المشهد الآن قال لي محدثي الما سوداني (عندما حمل هوية أخرى): عندما ضاق بنا العيش في بلادنا السودان في زمن حسبناه أسوأ ما يكون بسبب حكم الفرد والاستبداد. قررنا الهجرة منه إلى بلاد أخرى وبرغم قساوة الغربة (لعلنا) نجد فيها العيش الحلال. فلم تخذلنا تلك البلاد ورحبت بنا أيما ترحيب، فقط يكفي أنك (سوداني). هذه الهوية كانت جواز مرور إلى أي جهة تود الالتحاق بالعمل فيها، لكي تمنحك بطاقتها مكان المهنة : الأمانة مكان الجنسية: الخلق الطيب المؤهل : حسن السيرة والسلوك مدة العقد: إلى ما لا نهاية وعند السوداني كل البلاد هي بلاد الله والعمل هو العبادة هذا كان ما قبل (1989م).. ولكن البعض من الذين أوتوا العلم ، - وما اختلف الناس إلإ من بعد ما أوتوا العلم بغياً بينهم كذلك وصفهم الله في كتابه الكريم _ ، فظنوا أنهم الأجدر في الحكم.. وأن الشريعة وكما في عرفهم هي التمكين لهم وحدهم بعد إقصاء كل مخالفٍ أو خارجٍ عن الملة فإنه إما ملحد وإما شيوعي، أو (الضعيف الخائن) بينما منتميهم هو (القوي الأمين) وللأسف الطويل إن العهد بعهد التمكين ذلك، استمر ردحاً من الزمان، زحف نحو ربع قرن مما يصعب الرجوع إلى تلك النقطة والتي طالب بها بعد الظرفاء قولاً: (رجعونا محل ما أنقذتموننا)!! لعله قد يستقيم للسوداني الزمان ويستعيد ما فقده من سمعة كانت جواز مرور له يسحدها عليه جميع الشعوب. كان هذا جائز وحتى الأمس القريب ولكن بعض فضيحة ذلك المؤتمر الصحفي الذي دعت له وزارة العدل والذي خلص إلى ما خلص إليه في قضية اختلاس كبرى وواضحة رؤية العين لعين الشمس. ولكن ! لابد للعين أن تعمى وللشمس أن يصيبها الكسوف حين تنتهي القضية وداخل قبة العدل كما انتهت، وعندما يستبدل الخزي بالتكبير والتهليل لأن المجرم قد تحلل وأعاد المسروق، فهو أقل من الجرم بكثير في أن ينال أكثر من ذلك أفليس هو (القوي الأمين؟!). أيها السوداني الكريم الأبي خذ ما تبقى من سمعتك وأرفع يديك لقاضي السماء الذي لا ينام وقل (حسبنا الله ونعم الوكيل). عبد الحافظ الصافى خليل [email protected]