(1) ولاية وسط دارفور تعتبر من الولايات الغنية من حيث خصوبة الاراضي الزراعية التي تنتشر بكثرة حول الوديان اهمها وادي ازوم و اريبو و باري وكذلك تمتاز الولاية بمناخ البحر الابيض المتوسط في منطقة جبل مرة الغنية بالموالح. النسيج الاجتماعي للولاية تتكون من قبائل الفور و المسيرية و البني هلبة و الرزيقات بأفخاذهم المختلفة مثل اولاد زيت, اولاد جنوب, اولاد عيد, المحاميد , ابو جلول, البرقو و البرنو و القمر و التاما و السلامات و اولاد راشد و المسيرية جبل و الهوسا. إمتازت الولاية بالتصاهر بين القبائل منذ فترات بعيدة و لكن طمع بعض القبائل للإستيلاء على الحواكير بالقوة أجج الصراعات و الحروب بينهما و اهم الحروب التي نشبت في الولاية هي الحرب بين الفور و العرب في بديات الثمانينات من القرن الماضي عام 1987-89 وقد كانت حرب مدمرة للطرفين من حيث الدمار و القتل التي حدثت بين الاطراف المتنازعة. (2) بعد الصلح بين الفور و العرب عام 1989م بالفاشر لم يتسنى للحكومة الاتحادية و الولاية تنفيذ مقررات الصلح بصورة ترضي الجميع مما ادى الى زيادة بروز ظاهرة النهب المسلح المنظم الذي استهدف قبائل الفور لمدة عشرين عاما الامر الذي ادى فيما بعد الى اندلاع التمرد عام 2003م للدفاع عن العرض و حق الحياة لان حاملي السلاح يرون ان الحكومة منحازة الى القبائل العربية لتنفيذ اجندة التجمع العربي العنصري بالاستيلاء على حواكير القبائل غير العربية و فصل الادارة الاهلية للقبائل العربية من الادارة الاهلية لاصحاب الحواكير و كان ذلك بصورة ممنهجة و منظمة تديرها الحكومة عبر وكلاءها من الولاة و الطواغيت. (3) أعنف الحروب بين القبائل بولاية وسط دارفور هو الحرب بين السلامات و المسيرية التي اندلعت في ابريل 2013م في محلية ام دخن وسرعان من شملت معظم محليات الولاية و السبب الرئيسي للحرب حسب تقرير لجنة تقصي الحقائق هو الصراع على الارض و السيطرة السياسية على المحلية من قبل قبيلة السلامات التي تعتبر ام دخن ارض حكر لها و الحقيقة عكس ذلك السلامات ليس لديهم حاكورة في اي ولاية من ولايات دارفور لانهم لديهم حاكورة في جنوبتشاد في منطقة بيضة ومعظم قبيلة السلامات تتواجد في تشاد و البقية موزعة في ولايات جنوب , شمال و غرب دارفور. الحرب كانت بكل المقاييس مدمرة للولاية وللقبيلتين حيث نزح الاف من السلامات الى اخوتهم في تشاد و حول مدن الكبرى لولاية وسط دارفور. (4) من هو الشخص الذي تسبب في الحرب بين المسيرية و السلامات هناك عدة روايات تشير الى ذلك البعض منها يشير بصورة مباشرة الى والي ولاية وسط دارفور الحالي الشرتاي جعفر عبدالحكم الذي منح الامارة للسلامات ابان توليه الحكم لولاية غرب دارفور قبل انقسامها عام 2012م ولكن السلامات حاولوا ان يغيروا من مفهوم الامارة والتي تعني ادارة الافراد فقط الى النظارة التي تعني ادارة الافراد و الارض الامر الذي استفز بقية القبائل القاطنة بالولاية و منها المسيرية فدخلوا في حرب لا آخر له و في حقيقة الامر الارض او الحاكورة في ام دخن تتبع الى دار كوبرا ادارة الشرتاي عمر احمد زروق من الفور. (5) الشرتاي جعفر عبدالحكم هو المسئول الاول عن الحرب بين المسيرية و السلامات وبعد تكليفه للمرة الثالثة واليا" لولاية وسط دارفور من اجل تبيض وجهه الى المركز قام بسجن وفصل بعض قيادات الادار الاهلية من السلامات و المسيرية و المسيرية جبل بحجة تقصيرهم في ايقاف الحرب بين القبيلتين ولكن الملفت الى النظر فصل امير المسيرية جبل الذين لم يوقعوا على وثيقة الصلح بين السلامات و المسيرية ولكن المراقبين للاحداث بالولاية يعتبرون ذلك بمثابة صب الزيت في النار لان المشكلة اساسها الارض و ليس فصل الادارات الاهلية او تدخل الجيش. الشرتاي جعفر عبدالحكم تاريخه السياسي مشهود له بالانتهازية و الضرب تحت الحزام للذين يتحالفون معه ليس له صديق دائم و لا عدو دائم, مصالحه هو الذي يقوده وقد كان له اليد الطولى في قبض الشهيد بولاد الذي اعدم فيما بعد بواسطة العصبة الحاكمة في بداية التسعينيات من القرن الماضي. [email protected]