تقوم على دعامة اساسية للغاية وهي ان الانسانية هويتنا في التعاون اخارجي دون الاعتماد على تصنيف ديني او عرقي او علائقي سياسي للتعاون الخارجي، روية تلك الحكومة التي تجعل مصلحة السودان والانسانية ورغبة تطويرها ركيزة في بناء العلاقات الخارجية بالتأكيد قادرة على كسر العزلة الاقتصادية العالمية والدخول في شراكات مفتوحة مع كل العالم بهدف بناء سودان قوي يساهم في بناء انسانية قوية تحرتم بعضها، وايضا اعطت حكومة الظل حيزا كبيرا لاشكالية الخدمة المدنية وخصصت وزارة " الخدمة المدنية والاصلاح الاداري" بقناعة ان أس بلاء السودان يكمن معظمه في الخدمة المدنية والتي جانبت الاحترافية والنمط الدقيق الذي يمكنها من تقديم خدماتها بما يكفل بتقدم الوطن وقدمت لها خير الشباب " عمار عثمان بشير" الحاصل على عدة جوائز تقديرية في منطقة الخليج. اعتقد ان اهم اسهامات حكومة الظل " باشتراطات سوف اتطرق لها " هي الاجابة على السؤال " البايخ " والذي بلا معنى ولكنه للاسف تعشعش في اذهان الشعب وترك فاصل كبير بين الرغبة في التغير والعمل على التغيير " البديل منو " وايضا قد يكون ازاح هاجس ظل النظام يزرعه في أذهان ابناء الشعب [ان البديل هو الفوضى العنصرية، وحكومة الظل اوفت ذلك اجانب حقه في النقاش والاستفاضة على ما اعتقد ولها ترتيباتها التي تحول دون حدوث فوضى او عودة للديمقراطيات المشوهة. نستطيع ان نقول ان حكومة الظل هي المخرج لازمة الوطن ، وليس مخرج مبني قسريا بفعل الوضع الحالي وليس جبرا أو ان حكومة الظل تبنت القضايا التي تعوق التقدم وفقا للمعطيات الحالية ، بل تنبنتها وفقا لقناعات راسخة وفقا لتجارب ثرة ومراقبة دقيقة ومشاركة فعالة في العمل السياسي ووفقا لهم كبير يحمله هؤلاء الشباب وهو هم الوطن وانسانه وتطوره ونمائه. اخشى ان تكون تلك الخطوة العبقرية في مهب الريح إذا لم يصاحب نشاطها الفكري نشاط اعلامي مكثف ليس عبر الاسفير والقنوات فقط بل عبر مخاطبة كل انسان سوداني في موقعه عبر تكوين مكاتب للحكومة في كافة مناطق السودان للوصول الى كل انسان حتى نقرع ناقوس الامل وندق باب التغيير بقوة وقناعة اننا سائرون نحو الافضل، فالتغيير الذي ننشده يتطلب إجماع حوله " لا اقصد اجماع القوى السياسية " بل إجماع الشعب عليه ، وعليه يجب ان يصل خطاب حكومة الظل الى كل بيت وكنتين ومدرسة وجامعة وكلية . وايضا يجب ان يتواصل المجهود الفكري لحكومة الظل ويتوسع ليناقش قضايا اساسية تعبر عن إهتمام الحكومة " الظل " بادق تفاصيل مشاكل الوطن مثلا " اعداد دراسه لري مشروع الجزيرة عبر انابيب شبيهة بانبيب البترول بدلا عن الترع المكشوفة " ومناقشة فوضى التعليم وتقديم حلول ،والهجرة والاغتراب وايضا مناقشة مشاريع قومية ودراستها " طريق الغرب " ويجب مشاركة كل تلك القضايا مع الشعب تقديم الازمة وحلولها. اعلم انها إشتراطات قاسية نوعا ما ولكن هذا قدر تلك الفكرة فهي ليست فكرة تغيير سياسي فحسب بل هي فكرة نهوض مجتمعي وانساني كامل يؤطر لغد مشرق وجميل ووطن متسامح في داخله وفي الخارج يرفض الارهاب. [email protected]