الصورة تبدو غاية فى القتامة و جنوب السودان ينجرف بسرعة مزهلة الى عوالم الدمار الشامل و الزوال، ولا غرو فكل الإحتمالات مفتوحة وكل الخيارات كذلك ،وما من وزاع يردع أخلاقيا كان أم دينينا ولا إنسانيا؛و لا قانون يحكم سوى قانون الاهواء،والتطورات السلبية تتجه نحو الهاوية بمتوالية هندسية و ما من أحد هنا؟!. و العالم بأثره يقف شاهدا و يوثق الفشل الزريع لدولة كان المأمول منها أن تكون أُنموزجا للاستقلال الحرية والديمقراطية فى إدارة التنوع الثرً بالإستفادة من تجربة السودان قبل وبعد الإنفصال.و من على خشبة مسرح اللامعقول نقدم للعالم أدلة و براهين على حاجتنا لفرض الوصايا ،لفقدنا الأهلية وعوز الإدارة و إزمة الحكم و انعدام الوطنية و المسئولية معا.حروب عبثية تدور رحها دون تبريرات منطقية لتطحن أروح الشعب دون إستثناء و آله الحرب اللعينة لا تفتأ تأتى على الأخضر و اليابس و تعمل تقطيعا فى مكونات المجتمع الجنوبى دون أن يبقى للسماح و الصلح موضعا.وإسئلة تدور فى فلك الحيرة دون اجابة"من المستفيد من الحرب الدائرة؟! ،و ما الفائدة التى ترجى من تدمير البلد و القضاء عليه؟. زعيم الحركة التمردة رياك مشار، في مقابلة صحفية له مع "فرانس برس"،أكد أنه يريد السيطرة على العاصمة جوبا وحقول النفط الأساسية،محذراً من أن الحرب الأهلية لن تتوقف قبل سقوط الرئيس سلفا كير.للاسف رغم المآسى الذى تتناقله وسائل الاعلام العالمية عن جنوب السودان و رغم الابادة التى يتعرض لها الشعب يحصر مشار هدفه الكبير فى سقوط الرئيس سلفا كير و لا عزاء لموت الآف الأبرياء و تشرد الملايين من الشعب؟! ويضف مشار بأنهم لا يقومون سوى بمقاومة النظام الذي يريد "تدميرنا" على حد تعبيره .وكما أشرنا فحديث مشار يدعم قراءة أن كل الخيارات مفتوحة و جنوب السودان بذلك أصبحت دون إعلان "منطقة حرب". و مشار الذى كان يمثل الرجل الثانى فى الدولة المتداعية يعلم بأن إقتصاد الدولة الوليدة يتوكأ على البترول كمصدر أساسى لتمويل الميزانية والخزينة العامة و مع ذلك لم يرى ايةً غضاضه فى أن يسيطر على مدينة بانتيو ويطالب بإغلاق الحقول النفطية بل ويطالب العاملين بشركات النفط بحزم أمتعتهم والرحيل؟!فهل يدخل تدمير إقتصاد البلاد و إنهيارضمن رحيل سلفاكير عن كرسى الحكم؟!لاسيما و أن الوضع العام فى البلاد منهار أصلا بالفساد و إختلاسات المال العام دون حساب قبل الازمة و بالنهب و الإعاقة بعد الأزمة. ومن الذى يدمر شعب جنوب السودان بذلك الان؟! الخوف مزروع فى كل مكان و يمشى بين ولايات الدولة الوليدة المختلفة،الشعب يتوسد الخوف و الهلع أملا فى أن تشرق شمس الغد علما بأن الصبح لا يأتى إلا بمزيدا من المخاوف .لا تستطيع الدولة زراعة ما يسد الحاجة العامة و لا يستطيع المواطن زراعة ما يسد به رمقه مقابل المصير المجهول الان،و المجاعة تقرع الأجراس والخريف لا يزال فى أوله؛لا يوجد مستثمر عاقل ينتحر بأمواله فى دولة تفتقر لأدنى مقومات الأمن و الإستقرار المنظمات الإغاثية لا تزال تطلق الإنذرات و النداءت لاستغاثة شعب الجنوب المنكوب – لا حياة لمن تنادى- و لا يحصل على ثلث الأموال المطلوبة بجانب عجزها عن إيصال الإيغاثة لمناطق المتضررين بسبب طوق الرعب المنتشر بين جنبات البلاد و بالرغم من ذلك يقول مشار:( أن إعادة السيطرة على بانتيو تمثل المرحلة الأولى لتحرير حقول النفط من قوات الإبادة) وفقا لتعبيره.فبماذا يفسر أو يسمى رياك مشار ما تفعله أسلحة قواته عند وقوع ما يسميه (تحرير المناطق) التى يدخلونها.بماذا يسمى وقوع الضحايا وإزهاق أرواح مواطنين أبرياء و تشرديهم و التنكيل بهم و إنعدم الغذاء ووفاة الأطفال الرضع جراء نقص الغذاء وانعدام الدواء؟!و بأى منطق يعتبر ويصف قوات سلفاكير ميارديت ب(بقوات الابادة). و قواته تبيد من لم يوافقه من الأبرياء و من يلتزم الصمت لبساطته؟!اليس ما يحدث لمواطنين المناطق المحررة كما يحلو لهم تسميتها إبادة؟!. الواضح ان مشار يعتمد منطق ان سلفاكير من سيتحمل كل ما يحدثه و يتحمل المسؤلية لكونه المسؤؤل الرسمى امام العالم عما يحدث .غير ان هذا الاعتقاد به من عدم حسن التقدير ما لا يخفى.لجهة ان مشار وقع فعليا فيما وقع فيه سلفا كير بمعكوس مضمون اعتقاد مشار نفسه او ما كان فى حكم مشار جريرة تبيح كل المجاز التى وقعت بحق شعب جنوب السودان قبل خمس اشهر لانه اعاد انتاج ما استنكره على غريمه ميارديت و بذلك لا يملك شرف الاستنكار من يأتى خلقا نهى عنه غيره [email protected]