محجوب شريف العبقري الانسان!! الابداع لايقيده زمان ولايحتويه مكان ولا تأطره النظم ولا تكبله القوانين ذلك الفيض الانسانى المنساب عبر المصداقية محجوب شريف شاعر ثرى البساطة غنى بالروعة اعطى من غير ان يطلب ومنح للكلمة القها واناقتها وحفر عبر مشاعره الدفاقة لوحات خالدة عبرت بكل واقعية عن حياة السودانى بكل تفاصيلها ومعانيها بدون تكلف فتدفق عطاءا وابداعا وجمالا وثورية يتفكك بكل ثقة من قيود الاستعباد والاستهجان يحمل الاباء فى وجدانه الراقى ونفسه المشرقة بمعانى الحرية والانعتاق مساجينك ... مساجينك ... مساجينك برغمك نحن مازلنا بنكبر بى زلازلنا بنعشق فى سلاسلنا وبنسخر.. من زنازينك مساجينك ... مساجينك ... مساجينك حكايات الهوى الأول.. بنحكيها بدايات الغُنا الطول.. نغنيها حقيقه وليس تتأول حتخجل من عناوينك مساجينك ... مساجينك ... مساجينك ثم فى مساحات اخرى لا تحصى نجده يفند عبر احساسه القضايا الانسانية التى شكلها الواقع الاقتصادى المتردى فى الوطن المتعب فى تعبير عن حياة البراءة التى يدمرها الجشع وتقتلها الانانية وتمزقها السياسة فتقمص الحقائق فكان شعره يحكى بكل واقعية عن الحال الاجتماعى المتفكك فكانت قصيدته ست الشاى حكاية تشهد لتعمقه فى شرايين الحياة السودانية فست الشاى تلك الانسانة المظلومة التى تدفعها ظروف الحياة القاسية القاهرة الى الطريق الوعر الشائك فعرف العبقرى كيف يوجيه مفردات معانيه المشبعة بالحكمة العامرة بالمعايشة الحقيقية المتكلمة بلسان الحال حقو ناخد لينا وقفة في القوانين واللوايح في التشرد والرِّعاية ونِعتنِي بِي كُلِّ نُطفة حقو ناخد ليناوقفة للافق ننظر نخطٍط ومانسيب حاضرنا تايه وما يجينا الجاي صدفة وهو محجوب شريف العاشق الرقيق الدفاق محبة وصبابة وهو يحتضن بدفئه السودان بين اشعاره ويغازل بوطنيته الراسخة وعمقه المستنير بالحرية وطن احلامه الذى يتمناه ويستشعره وكأن حياته بدات اوكسجين حرية فاستنشق عبير الحياة كلها وطن فتنسم جمال الفكرة شعب فعاش له وبه ومعه فكان محجوب الابن البار والاخ الوفى والاب الحانى لكل فرد سودانى فغرد عبر مصداقية كلماته الموسيقار المبدع وردى فكان الكروان وكانت قمة الانسجام بين عبقرية الشاعر وروعة الفنان معاك معاني حياتي تبدا وافتح باباً ياما انسدَّ أشوف العالم ربوة جميلة عليها نسيم الصبح مخدّة وبيني وبين النهر عشانك عشرة بتبدا وبين عينيه وخد الوردة تبقى مودة أصالح روحي تبرا جروحي ابشر باسمك اهلل أغني أقيف اتحدى وهو محجوب شريف الذى لم يندثر حلمه ولم تدفن الايام طموحه لم يعيش لنفسه بقدر ما عاش للوطن كله فكان مدرسة متفردة الثقافة وارفة الظلال مثمرة بالديمقراطية شامخة المعايير كانت احلامه المعبرة عن الوجدان الحر المتطلع الى العلياء فهو لم يؤمن بالبقاء فى الحضيض فظل دائما محلقا فى افاقه الواسعة فكانت نظرته الثاقبة البعيدة تنظر بعين التفاؤل الى المستقبل فلم يترك للمستحيل مساحة فى قلبه فظل متفائلا بالمستقبل رغم القيود والتهميش والتكميم والتعتيم فكانت الارادة عنده المسار والوحدة لسان الحال والجماعية هى الكلمة والمقال حنبنيهو البنحلم بيهو يوماتى وطن شامخ وطن عاتى وطن خيّر ديمقراطى وطن مالك زمام أمرو ومتوهج لهب جمرو وطن غالى نجومو تلالى فى العالى إراده سياده حريّه مكان الفرد تتقدم.. قيادتنا الجماعيّه مكان السجنِ مستشفى مكان المنفى كليّه مكان الأسري ورديّه مكان الحسره أغنيّه مكان الطلقه عصفوره تحلق حول نافوره تمازج شُفّع الروضه حنبنيهو البنحلم بيهو يوماتى وطن للسلم أجنحتو ضدّ الحرب أسلحتو عدد مافوق ما تحتو مدد للأرضو محتله سند للإيدو ملويّه حنبنيهو.. البنحلم بيهو يوماتى وطن حدّادى مدّادى ما بنبنيهو فرّادى ولا بالضجه فى الرادى ولا الخطب الحماسيّه وطن بالفيهو نتساوى نحلم نقرا نتداوى مساكن كهربا ومويه تحتنا الظلمه تتهاوى نختّ الفجرِ طاقيّه وتطلع شمس مقهوره بخط الشعب ممهوره تخلي الدنيا مبهوره إراده وحده شعبيّه ومحجوب شريف فنان مترع بالقيم النضالية جزيل بالحكمة له بصر شاعر وبصيرة عالم يمكنك ان ترى خلجات احاسيسه وانفعالاته الصادقة الدفاقة عبر كلماته العفيفة وروحه النظيفة الخالية من الشوائب فكان معدن من ذهب فى زمن تلاشت المعادن الاصيلة فحق له ان يظل متوهج التعبير قوى التاثير امتزجت شاعريته الوارفة بانسانيته النبيلة فكان حبيب الى الناس قريب منهم لم يكن مجرد رقم بين الشعراء بقدر ماكان صاحب هدف سامى تجاوز بمفهومه وابداعه حيز الذات فسقى الكلمة بوجدان انسانيته ليظل عطاءه مخضرا لايستسلم لرياح الانهزام فشعره سيبقى محلقا فى اعلى سماوات الابداع سلمت ...خايف كنت ما يسلم قلب مفصود حلمت ...قبلك كنت لا بحلم ولا موجود معاك بحلم كأني على فرس طاير بغني على وتر مشدود واطير عبر السما المدود سما الوطن اللي مالو حدود حمامة جناها لا خايف ولا مفقود عاش محجوب عملاق الكلمة شاعر فى حجم وطن مسكون بعشق السودان الى حد الثمالة امن برسالته وبذل عمره لهذا الوطن الغالى الذى يحتاج منا جميعا الى مثل حب محجوب شريف الذى دائما ما يحاول ان يضمد جرحه ويمسح دمعه ويجبر كسره ويداوى سقمه ويمارضه ويواسيه ويؤانسه ويجالسه باشعاره الرقيقه يخاطبه بكل عفوية ويداعبه بكل اريحية ....فعذرا ايها الاحباب ان مساحات الحروف لا تتسع فى الكتابة عن رجل بحجم وطن ولكن هذا قيض من فيض... الا رحم الله شاعر السودان الراحل المقيم محجوب شريف . منتصر نابلسى [email protected]