نعم اقصدها بحروفها التي يمكن ان تكون طعنات مهند تشق قلوب الوطنيين، ولست بصدد سرد محاور ودلالات عدة تخبر بكل وضوح ان هذا الوطن الواطي لو وجدته بمحض صدفة ملقي على قارعة الطريق لما مددت يدي لانتشله من الم الم به، وكوارث استوطنته، وطن "واطي" ليس بمقياس مايجري في من خطب ودواهي مثل الاغتصاب والجوع والموت سمبلا، والسرقة والتفريق بين قاطنيه، كل هذا يحدث واكثر منه حيث يبتاع الجار من جاره " الجزار" لحم الحمير ويغتصب الجار طفل جاره ، ويقذف بالمرضى خارج المستشفيات ان لم يدفعو نقدا، وطن يطاردك فيه اعرابي يحمل عكازته ليمنعك انت من دخول مايسمى مجازا دروة مياه في مستشفى حكومي مالم تدفع واحد جنيه، نعم كل هذا يحدث وهو ليس بداعي لاطلق على الوطن لقب واطي. مايهمني هو احترام الدولة لانسانها والامر منه عدم احترام انسان تلك الدولة لذاته، واستسلامه " الواطي" لجلاديه دون ادنى مقاومة. قامت الانسانية منذ فجرها على منهج التدافع والدفع، وكانت ترتكز في تطورها على وجود طرفي نقيض، ظلم ومقارعة الظلم، وعدو ومقاومين لهذا العدو، رغبة وامل وحراك لتحقيق هذا الامل، والاكتشفات العظيمة مثل التغلب على الامراض واختراع السيارات وتطور التكنولوجيا وقيم مثل الحرية والديمقراطية والعدل كان كل هذا نتاج هذا التدافع والذي ذكرته الاديان وقالت لولاء التدافع لهدمت بيع ومساجد وصلوات، ولكن وجود التدافع هو اساس الحياة وهو السبيل لقيام قوانين تحفظ احترام البشر ، امريكا نهضت فوق ركام جثث وحروب استهلكت دماء عديدة في نهج التدافع والرغبة في التطور مثل حروب الذهب وحروب التحرير واجنحة فكرية نتج عنها امريكا التي يتداعى جسدها بالسهر والحمى لجوع احد في ادغال افريقيا ولانتهاك حرية دينية لفتاة سودانية، واروبا كذلك قامت بفعل نهج التدافع. ليس الاستسلام يصنغ عزة وكرامة ونفس ابية، بل الوقوف ضد الظلم، وحين الاستسلام له يكون هنا لقب " واطي" تعبير يعبر عن واقع ويعكس عجز المطارد في المستشفى الحكومي لدفع مبلغ واحد جنيه حتى يتبول في قنينة لغرض فحص بوله والاستشفاء منه، وهكذا استسلام الافراد للظلم بحجة ماذا نفعل او من معنا. الثورات العظيمة ترتكز على همم عالية وحقوق صغيرة ينافح الكل فيما يليه وسوف تاتي لحظة تجمع تلك المنافحات لتكون ثورة عظيمة تصنع شعب عظيم، رفض كل فرد للظلم فيما يليه هو قرع داوي على باب الثورة حتى تخرج وتصنع لنا تلك الحياة العظيمة التي ناملها، ولكن...!! لكن حين نستسلم للظلم فيما يلينا فاننا شعب " واطي" وحينها غاب نهج التدافع وبالتالي غابت الامال وانتقلنا لطور البهيمية ولا حرج ان قلنا نحن شعب واطي..! الحل الامثل هو وهب تلك الارض لشعب يحترم نفسه ويجبر الدولة على احترامه فليكن السودان هبة لاوربا ليكون لها مزرعة بصل او لامريكا لتصنع منه قاعدة تكنولوجية او حتى للخليج ليزرعه ثوم وبصل وعدس لياكل شعبه الذي يستحق او حتى حديقة خلفية لمصر..!! هذاء مع تحياتي ناصر محمد 14/ نوفمبر/2014 [email protected]